توافق كبار المنتجين يدعم فرص نجاح قمة الجزائر النفطية
أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن رغبة موسكو في التوصل إلى اتفاق حول مسألة تثبيت إنتاج النفط، متوقعا إمكانية حل الخلاف مع إيران بهذا الصدد لانضمامها للاتفاق. خلال اجتماع الدول المصدرة للنفط في الجزائر الشهر الجاري. من جانبه، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، إنه متفائل بتحرك منتجي النفط صوب تبني موقف مشترك بخصوص إنتاج الخام، وكشف للصحفيين أن هناك عملا يجري حاليا لتحضير اجتماع الجزائر.
ذكرت مصادر حكومية، إن حوالي 15 وزير طاقة أكدوا مشاركتهم في مؤتمر الطاقة الذي تستضيفه الجزائر هذا الشهر لبحث أوضاع السوق النفطية وهو اللقاء الذي ينتظر أن يكون الحدث الاقتصادي الأبرز هذا الخريف، والذي تحضر له السلطات الجزائرية منذ أشهر وتعول على مشاركة واسعة لوزراء الطاقة للدول المؤثرة مثل السعودية وإيران وروسيا من أجل التوصل إلى اتفاق لتنظيم الإنتاج والتحكم في أسعار النفط التي مازالت تحت سقف الـ50 دولاراً للبرميل الواحد، وهي مرشحة لأن تنخفض أكثر إذا ما استمرت فوضى الإنتاج في سوق النفط.
ومع اقتراب موعد الاجتماع بدأت أصوات الفاعلين بالحديث عن إمكانية التوصل إلى اتفاق يسمح بتثبيت مستوى الإنتاج في محاولة لوقف انهيار الأسعار وكشفت التصريحات الأخيرة التي جاءت على لسان كبار المسؤولين في الدول النفطية الفاعلة، وجود توجه جدي هذه المرة لوقف انهيار أسعار النفط بسبب الضرر الكبير الذي لحق بموازنات عديد الدول بما فيها الدول الخليجية على رأسها العربية السعودية، التي تحدثت هذه المرة بنبرة تفاؤلية عن إمكانية التوصل إلى اتفاق.
وأعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن رغبة موسكو في التوصل إلى اتفاق حول مسألة تثبيت إنتاج النفط متوقعا إمكانية حل الخلاف مع إيران بهذا الصدد لانضمامها للاتفاق. ونقلت وكالة «بلومبرغ» الاقتصادية، أمس، عن الرئيس الروسي قوله: «من وجهة نظري... وانطلاقا من الظروف الاقتصادية واستنادا إلى المنطق فإنه سيكون من الصحيح إيجاد نوع من الحل الوسط»، مضيفا: «أنا واثق من أن الجميع يدركون ذلك.» وأضاف قائلا «نحن نثق بأن هذا هو القرار الصحيح من أجل الطاقة العالمية «. وأشار الرئيس الروسي إلى أنه سيناقش خطة تثبيت إنتاج الخام خلال لقائه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في قمة مجموعة العشرين بالصين الأسبوع المقبل.
ودعا بوتين، جميع الدول المعنية بهذا الشأن لاتخاذ قرار مناسب، قائلا: «آمل من جميع المشاركين في هذا السوق اتخاذ القرار المناسب للحفاظ على أسعار الطاقة العالمية مستقرة ومتوازنة». وأكد بوتين على ثبات الموقف الروسي من هذه القضية: «نحن لا نرفض فكرة تثبيت الإنتاج...نحن لم نغير موقفنا». وشدّد بوتين على حق إيران باستعادة حصتها السوقية بعد رفع العقوبات الدولية عنها: و قال «بدأت إيران بإنتاج منخفض جدا، لكن بعد رفع العقوبات الدولية عن هذا البلد سيكون من الظلم أن يحافظ على إنتاجه للنفط عند مستويات فترة العقوبات».
من جانبه قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، إنه متفائل بتحرك منتجي النفط صوب تبني موقف مشترك بخصوص إنتاج الخام، وكشف للصحفيين نبدأ بعقد ملتقى للأفكار، لكن هناك عمل يجري حاليا وسنرى ما سيحدث في اجتماع الجزائر. وقال الجبير في نهاية المطاف، سيتحكم العرض والطلب وقوى السوق في سعر النفط. قد تكون هناك بعض الترتيبات المتعلقة بذلك بين المنتجين ولكن ليس على حساب السعودية.
وفي الأسبوع الماضي، قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن بلاده ثاني أكبر منتج في أوبك بعد السعودية، ستدعم أي قرار لتجميد مستويات إنتاج النفط من أجل تعزيز الأسعار وإن كان وزير النفط العراقي قال من قبل إن بلاده تريد زيادة الإنتاج. وقالت مصادر في أوبك وقطاع النفط الشهر الماضي، إن إيران أيضا تبعث إشارات إيجابية بأنها قد تدعم اتخاذ إجراء مشترك لتعزيز سوق النفط.
أنيس نواري