الحكومة مطالبة بتنفيذ إصلاحـــات عميقة لتجنّب اللجوء إلى صندوق النقد الدولي في 2019
• الاجتماع المقبل للأوبيب بالجزائر لن يؤثر بشكل كبير على أسعار النفط
يرى الخبير الاقتصادي الدكتور عبد الرحمان مبتول، أن الحكومة أصبحت مطالبة اليوم بتنفيذ إصلاحات عميقة وتحقيق اقتصاد متنوع، مؤكدا وجود الإمكانيات اللازمة للخروج من المأزق الحالي نظرا لتوفر احتياطات صرف لا بأس بها و مديونية خارجية خفيفة، لكنه حذّربالمقابل، من إمكانية اللجوء إلى صندوق النقد الدولي سنة 2019 في حالة الاستمرار على الوضعية الحالية من دون تجسيد الإصلاحات التي أمر بها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، مستبعدا أن ترتفع أسعار النفط بشكل كبير بعد الاجتماع المزمع عقده بالجزائر بين المنتجين من داخل منظمة «أوبيب» وخارجها الشهر المقبل .
وقال عبد الرحمان مبتول، في تصريح للنصر، أمس، أن اجتماع الجزائر المرتقب عقده بين 26 و28 سبتمبر المقبل لن يكون له تأثير كبير على أسعار النفط ، مستبعدا عودة الأسعار إلى معدلات مرتفعة.
وأوضح في هذا السياق، أنه من المستبعد حصول اتفاق بين المملكة العربية السعودية وروسيا، معتبرا أن الإنتاج الروسي من النفط قد ارتفع إلى مستوى كبير في شهر جويلية الماضي حيث لم يسبق أن وصل إلى هذا المعدل. وأضاف في نفس الصدد، أن روسيا تعيش أزمة مثل الجزائر، كما أنها تتوفر- أي روسيا -على احتياطات ضخمة من النفط وهي تقوم بزيادة انتاجها من أجل التغطية على انخفاض الأسعار، موضحا في السياق ذاته، أن الدول الأعضاء في منظمة «أوبيب» تنتج 33 بالمئة من الانتاج النفطي العالمي وتبقى 67 بالمئة من خارج دول «أوبيب» . كما أشار من جهة أخرى، إلى دخول إيران لسوق النفط كونها في حاجة إلى الأموال لبناء اقتصادها، وتوقع الخبير الاقتصادي في هذا الإطار، أربعة سيناريوهات تخص الأسعار في الفترة الممتدة بين 2017 إلى غاية 2020 ، وقال أن أسعار النفط ستتراوح بين 60 إلى 70 دولارا للبرميل في هذه الفترة في حالة تسجيل ارتفاع في معدل النمو العالمي، خاصة لدى الصين والهند والبرازيل. وأضاف أن الأسعار لن تتجاوز معدل الـ 70 دولارا في هذه الحالة ، بينما ستتراوح بين 50 إلى 60 دولارا، إذا كان معدل النمو العالمي متوسطا و ستبقى في حدود 40 إلى 50 دولارا إذا كان معدل النمو ضعيفا، في المقابل ستنزل الأسعار أٌقل من 40 دولارا في حالة وقوع أزمة اقتصادية عالمية مثل التي سجلت في 2008 على حد تعبيره.
وأفاد المتحدث، أن الجزائر لديها الإمكانيات و القدرة على الخروج من المأزق الناجم عن تداعيات انخفاض أسعار النفط، وقال في هذا الصدد، أنه لا يجب أن تكون لدينا نظرة سلبية، مشيرا إلى وجود احتياطات صرف لا بأس بها، و أيضا مديونية خارجية خفيفة. وأكد على ضرورة تجسيد إصلاحات عميقة وبناء اقتصاد متنوع، داعيا الحكومة إلى التحرك لتنفيذ الإصلاحات التي أمر بها رئيس الجمهورية. ويرى مبتول أن استمرار الأوضاع على ما هي عليه اليوم، من دون اللجوء إلى إصلاحات ، ستحتم على الحكومة اللجوء إلى صندوق النقد الدولي في 2019 .
للإشارة، كانت وكالة الطاقة الدولية قد توقعت استعادة أسواق الخام توازنها في الأشهر القليلة المقبلة بعد تخمة في الإنتاج استمرت بضع سنوات، ومن المنتظر أن يناقش منتجو النفط من داخل منظمة «أوبيب» وخارجها الوضع في السوق أثناء الاجتماع الذي سيعقد في الجزائر بين 26 و28 سبتمبر المقبل . للتذكير، كان بنك الجزائر قد أكد أن مستوى احتياطي الصرف سيكون في أواخر 2018 « أكبر بكثير» من توقعات البنك العالمي الذي قدره مؤخرا بـ 60 مليار دولار لا سيما بسبب انعكاسات تعزيز ميزانية الاحتياطي ، وستبحث الجزائر والبنك العالمي نهاية أوت الجاري آفاق الاقتصاد في ظل تراجع أسعار النفط.
مراد - ح