سكان وادي الذهب يشتكون من نوعية الماء و يحذرون من كارثة وبائية
اشتكى سكان وادي الذهب بمدينة عنابة من مشكل نوعية المياه التي تتصبب بها حنفيات منازلهم، و التي أصبحت منذ مطلع الأسبوع الجاري محملة بالأتربة، و تنبعث منها روائح كريهة، الأمر الذي جعلهم يطالبون مؤسسة الجزائرية للمياه بضرورة التدخل الفوري من أجل التحكم في الوضع، و بالتالي تجنب وقوع كارثة وبائية، سيما و أن هذه الوضعية جاءت إمتدادا للعطب الذي تعرضت له القناة الرئيسية جراء الإنكسار الذي حصل على مستوى جزء منها بإقليم ولاية الطارف، مما أثر بصورة مباشرة على عملية تزويد السكان بالماء الشروب.
و أكد ممثلون عن سكان الحي بأن الإشكالية طفت على السطح في ساعة مبكرة من يوم الأحد المنصرم، حيث تفاجأ المواطنون لنوعية المياه التي وزعتها المؤسسة، لأنها كانت محملة بكمية كبيرة من الأتربة، رغم تجديد القنوات منذ نحو 4 أشهر، لكن الأمر كان أكثر خطورة جراء إنبعاث روائح كريهة منها، مما جعل جميع السكان يطلقون صفارات الإنذار و يحذرون من وقوع كارثة وبائية، لأن المياه التي وصلت منازلهم تبقى خارج دائرة الإستغلال سواء للشرب أو التنظيف، بسبب التخوف من إحتوائها على ميكروبات و جراثيم.
و في سياق متصل أوضح السكان بأن هذه الإشكالية تبقى تطرح كل سنة، لأن لون المياه يتغير بمجرد تساقط كميات من الأمطار، حيث أن تشكل برك مائية في محيط الشبكة الرئيسية التي تزود حي وادي الذهب بالماء الشروب يصعد من المخاوف من حدوث كارثة وبائية، مما يدفع بهم إلى إطلاق صفارات الإنذار بخصوص نوعية المياه التي يتزودون بها.
في الوقت الذي أوفد فيه مكتب حفظ الصحة لبلدية عنابة بالتنسيق مع وحدة الجزائرية للمياه فرقة تقنية إلى الحي لأخذ عيينات من الماء الشروب الذي يتزود به السكان ، مع الحرص على القيام بمراقبة دورية لنوعية المياه على مستوى جميع محطات الضخ منذ الأحد المنصرم، و ذلك بإجراء تحاليل للوقوف على درجة الكلور في التركيبة الكيميائية للمياه، الأولى عند إنطلاق عملية التوزيع من المحطة، و الثانية في منتصف شبكة ربط الحياء و التجمعات السكنية، في حين تكون عملية المراقبة الثالثة على مستوى بعض منازل المواطنين، و الإشكال يظل مطروحا عند الشروع في تزويد السكان بالماء الشروب.
من الجهة المقابلة أكدت مديرة وحدة الجزائرية للمياه بعنابة سهيلة علي قشي بأن إشكالية نوعية الماء الشروب لم تطرح على مستوى حي وادي الذهب فحسب، بل امتدت إلى الكثير من المناطق و الأحياء بعاصمة الولاية، و ذلك بسبب التوقيف الاضطراري لعملية الضخ لنحو أسبوع، على خلفية إرتفاع منسوب سد الشافية و ماكسة بولاية الطارف، عقب الأمطار الطوفانية التي تهاطلت على المنطقة منذ نحو أسبوعين، موضحة بأن ارتفاع منسوب المياه تسبب في غلق جزء كبير من قنوات الضخ، الأمر الذي دفع بالمديرية الوصية إلى توقيف عملية الضخ بصفة مؤقتة، بسبب عدم القدرة على ضمان التصفية لكميات معتبرة من الأتربة و الأوحال.
و حسب مديرة الوحدة فإن الإنقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي التي سجلت في نهاية الأسبوع المنصرم على مستوى ولايتي عنابة و الطارف أثرت بصفة مباشرة على عملية الضخ، جراء الأعطاب التي تم تسجيلها في محطتي الشافية و الملاحة، و التي كانت سببا رئيسيا في تأخير موعد إستئناف عملية توزيع المياه على مستوى ولاية عنابة، حيث كانت أولى التجارب ببعص الأحياء و التجمعات السكنية كأحياء وادي الذهب، ديدوش مراد، العقيد عميروش، الفخارين، بالإضافة إلى مناطق أخرى ببلديات البوني، الحجار، سيدي عمار و عين الباردة.
أما بخصوص مخاوف السكان من حدوث كارثة وبائية جراء نوعية المياه فقد أشارت مديرة الوحدة إلى أن المشكل مطروح فعلا، لكنه لا يستدعي التخوف كثيرا، لأن الأمر يتعلق بتجارب إستئناف عملية الضخ، و الكميات الأولى كانت محملة ببقايا الأتربة التي ظلت عالقة في القنوات الرئيسية جراء توقف العملية لنحو أسبوع، و هو التوقف الإضطراري الذي نتج عنه وصول الكمية الأولى من الماء الشروب إلى البيوت بلون مغاير، مع إختلاطه بالأتربة، من دون التأثير على درجة الكلور، لأن عملية التصفية تتم بصورة عادية على مستوى محطة الشعيبة ببلدية سيدي عمار.
و خلصت مديرة وحدة الجزائرية للمياه بعنابة إلى التأكيد على أن عملية الضخ ستعود بصفة تدريجية عبر أحياء عاصمة الولاية و كذا باقي البلديات بعد إصلاح الأعطاب التقنية التي تم تسجيلها على مستوى محطتي الشافية و الملاحة، جراء التقلبات الجوية الأخيرة.
ص. فرطــاس