عـشـرات المســـافـريـن يـحـتـجـون بـمـركـز الـعـبـور بتـيـتـة في تبســـة
شهد المركز الحدودي البري بتيتة على بعد 40 كلم شرق مدينة بئر العاتر في جنوب ولاية تبسة أمس وقفة احتجاجية، شارك فيها العشرات من المسافرين، الذين منعوا التونسيين من الدخول إلى أرض الوطن، كما لم يسمحوا للجزائريين المتجهين إلى تونس بالخروج، مطالبين بفتح مكتب لتأمين السيارات في المعبر و منددين بضريبة 30 دينارا تونسيا التي تفرضها سلطات البلد المجاور على المركبات الجزائرية، و نفى مسؤول بمديرية الأمن الولائي تلقي مصالح الشرطة لشكاوى بخصوص حالات اعتداء تحدث عنها بعض المحتجين. و قد تم فتح المعبر مساء أمس بعد تفرق المحتجين.
و قد تنقلت «النصر» إلى عين المكان، وتحدثت مع عدد من المسافرين حول خلفيات هذه الحركة، حيث تحدث عبد الله سعيدي البالغ من العمر 75 سنة و هو مجاهد، قائلا أن هذه الوقفة جاءت بعد تزايد الاعتداءات و الاهانات التي يتعرض لها الجزائريون في تونس من طرف بعض المواطنين و المسؤولين، زيادة على الضريبة المقدرة بـ30 دينارا تونسيا المفروضة على الجزائريين دون غيرهم ، والتي يقول أنها ولدت لديهم سخطا كبيرا، و خاصة سكان الشريط الحدودي الذين ألفوا التوجه إلى تونس للسياحة والعلاج و زيارة الأقارب باستمرار.
و طالب بعض المحتجين من السلطات الجزائرية معاملة التونسيين بالمثل، خاصة وأن هناك أعدادا كبيرة من السيارات التونسية التي تدخل إلى التراب الوطني عبر معابر بوشبكة و بتيتة و روس العيون و المريج، حيث يدخل بعضها التراب الوطني ثلاثة مرات في اليوم، للتزود بالوقود والمازوت وهو ما أدخل معظم مناطق ولاية تبسة منذ أكثر من سنة في أزمة نقص الوقود.
كما طالبوا بفتح مكاتب خاصة بالتأمين على مستوى المراكز الحدودية حتى لا يضطر المسافرون الجزائريون إلى التأمين على مركباتهم بمبلغ 36 دينارا بالعملة التونسية، لعدم توفر وثيقة التأمين بين الأقطار العربية أحيانا على مستوى شركات التأمين.
و تحدث الشاب «ب.ف» بمرارة عما تعرض له مؤخرا في بلدية أم العرايس بولاية قفصة، حيث كشف أمام الحضور أنه تعرض للضرب و الإهانة بأحد مراكز الشرطة بعد أن لجأ إليهم هاربا من شخصين حاولا الاعتداء عليه، ، كما عمد بعض المواطنين بذات البلدية إلى تهشيم زجاجة سيارته الخلفي.
أما المسمى « س. عبد المجيد « البالغ من العمر 63 سنة ، فتحدث عما لقيه من معاملة مهينة قبل أيام على يد الشرطة التونسية بالمركز الحدودي الرميتة التونسي المقابل لمركز بتيتة، حيث كان رفقة 12 امرأة و 5 رجال، في طريق عودتهم إلى الوطن، غير أنهم فوجئوا بطريقة المعاملة التي صدرت من بعض الأعوان، حيث بلغ بهم الأمر حد إلقاء جوازات السفر الجزائرية على الأرض دون أي سبب. و أضاف أن الأمور كادت أن تأخذ منعطفا خطيرا مع الأعوان بالمركز لولا تدخل بعض الحاضرين.
رئيس مركز شرطة الحدود بـبتيتة وعد برفع الانشغالات والمطالب لكل الجهات المعنية، و قد تعامل رئيس مركز العبور ومساعدوه مع المواطنين المحتجين مع التونسيين الذين مُنعوا من الدخول باحترافية ومهنية واحترام تام للقوانين.
أما مسؤول خلية الاتصال بأمن ولاية تبسة، فقد نفى في اتصالنا به تلقي مصالح الشرطة لأية شكوى من مسافرين جزائريين تعرضوا لاعتداءات أو اهانات في تونس، نافيا علمه إذا كانت هناك شكاوى في ولايات أخرى.
ع.نصيب