روسيا متفائلة بوجود فرصة لتثبيت إنتاج النفط في اجتماع الأوبك بالجزائر
اعتبر أركادي دفوركوفيتش نائب رئيس الوزراء الروسي أن هناك فرصة لتوصل الدول المنتجة للنفط إلى اتفاق يقضي بتثبيت معدلات الإنتاج خلال اجتماعهم المرتقب في الجزائر.
وفي مقابلة للمسؤول الروسي مع إحدى القنوات التلفزيونية الروسية بثت أمس السبت، قال: «من الصعب الحديث عن إمكانية التوصل إلى اتفاق كهذا، لأن كل دولة لديها مصالحها الخاصة، لكن مع ذلك هناك فرصة».
وتأمل الدول المنتجة للنفط وخاصة ذو كلفة الاستخراج العالية كفنزويلا والجزائر، في الوصول إلى إجماع على تثبيت معدلات الإنتاج كخطوة أولى لامتصاص فائض السوق من النفط من أجل استقرار الأسعار فوق مستوى 50 دولارا للبرميل الواحد.
و أعربت الجزائر، العضو في منظمة «أوبك»، عن تفاؤلها بنجاح الاجتماع، مؤكدة أن هذا الاجتماع يجب أن يصل إلى «حل إيجابي» لاستقرار السوق.
ويأتي الاجتماع غير الرسمي للأوبك المرتقب الأربعاء المقبل بالجزائر، تتويجا لمسار طويل للتشاور بدأته الجزائر منذ بداية 2015 من أجل التوصل إلى توافق لتحقيق استقرار في السوق النفطية.
ويرمي الاجتماع الذي سينظم على هامش الدورة الـ 15 للمنتدى الدولي للطاقة الذي سيعقد الثلاثاء والأربعاء المقبلين بالجزائر لتحقيق تقارب في وجهات النظر للدول الأعضاء في هذه المنظمة النفطية ومن اجل إيجاد الحلول لدعم أسعار الخام مع الأمل في رؤية المنتجين خارج الأوبك ينضمون إلى أي قرار يصب في سياق تحقيق استقرار السوق.
كما يشكل دعوة إلى مواصلة النهج التعاوني مع التركيز على التشاور والحوار بين مجموع الدول المصدرة سواء كانت من الدول الأعضاء في الاوبك أو غير الأعضاء، أين ضاعفت الجزائر جهودها بهدف التوصل إلى اتفاق توافقي بين الدول الأعضاء في الاوبك وبين هؤلاء والمنتجين الكبار على غرار روسيا.
ويتمثل الهدف في التوصل إلى توافق لتجميد الإنتاج يمكن على حد سواء من دعم الأسعار وامتصاص فائض العرض الذي بلغ مستويات مذهلة.
وكان وزير الطاقة نور الدين بوطرفة أفاد أول أمس بأن «الجزائر بلد يسعى للتوافق ولديه مميزات فيما يخص الحوار وتربطه علاقة جيدة مع جميع أعضاء اوبك. ليست لدينا خلافات مع اي بلد من هذه البلدان» مضيفا أن هذه المميزات تمثل «عاملا إضافيا يعطي ثقة اكثر للدول الاخرى».
وفي اطار هذه المجهودات توجه السيد بوطرفة إلى كل من قطر وايران وموسكو و تحادث مع نظرائه السعودي والروسي والإيراني والقطري وكذا الأمين العام لمنظمة أوبك حول وضع السوق البترولية وحول أفاق اجتماع الجزائر.
و في هذا الشأن أشار الوزير إلى موافقة كل الأطراف بضرورة «التحرك إيجابيا» لإعادة تأطير السوق لأن الوضعية الحالية «لا تناسب لا الإقتصاد العالمي ولا البلدان المنتجة للنفط و لا حتى البلدان المستهلكة».
وتعزز الأمل في الحصول على نتيجة ايجابية خلال اجتماع الجزائر بالتفاؤل الذي أبداه الأمين العام لمنظمة الأوبك محمد سنوسي باركيندو خلال زيارته الاخيرة إلى الجزائر.
وإذ عبر عن تفاؤله حول نتائج الاجتماع حيا باركيندو جهود الجزائر لتقريب رؤى دول أوبك وغير أوبك معربا عن أمله ان تعطي هذه الجهود نتائج ايجابية.
وأوضح ان وزراء الطاقة لدول أوبك قد يستدعون اجتماعا غير عاد في حال توصلهم إلى اجماع للاجتماع غير الرسمي بالعاصمة الجزائر.
كما سمحت المحادثات التي جمعت الاسبوع الفارط بكاراكاس رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو برئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة بالتطرق إلى هذا الاجتماع.
وقام مادورو خلال اللقاء الذي جرى على هامش القمة ال17 لحركة دول عدم الانحياز بعرض مقترحات بلده لاستقرار سوق النفط.
ويرى الرئيس الفنزويلي ان الاجتماع غير الرسمي لاوبك هو فرصة حقيقية للدول الاعضاء و غير الاعضاء في المنظمة للتوصل لاتفاق لضمان اسعار معقولة وعادلة ضمانا لاستقرار الاقتصاد العالمي وللسماح للدول المنتجة ببعث اقتصاداتها.
بالموازاة تحادث أيضا وزير الدولة وزير الخارجية و التعاون الدولي رمطان لعمامرة مع الوزير العراقي للشؤون الخارجية ابراهيم الجعفري حول الجهود لصالح استقرار اسعار النفط في السوق الدولية.
ومنذ مطلع 2015 قامت الجزائر بالعديد من مبادرات التشاور و الحوار نحو البلدان المنتجة للنفط ومنها الدول غير الاعضاء في اوبك وهذا لدعم اسعار الخام.
وفي هذا الصدد تم اطلاق مسعى توافقي منذ فبراير 2015 من طرف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي قام بايفاد عدة وزراء حاملين رسائل إلى البلدان المصدرة للنفط بهدف اعادة التوازن للسوق.
وتم توجيه رسائل الرئيس بوتفليقة إلى العربية السعودية و روسيا وسلطنة عمان و اذربيجان و كازاخستان و المكسيك و كولومبيا، وكذا إلى الدول الاعضاء في جمعية منتجي النفط الافارقة وهي نيجيريا و الغابون و انغولا و الكونغو و غينيا الاستوائية.
ق و