حمام دباغ تعجز عن استيعاب السياح عشية موسم الربيع
بدأت مؤشرات أزمة مرور جديدة تظهر بالمدينة السياحية حمام دباغ بقالمة عشية موسم الربيع عندما سدت طلائع السياح كل الطرقات المؤدية إلى الفضاءات السياحية الشهيرة و خنقت حركة المرور على مسافة تتجاوز 5 كلم من الحاجز الثابت للدرك الوطني إلى المدخل الرئيسي للمدينة.
و يتوقع سكان المدينة أزمة مرور خانقة هذا الربيع في ظل مؤشرات توحي بتدفق غير مسبوق للسياح من داخل و خارج الوطن خلال تظاهرة ربيع الشلال التي انطلقت هذه السنة قبل الموعد المحدد عادة ببداية العطل الربيعية.
و تشكلت طوابير طويلة من السيارات يوم أمس الأول الجمعة و بدت طرقات المدينة عاجزة تماما عن استيعاب الحركة الكثيفة و خاصة حول محمية العرائس و محيط الشلال الشهير و المركب السياحي و طريق بحيرة بئر بن عصمان و السد الكبير و غيرها من الفضاءات الطبيعية الساحرة.
و لم تنجز سلطات المدينة طرقات و جسور و محولات جديدة منذ سنوات طويلة و بقيت المسالك الضيقة على حالها، و معبرين صغيرين على وادي السخون و جسر قديم للسكة الحديدية ظل مهملا و عاد إلى النشاط من جديد تحت تأثير أزمة سير تحولت إلى نقطة سوداء، أضرت بقطاع السياحة المحلية كثيرا و أصبحت مصدر قلق للسكان الذين ظلوا يطالبون ببناء جسور كبيرة و طرقات مزدوجة و محولات متطورة حول المدينة. لكن مطالبهم لم تتحقق و لا توجد مؤشرات توحي بقرب نهاية الأزمة بعد أن أتت الخرسانة و البناءات الجديدة على ما تبقى من فضاءات الجوهرة السياحية و أصبح من الصعب بناء طريق أو جسر جديد أو حتى فتح ممر صغير للراجلين. و يلقي السكان باللائمة على السلطات المتعاقبة على المدينة و حملوها مسؤولية تراجع البنى التحتية و فشل مشروع التطوير الذي كان مقررا قبل 30 سنة تقريبا، عندما أنشئت منطقة التوسع السياحي التي تحولت هي الأخرى إلى مهزلة كما يقول السكان، حيث توقفت أغلب المشاريع و هرب كثير من المستثمرين و غزت الاشواك قطع أرض خالية وسط الفضاءات السياحية. و حسب المهتمين بقطاع السياحة المحلية فإن تطوير المدينة يجب أن يبدأ ببناء جسرين عملاقين على الأقل الأول بجانب جسر السكة الحديدية و الثاني يبدأ من محمية العرائس إلى المركز التجاري بالإضافة إلى طريق مزدوج يبدأ من مركز الشرطة القضائية و ينتهي بأحياء نعيجة، بوروح و الملية، و حزام آخر مزدوج من محطة الخدمات إلى حي 19 جوان و طريق مزدوج من المدينة السياحية إلى الطريق الوطني 20. و تفيد مصادرنا بأن هذا المحور يخضع حاليا للدراسة و يتوقع تسجيل مشروع خلال السنوات القادمة لكنه لا يحل المشكلة المستعصية التي تعاني منها الجوهرة السياحية القادرة على تطوير اقتصاد الولاية كلها و بعث السياحة الحموية في الجزائر. و يبدو أن البناءات الجديدة التي أتت على ما تبقى من المساحات الأرضية ستكون عائقا كبيرا أمام مشاريع تطوير البنى التحتية المستقبلية فلم يعد هناك مجال مفتوح لبناء جسر جديد أو طريق مزدوج، إلا إذا صدر قرار شجاع بهدم كل البناءات التي اكتسحت الفضاءات و المحميات الطبيعية و إزالة أجزاء من أحياء 5 جويلية و 19 جوان و الحي الشعبي الكبير 17 أكتوبر و فضاءات أخرى غزتها الخرسانة و فوضى العمران التي توشك على قتل مشروع المدينة السياحية النموذجية.
فريد.غ