الناخب الوطني يستهل مسيرته مع الخضر بعيدا عن ضغط النتيجة
يدشن سهرة اليوم التقني الصربي ميلوفان راييفاتس مغامرته مع المنتخب الجزائري، بقيادته التشكيلة الوطنية في لقائها ضد اللوزوطو، في مواجهة ليست لها أهمية من حيث الحسابات، على اعتبار أن الخضر حسموا مبكرا أمر التأهل إلى «كان 2017»، بتصدرهم المجموعة العاشرة، و المنافس لم يقو على مسايرة الريتم في التصفيات، لكن الفوز بالمباراة يبقى ضرورة حتمية، لما لذلك من إنعكاسات على مكانة المنتخب في تصنيف الفيفا، و لو أن راييفاتس يراهن على تدشين مسيرته بإنتصار يرفع من معنوياته، و يسمح له بالتفاؤل أكثر بخصوص الرهان الكبير الذي ينتظره مع الكرة الجزائرية.
من هذا المنطلق فإن الظروف التي سيستهل فيها التقني الصربي مهمته مع النخبة الوطنية تجعله بعيدا عن كل الضغوطات، رغم أن مقابلته الأولى رسمية، إلا أنها ستكون محطة تحضيرية للخرجة القادمة المقررة بعد نحو شهر ضد الكاميرون، في إفتتاح التصفيات المؤهلة إلى مونديال روسيا، و عليه فإن الفرصة مواتية أمامه للتعرف أكثر على اللاعبين، و أخذ نظرة واضحة عن كرة القدم الجزائرية، سيما و أن الحظ حالفه بتدشين هذا المشوار بمقابلة في ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، و لقاء الكاميرون سيكون ثاني ظهور له بالجزائر، لكن بمعطيات مختلفة تماما، لأن الأمر يتعلق بمنافس من العيار الثقيل، و كذا بتصفيات كأس العالم.
راييفاتس الذي كان قد حقق نجاحا تاريخيا في تجربته مع منتخب غانا قبل 6 سنوات، سيتواجد في وضعية أفضل من تلك التي كان قد عايشها سابقوه، لأنه سيعاين التشكيلة بكل أريحية، و من دون أي مخاوف من إنعكاسات النتيجة الفنية، و تفكيره منصب على اللقاء القادم ضد الكاميرون، و تصفيات مونديال روسيا، إضافة إلى المرحلة النهائية من العرس القاري، و المقررة بالغابون بعد نحو 4 أشهر، على العكس من الفرانكو بوسني وحيد حليلوزيتش و كذا التقني الفرنسي كريستيان غوركوف، إذ أن كل مدرب كان قد باشر عمله مع الخضر تحت تأثير ضغط كبير.
فعجلة الزمن مرت، و المعطيات تغيرت، لكن تبقى هناك بعض القواسم المشتركة بين آخر ثلاثي قاد المنتخب الجزائري، بدليل أن راييفاتس و على غرار حليلوزيتش و غوركوف سيدشن مغامرته مع الخضر في شهر سبتمبر، لأن التغيير على مستوى العارضة الفنية للنخبة الوطنية يتم في فصل الصيف، في سيناريو تكرر للمرة الثالثة على التوالي، كما أن الصدف شاءت أن تكون المباراة الأولى لكل مدرب من هذا الثلاثي رسمية، و تندرج في إطار تصفيات «الكان»، ولو أن التباين صارخ في المعطيات الميدانية المقترنة بوضعية كل مدرب، على اعتبار أن حليلوزيتش كان قد إستهل مسيرته من العاصمة التانزانية دار السلام في مثل هذا اليوم من سنة 2011، و كان لزاما عليه الفوز لبعث بصيص من الأمل في قلوب الجزائريين بتحقيق معجزة التأهل إلى «كان 2012»، غير أن نتيجة التعادل رسمت إقصاء الخضر، مع الإحتفاظ بذكريات «كارثة» مراكش، فكان «حليلو» رجل الإنقاذ الذي تسلم المشعل لتحضير المستقبل و التفكير في مونديال البرازيل.
من زاوية أخرى فإن الفرنسي غوركوف كان قد باشر عمله مع الخضر من بوابة أديس أبيبا في 06 سبتمبر 2014، تزامنا مع إفتتاح التصفيات المؤهلة إلى «كان 2015»، و كان ذلك تحت تأثير ضغط جماهيري كبير، لأن جلب غوركوف كان قد أثار ضجة كبيرة في الوسط الكروي الجزائري، لأنه كان عبارة عن مدرب «نكرة»، و التشكيلة الوطنية بلغت درجة العالمية، بعد مشاركتها التاريخية في مونديال البرازيل، كما أن غوركوف إصطدم بعامل الوقت، لأن بداية مسيرته كان بخوض لقائين رسميين في ظرف 4 أيام، ضد كل من إثيوبيا و مالي في التصفيات المؤهلة إلى العرس القاري، و عامل النتيجة كان مهما في تلك المرحلة.
على هذا الأساس فإن راييفاتس لن يكون على المحك في مقابلته الأولى، و يتوفر على الوقت الكافي لتحضير التشكيلة لمواجهة الكاميرون، مادامت الحسابات مبنية على تصفيات مونديال روسيا، و كذا نهائيات «كان» الغابون. ص / فرطـــاس