أعمال الإرهـاب و تهريـب الأسلحـة والمخدرات في الساحل تغذيها قبائل ترفض الخضوع للسلطة
قال الأستاذ الباحث عبد الودود ولد الشيخ من موريتانيا، أن خروج و عدم خضوع بعض القبائل في منطقة الساحل للسلطة الحاكمة في بلدانها، غذى الإرهاب و الأعمال غير القانونية بالمنطقة منها تجارة وتهريب الأسلحة والمخدرات ، وتعتمد هذه الجماعات القبلية على العصبية والعشائرية وسلاسل من التضامن خارج قانون الدولة، مضيفا أنه حتى ولو أن هذه القبائل تتوزع بين عدة دول منها موريتانيا ومالي وأقصى جنوب الجزائر وتمتد لدول أخرى قريبة من المنطقة، فإن علاقة المصاهرة والإشتراك في العرق وغيرها من المعطيات المشتركة تساهم بشكل كبير
في تأمين الأعمال غير الشرعية لهذه الجماعات.أكد الأستاذ الباحث في عدة جامعات فرنسية، عبد الودود ولد الشيخ من موريتانيا خلال محاضرة حول «القبائل والقبلية في إفريقيا» ألقاها نهاية الأسبوع بمقر مركز البحوث الأنتروبولوجية الثقافية والإجتماعية «كراسك» بوهران، أن التركيبة السياسية للقبائل مرتبطة بإقليم تواجدها ورغم خضوع هؤلاء السكان لسلطة القبيلة سواء على خلفية عصبية أو إثنية أو غيرها فإن القبيلة ليس لها القوة لمنازعة السلطة القائمة في البلاد، لذلك تلجأ هذه القبائل لفرض سيطرتها على إقليم تواجدها بطريقة غير شرعية وتمارس أعمالا خارجة عن قانون السلطة القائمة، مضيفا أنه حتى في العهد الإستعماري للدول الإفريقية وخاصة في شمال القارة، كان المستعمر يدعم قادة القبائل الذين كانوا منشغلين بجمع الإتاوات على السكان والفلاحين حيث عمل المستعمر على تجميد فعالية القبيلة في التأثير على الفكر الثوري للسكان وذلك بتقديم إمتيازات لقادة القبائل. وأشار إلى أنه في موريتانيا تم إلغاء نظام دفع الأتاوات لقادة القبائل سنة 1973 بسبب الجفاف الذي قضى على كل المحاصيل، وبالتالي لم يعد بمقدور السكان دفع الإتاوات والضرائب. وأضاف المحاضر بأن وسائل الإعلام عموما ساهمت بطريقة أو بأخرى، في تغذية الفكر القبلي خاصة في المناطق الساخنة مثل ليبيا وبعض البلدان الإفريقية، حيث أنه أثناء تناول الأخبار يتم ذكر جماعات مسلحة أو متمردة بإسم القبيلة التي تنتمي إليها، وهو ما يغذي فيها النزعة العصبية ويعزز فكرة عدم الخضوع للسلطة الحاكمة. وعرج المحاضر على الفترات الإستعمارية لدول الساحل خاصة حين قام المستعمر الفرنسي أساسا بجمع بعض القبائل من أجل مصالح معينة، ولكن بعد أن تحصلت هذه البلدان على إستقلالها ظهرت النزاعات والصراعات من جديد بين القبائل من خلال ممثليهم في مختلف الوزارات والهيئات، وكان أول مشكل يتعلق باللغة ما بين فرض التعليم بالفرنسية أو باللغة العربية، وغيرها من الإختلافات التي أدت لصراعات كبيرة بين القبائل وانعكست على التسيير العام للدولة.من جانب آخر، أوضح الأستاذ عبد الودود أنه رغم التغيرات التي طرأت على الفكر القبلي لدى الأجيال الجديدة، فإن النزعة الأصلية لا زالت تتجسد في عدة مواقف بعضها إجتماعية وتبرز خاصة أثناء الزواج حيث تطرح إشكالية الإنتماء القبلي والمستوى الإجتماعي والعرقي للقبيلة، حيث هناك ترتيب عرقي للقبائل يتحكم في سلوكاتهم وتعاملاتهم، وأغلبها سياسية خاصة خلال الإنتخابات حيث تخرج النزعات العصبية ويلتف المنتمون لقبيلة ما حول مترشح منهم أو تتضامن القبائل مع مترشح ما لدعم حظوظ فوزه. هوارية ب