شاطئ خروبة بأزفون يحقق معادلة النظافة والهدوء
يفضل المصطافون الذين يختارون النزول بالشريط الساحلي لولاية تيزي وزو، التوجه إلى شاطئ خروبة، المتواجد بمنطقة أزفون، التي تضم أفضل الشواطئ المهيأة للسباحة، كما تعتبر من مناطق الجذب السياحي، و تبعد عن عاصمة الولاية بنحو 70 كلم شمالا.
يوفر شاطئ خروبة الراحة و الهدوء لمرتاديه، كما يعتبر من أهم و أجمل المعالم السياحية في أزفون، و يشتهر أيضا بالمناظر الطبيعية الخضراء التي تحيط به ، ويعرف هذا الموقع خلال موسم الاصطياف، إقبالا لافتا للمصطافين، نظرا للتحسن الذي شهده في مختلف النواحي، لاسيما الوضع الأمني الذي يعود الفضل له في عودة الحياة للشاطئ، بعدما هجره المصطافون، لما يفوق العقد من الزمن. ويعد اليوم من أجمل الشواطئ الثمانية التي تتوفر عليها ولاية تيزي وزو، بالنظر لخصائصه و موقعه الاستراتيجي الهام، و تعوّل عليه السلطات المحلية ليصبح أكبر قطب سياحي، ليس فقط على المستوى المحلي، و إنما عبر الوطن.
ما ينفرد به شاطئ خروبة هو الهدوء و السكينة، وبإمكان الزائر أن يلمح العائلات تتجول ليلا و أفرادها يتمتعون بتناول المثلجات أو الفطائر المحشوة، و هم يتأملون البحر و المناظر الخلابة ، قبيل توافد موجات المصطافين في النهار.
تقصد آلاف العائلات و الشباب شاطئ خروبة الجميل الذي يقع عند مدخل مدينة أزفون في الضاحية الشمالية لولاية تيزي وزو، التي زينت نفسها بأبهى حلة لاستقبال ضيوفها، و يتحول الشاطئ إلى ملاذ آمن للباحثين عن الراحة و الأمان، القادمين إليه من مختلف أرجاء تيزي وزو و مناطق أخرى من الوطن، لاسيما الولايات المجاورة لعاصمة جرجرة، على غرار بومرداس و البويرة و الجزائر العاصمة و بجاية، طلبا للاستجمام و التمتع بموقعه الساحلي الرائع، أين يمتزج اللون الأزرق للبحر، باللون الأخضر لأشجار البلوط و الفلين و الصنوبر و الكاليتوس، في لوحة فسيفسائية رائعة ، كما أن توفره على شروط النظافة وموقعه غير البعيد عن مركز الأمن الحضري لأزفون، يجعلانه يستقطب أعدادا كبيرة من الزوار الراغبين في الاستجمام و الترويح عن النفس و التمتع بمزايا البحر بهدوء و أمان.
و يشهد خلال الموسم الحالي إقبالا كبيرا لعشاق البحر، بأعداد تتجاوز بكثير مواسم الاصطياف الماضية، حيث يبدو من بعيد في شكل لوحة فنية تحيط بها مجموعة من الخيم و تزينها الألوان المتعددة للشمسيات، ما جعل السكان المحليين يتهافتون على تأجير مساكنهم للزوار لقضاء عطلتهم في ذلك الشاطئ الهادئ، كما أن العديد من الباحثين عن الانتعاش في أيام الحر، لا يترددون في المبيت فوق الرمال الذهبية خاصة في ظل غلاء الكراء.
من جهة أخرى يتوفر شاطئ خروبة الذي يعتبر من بين أوسع الشواطئ بساحل الولاية، على صخور عالية تتوسط مياه البحر و تتحول إلى مزار للآلاف من الشباب الذين يكتشفون من خلالها روعة زرقة البحر، و يستمتعون بالقفز من فوقها للغطس، ورغم الخطورة التي تشكلها هذه الصخور بسبب شكلها الحاد على حياة السباحين في حال ارتطامهم بها، إلا أن هؤلاء لا يتوانون في المغامرة بأنفسهم، كما يختار البعض الآخر ذات الصخور لممارسة هواية صيد الأسماك .
و يصل الزائر إلى شاطئ خروبة بشق الأنفس بسبب الازدحام المروري الخانق عند مدخل مدينة أزفون و الذي يسببه تدفق السياح إلى مختلف المواقع السياحية التي تنفرد بها هذه المنطقة الساحلية، لدرجة أن الوافدين الجدد لا يجدون مكانا ينزلون فيه، و أصبح هذا الشاطئ لا يتسع لاستقبال العدد الهائل من المصطافين الذين يترددون عليه، و يضطر بعضهم إلى مغادرة الموقع ، و رغم جهود مصالح أمن الطرقات الذين يسهرون على تنظيم و تسهيل حركة المرور، ، إلا أنه من الصعب جدا التحكم في الوضع، خاصة في عطل نهاية الأسبوع.
جدير بالذكر أن شاطئ خروبة كان قبل سنوات منسي بسبب الوضع الأمني المتردي بمنطقة أزفون و المناطق المحيطة بها، و كانت الجبال التي تحيط بها معقلا للجماعات الإرهابية المسلّحة التي تبتز المواطنين في الحواجز المزيّفة ، مما أدى إلى تراجع عدد المصطافين بالمنطقة، قبل أن يستعيد الشاطئ بريقه مؤخرا ويسترجع الآلاف من رواده ، و بات من أكثر الشواطئ التي تلقى إقبال العائلات القبائلية و الجزائرية بشكل عام، كما يعتبر الوجهة المفضلة للعديد من المغتربين والأجانب، بعد فتح مركز أمني لشرطة الشواطئ، مهمتها توفير الأمن للسياح و المصطافين باستمرار ، دون انقطاع، فرجال الأمن بهذا الموقع عيون لا تنام.
و استحسن المصطافون، ما يقوم به أفراد الشرطة، و أقر هؤلاء بأن الوضع الأمني اليوم، يشهد تحسنا ملحوظا و يبعث على الارتياح ما جعلهم يشعرون بالاطمئنان ويصطحبون عائلاتهم معهم، و أكد أحد حرّاس حظيرة للسيارات، بأن فتح مركز أمن الشواطئ، ساهم في رفع عدد المصطافين من خلال عدد السيارات التي تتدفق على الشاطئ بمختلف لوحات ترقيمها، و أضحت الحظيرة اليوم لا تتسع للعدد الهائل من المركبات، خاصة خلال نهاية الأسبوع.
و أعربت العديد من العائلات للنصر، عن ارتياحها بتواجد دوريات شرطة الشواطئ باستمرار، تنفيذا للمخطط الأزرق و ضمانا لأمن وسلامة المصطافين و السهر على حماية ممتلكاتهم و بهذا الصدد، قال رب عائلة من تابلاط ولاية المدية: " أحيانا أحضر العائلة صباحا إلى هنا، و أتجه لقضاء بعض الحاجيات و لا أعود إلا في المساء، و أنا مرتاح لثقتي في توفر الأمن".
وأشارت إحدى القادمات من ولاية تبسة ، أنها حطت رحالها بشاطئ خروبة، للابتعاد من ضجيج المدينة والاستمتاع بالطبيعة الساحرة المحيطة به.
كما قالت ربة أسرة من ولاية ميلة، أنها اختارت القدوم إلى هذا الشاطئ الجميل، نظرا للتغييرات الكبيرة التي شهدها من ناحية التنظيم، كما أن النظافة التي يتمتع بها جعلها تختار التوجه إليه رفقة أطفالها، مؤكدة:"نقضي وقتا ممتعا دون أن يزعجنا أحد، بسبب التواجد الدائم لعناصر الشرطة و الحماية المدنية التي تسهر على مراقبة كل التفاصيل المقترنة بحماية المصطافين و ضمان استجمامهم في ظروف مواتية و مريحة.
ولاحظنا أن العديد من العائلات أصبحت تتوجه إلى البحر في وقت متأخر من المساء و حتى الليل، و من بينها عائلات تخيم غير بعيد عن الشاطئ قدمت من عمق الصحراء تمنراست، بحثا عن الهدوء و الراحة.
سامية إخليف