السوري وفيق حبيب يلهب المدرجات والمهرجان يتصالح مع الجمهور
شارك الفنان السوري وفيق حبيب في إحياء السهرة السابعة من مهرجان تيمقاد الدولي إلى جانب نخبة من الفنانين الجزائريين على غرار ماسي، سليم الشاوي، كمال القالمي ومحمد عليا، الذين استقطبوا جمهورا غفيرا عكس السهرة السابقة، وقد تفاعل الحاضرون كثيرا مع مختلف الطبوع التي زينت الحفل، انطلاقا من الدبكة السورية التي جعلت الجميع يرقصون على أنغامها، مرورا بالنغمة الشاوية تحت إيقاع القصبة و البندير التي تألق في أدائها صاحب رائعة «زوالي و فحل» سليم الشاوي و كذا كمال القالمي، و وصولا إلى الطابع القبائلي الذي أبدع في أدائه ماسي ، و من جهته أمتع محمد عليا الجمهور بأغاني الراي التي لا تزال تحظى بمكانة خاصة في قلوب فئات واسعة من الشباب.
فور اعتلاء الفنان السوري وفيق حبيب لركح تاموقادي، بدأت الأهازيج تدوي دون انقطاع، خاصة مع إيقاع الدبكة السورية، أين كان التميز عنوانا لفقرته التي أبدع فيها كثيرا، ومن أبرز الأغاني التي أداها «أزرعلك بستان ورود»، «ذكرتك و السما مغيمة»، «طلبني عالموت بلبيك»، «فوق النخيل» و «قدك الميال يا عمري»، فأطرب الجمهور بأغانيه المميزة و صوته الذي ملأ المسرح، و عرف حبيب كيف يسحر أكثر الحضور، من خلال تقديمه أغنية «عبد القادر يا بوعلام» التي يحفظها الجميع عن ظهر قلب.
بعد ذلك جاء دور الطابع الشاوي و إيقاع القصبة والبندير مع بعض الآلات العصرية، أين قام الفنان كمال القالمي بأداء مجموعة من أغانيه التي حققت نجاحا كبيرا، بالإضافة إلى بعض الأغاني التراثية التي امتزجت بالإيقاع العصري، و من بينها «القاضي»، «دوم عينيا» و «الريح في البريمة».
أما سليم الشاوي فعرف كعادته كيف يجذب الجمهور بأغانيه المعروفة والتي لاقت رواجا كبيرا على غرار «زوالي وفحل»، «ماعنديش منك عشرة، «أنا الشاوي ولد الشاوية» وكذا أغنية «ناديتك بالصوت العالي».
في حين أدى الفنان القبائلي ماسي أغنية «العمريو» لمعطوب الوناس، بالإضافة إلى أغانيه التي اشتهر بها على غرار أغنية «إيذم».
و تمكن من جهته، مغني الراي محمد عاليا، من جذب اهتمام و تفاعل الجمهور ، خاصة فئات الشباب منه التي رددت معه أغانيه بحماس على غرار أغنيته المعروفة «لالة فاطمة» ب. بلال
كواليس المهرجان
كانت السهرة السابعة من مهرجان تيمقاد سورية بامتياز، حيث عرف وفيق حبيب كيف يكسب الجمهور الحاضر وجعله يتفاعل بكل حرارة مع أغانيه، حيث أجمع الحضور على أنه كان نجم السهرة دون منازع.
أدى الفنان السوري مجموعة من أغاني الفنانين الكبار، على غرار أغنية «عبد القادر يا بوعلام» التي رددها الجمهور معه وتفاعل معه كثيرا.
سجل المنتخب الوطني لكرة القدم حضوره في سهرة أمس الأول، حيث كشف الفنان السوري عن شغفه بما يقدمه لاعبو هذا المنتخب في مختلف المنافسات، وأكد تشجيعه له في كل مرة يشاهد مبارياته.
تعامل وفيق حبيب مع أسئلة الإعلاميين بحذر وذكاء خلال الندوة الصحفية التي عقدها، حيث أجاب على سؤال حول مدى رغبته في التبرع بعائدات حفلته بالمهرجان للشعب السوري، بقوله أن الشعب السوري ليس بحاجة إلى التضامن من طرف أي شخص، وهو يملك الشخصية القوية لمواجهة مختلف الصعاب التي يعيشها.
تمكنت الجهة المنظمة للمهرجان في سهرة أول أمس من فرض النظام خلال الندوة الصحفية، بإبعاد الفضوليين و عدم السماح لهم بالدخول، كما جرت الندوة في ظروف هادئة، مما ساعد الإعلاميين المكلفين بتغطية المهرجان على أداء مهامهم.
لم يتمكن الفنانون المشاركون في سهرة أمس الأول، من إقناع الجمهور بالبقاء إلى غاية انتهاء السهرة، حيث اكتفى الجمهور بحضور فقرة الفنان السوري وفيق حبيب قبل أن يبادر بالمغادرة فور انتهائها، غير أن ذلك لم يمنع الفنانين الجزائريين من إمتاع ما تبقى من الجمهور الذي تفاعل مع أغانيهم و رقص على إيقاعاتها. رصدها: ب. بلال
المغني السوري وفيق حبيب في ندوة صحفية
«الوضع في سوريا أثر على الإنتاج وعانيتُ كثيرا في بداية الأحداث»
تحدث الفنان السوري وفيق حبيب عن الأوضاع التي تعيشها سوريا منذ فترة وعلاقتها بأوضاع الفنانين، خاصة من ناحية الإنتاج ، فرغم تأكيده بأن المستوى الفني لا يزال عاليا وراقيا رغم كل شيء، إلا أن الإنتاج تراجع نسبيا، خاصة في السنوات الأولى التي تلت الأحداث، مضيفا بأن جميع القطاعات تعيش الوضع ذاته، إلا أن الإرادة التي يتمتع بها فنانو سوريا، دفعتهم إلى إيجاد حلول بديلة للمحافظة على المستوى الذي وصل إليه الفن السوري.
كما تحدث الفنان خلال الندوة الصحفية التي عقدها على هامش مشاركته في فعاليات الطبعة 38 من مهرجان تيمقاد الدولي، عن تجربته الخاصة، كاشفا بأنه خلال السنوات الأولى من الحرب السورية عانى كثيرا، و توقف عن الغناء حوالي سنتين، مكتفيا بالانزواء، بعيدا عن الأضواء، تأثرا بما كان يجري، غير أنه و بمرور الوقت، بدأ يسترجع عافيته النفسية وانطلق من جديد، و شدد بأنه متفائل كثيرا بالمستقبل رغم كل شيء .
نفى وفيق حبيب رغبته في خوض غمار التمثيل، خاصة مع الانتشار الكبير لبعض الفنانين الذين يتنقلون بين مختلف مجالات الفن، من الغناء و التنشيط إلى التمثيل، و أشار خلال الندوة الصحفية إلى أنه سبق و أن قدم أدوارا معينة في بداياته الفنية منذ سنوات، إلا أنه في الوقت الحالي لا يفكر في ذلك، مؤكدا بأن جدول أعماله يُجبره على التركيز في مجال الغناء وفقط، وأضاف بأن التمثيل له أهله، خاصة في سوريا التي تضم الكثير من نجوم الصف الأول على المستوى العربي.
تطرق الفنان السوري إلى مواضيع عدة خلال الندوة الصحفية، من بينها دور وسائل التواصل الاجتماعي في مسيرة الفنان، حيث أكد بأنها سلاح ذو حدين، و رغم كل شيء تساهم كثيرا في نجاحه و تميزه، خاصة وأن هذه المواقع باتت فضاء للملايين من المتابعين وأصبحت الأخبار حصرية فيها، مما جعلها مهمة ومفيدة للفنانين، إلا أنها تبقى سلاحا ذو حدين، خاصة إذا لم يعرف الفنان كيفية استغلالها والترويج لنفسه من خلالها.
لا أمانع في المشاركة في ديو غنائي مع فنان جزائري
أعرب وفيق حبيب عن موافقته على تقديم ديو غنائي بمعية فنان جزائري، مؤكدا بأن الجزائر تزخر بالكثير من الفنانين الذين تمكنوا من الوصول إلى العالمية، و اعتبر ذلك تزاوجا بين الثقافة السورية والجزائرية، مضيفا بأنه لم يدرس الفكرة من قبل غير أنه سيقبل على الفور في حال أتيحت له مثل هذه الفرصة. ب. بلال
قالوا عن المهرجان
الفنان كمال القالمي
مستعد لتقديم المساعدة للجيل الجديد
تحدث كمال القالمي عن مسيرته الفنية التي أكد بأنها لن تتوقف، نافيا رغبته في الاعتزال، مادام قادرا على إسماع صوته للجمهور، مضيفا بأنه لا يمانع في تقديم المساعدة للجيل الجديد من الفنانين في مجال الأغنية الأوراسية من أجل إيصال رسالته الفنية. وبخصوص مشاركته في مهرجان تيمقاد الدولي، قال بأنه شارك في مختلف الطبعات، و سيبقى هذا المهرجان محطة مميزة في مسيرة أي فنان، و لابد من تسجيل حضوره فيه، كلما أتيحت له الفرصة لذلك.
الفنان ماسي
الأغنية القبائلية لا تزال تحتل الريادة
فند الفنان القبائلي ماسي أن تكون الأغنية القبائلية قد عرفت تراجعا خلال السنوات الأخيرة، فبالرغم من ظهور طبوع جديدة و انفتاح الجمهور على الفن على الصعيد العالمي، بالإضافة إلى تغير الإيقاع في بعض الطبوع المحلية، على غرار الراي والشاوي من خلال إضافة بعض الآلات الحديثة إليه، تبقى الأغنية القبائلية، كما أكد ماسي، مميزة بإيقاعاتها التي عُرفت به من قبل، مضيفا بأنها لا تزال تحتل الريادة، والجمهور بإمكانه أن يؤكد ذلك، فلا يزال الكثيرون يستمعون إليها و يستمتعون بإيقاعاتها و يتفاعلون مع كلماتها المعبرة.و أضاف ماسي بأنه لا يتردد في أداء مختلف الأغاني الخاصة بالفنانين القبائليين المعروفين، على غرار معطوب الوناس الذي يعشق أغانيه ويحب كثيرا إعادة أدائها في مختلف المهرجانات التي يُدعى إليها.
بخصوص مهرجان تيمقاد الدولي، أكد الفنان القبائلي بأنه كان يترقب دعوته للمشاركة فيه من طرف الجهات المنظمة في كل طبعة ، و إذا تلقى الدعوة يسعد كثيرا بذلك، ولا يمكنه أبدا رفض المشاركة.
الفنان سليم الشاوي
الأغنية الجزائرية لن تصل إلى المشرق إلا بتنشيط السياحة
يرى الفنان سليم الشاوي بأن الأغنية الجزائرية، لن تصل إلى المشرق وتحقق هناك النجاح الذي تحققه الأغنية المشرقية بالجزائر، إلا بعد تحقيق مجموعة من الشروط، و من بينها تأمين السياحة وتوفير ظروف الإقامة الجيدة للمشارقة، حتى يتمكنوا من التعرف على الهوية الفنية لبلادنا، حيث سيسمح ذلك ،حسبه، بنقل ثقافتنا إليهم عن طريق سياحهم.
و تأسف لأن السياحة بالجزائر لا تزال تراوح مكانها، ولم تشهد ، حسبه، التطور الذي تعيشه بعض البلدان المجاورة ، كما أكد بأن الاستقرار والأمن يساهمان بشكل كبير في إيصال الفن الجزائري إلى أي بقعة من العالم، مشيرا إلى أن تطور الدراما الجزائرية سيسمح بتطور الغناء، فهو يرى بأنهما يلازمان بعضهما البعض.
الفنان محمد عاليا
سعيد بأول مشاركة لي في تيمقاد
قال مغني الراي محمد عاليا بأنه قدم إلى مهرجان تيمقاد و له هدف واحد، وهو جعل الجمهور يستمتع بأغانيه ، مضيفا بأنه متحمس بأول مشاركة له في هذا المهرجان الدولي، آملا بأن تتكرر مرة أخرى، كما عبر عن سعادته الكبيرة وهو يزور مدينة تيمقاد الأثرية لأول مرة.
جمعها: ب. بلال