وعدة سيدي غالم التركي مناسبة للتصالح و التسامح و تزويج الفتيات
تنظم غدا الخميس وعدة سيدي غالم بمنطقة طافراوي بوهران، و هذه المناسبة التي تتكرر كل سنة، تعد من أكبر الاحتفاليات التراثية والتاريخية التي تعرفها الباهية، إلى جانب ما يقارب 20 وعدة أخرى بمختلف مناطق الولاية.
سيدي غالم التركي، هو جد عرش الغوالم بمنطقة طافراوي بوهران، وهو الذي تقام له الوعدة كل موسم، و يقال، حسب أهل المنطقة، أن سيدي غالم الذي جاء من تركيا مع الباي بوشلاغم إلى وهران، كان كثير الحركة والتجوال والمشاركة في المعارك والحروب وكان دائما يوصي أبناءه وأحفاده بأن يضربوا له موعدا للقائه كل سنة، تزامنا وموعد نضج فاكهة الرمان التي تعرف بها المنطقة.
كان الموعد يتجدد كل سنة في نفس المكان المسمى اليوم بجبل ماخوخ، قرب قرية الغوالم، وكان يجلس معهم ويقدم لهم النصائح والإرشادات و المواعظ. وعلى هذا الدرب سار أحفاده والأجيال المتعاقبة إلى غاية اليوم، حيث تعد وعدة سيدي غالم موعدا هاما للتبادل التجاري والسياسي لتدارس أحوال الأمة و تنظيم جلسات التصالح والتسامح، وكذا للزواج والتزويج، فغالبا ما يتم عقد قران المخطوبين و اختيار أزواج مناسبين لفتيات المنطقة، فالمصاهرة تعد أبرز حدث في الوعدة، من أجل المحافظة على الأنساب. وفي شق التراث اللامادي، فالخيالة والبارود وألعاب الفانتازيا لا تفارق الاحتفالية لمدة يومين كاملين، يستمتع بها كل الوافدين الذين يأتون من مختلف مناطق الوطن، فحسب البعض فإن سيدي غالم بسبب تجواله الطويل له أحفاد في الشرق الجزائري، خاصة بميلة وعنابة، ومناطق أخرى حتى في المغرب.
رغم أن الشائع هو أن الولي الصالح سيدي غالم ذو أصول تركية، إلا أن بعض الباحثين ذكروا أنه من قبيلة" زناتة" وهو الشريف غانم بن يوسف بن سليمان الخباز، وذكره الشيخ العشماوي في كتاب "الياقوتة الصافية والسلسلة الوافية في نسب أهل البيت" فقال أن سيدي غالم دفين ثنية ماخوخ بطافراوي، جنوب غرب وهران، وماخوخ هذا هو الزناتي الذي قاد بني مانو الزناتيين في حروبهم إلى تلك الجهة، كما جاء في مؤلفات ابن خلدون وغيره وهلك ماخوخ هناك في المكان المسمى اليوم طافراوي وما تزال آثار تلك المعارك باقية جنوب وهران، ويقال أن سيدي غالم كان يسمى الغمري، لأنه سكن غمرة وهي منطقة غير بعيدة عن المكان الذي دفن فيه وقيل كذلك أنه كان يسمى التركي لأنه قدم إلى المنطقة زمن احتدام الصراع بين الأتراك و الإسبان من جهة، والزيانيين من جهة أخرى، وقد انحاز إلى الأتراك ضد الإسبان و كان قد التقى بالشيخ أحمد بن يوسف الوامودي الملياني، وقيل سيدي غالم سميً بأبو الغنايم، بعد زواجه من حليمة الزناتية وهي من نسل ماخوخ الزناتي، قبل تمركز الأشراف بها، حسب ما جاء في بعض المؤلفات. ومر سيدي غالم بأماكن كثيرة منها مستغانم وقيل أن التسمية الأصلية للمدينة هي مشتى غانم، أي المكان الذي كان يلجأ إليه في الشتاء، و كذلك وهران وسيدي بلعباس وتلمسان وتيارت، عاش في القرن التاسع ومات في العاشر الميلادي.
هوارية ب