السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق لـ 21 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

بن عيسى قرمزلي صاحب أضخم مكتبة الكترونية عربية

وثقت 3ملايين مذكرة وكتاب و دعم بسيط سيحول المشروع لموقع رائد

بن عيسى قرمزلي ابن مدينة المدية طالب ماستر تخصص برمجيات التسيير،  شاب عصامي تحدى ظروفه الاجتماعية القاهرة، فأنجب من رحم المعاناة و الفقر مولودا ثقافيا و حضاريا قيما، مكتبة الكترونية اسمها خادم العلم والمعرفة" انطلقت في البداية بمجموعة بسيطة من مذكرات التخرج و الكتب لتحتل اليوم الريادة عربيا، يحدثنا في هذا الحوار عن تجربته مع التوثيق الالكتروني في زمن تقاوم فيه القراءة من أجل البقاء، خصوصا وأنه ابن مجتمع لا يزال استخدامه للتكنولوجيا محدودا نوعا ما، كما يشرح معاناته مع الذهنيات الرافضة لمشاركة العلم و تلك المستعدة للدفع بسخاء مقابل مخطوط قديم أو نسخة من كتاب.

فكرة المكتبة الإلكترونية كيف ولدت لديك في زمن حتى الكتاب الورقي لم يعد يقرأ؟

ـ بن عيسى: الفكرة وليدة تحد و تصميم، ففي مرحلة معينة و تحديدا سنوات الإرهاب، عانت عائلتي على غرار الكثير من الأسر البليدية ويلات العنف واضطرت للنزوح نحو المدينة، كان الوضع المادي صعبا بالنسبة لعائلة مكونة من 13فردا، و التعليم كان امتيازا لولد مثلي عانيت بسبب عجزي عن اقتناء الكتب كغيري من التلاميذ، و أثر ذلك كثيرا على حياتي باعتباري كنت تلميذا مجتهدا، فكانت هذه المعاناة سببا في ولادة فكرة المكتبة الموجهة للطلبة و التلاميذ محدودي الدخل.

سنة 2009، اقتنيت أول جهاز حاسوب خاص بي و طورت نظام إعلام آلي للتوثيق بإمكانياتي الخاصة و بمفردي، و بدأت في جمع مذكرات التخرج و الرسائل العلمية، كنت أزور معارض الكتاب و أحيانا كنت أعمل كبائع فيها و أقايض راتبي بكتاب معين، أنسخه و أنشره عبر المكتبة التي اخترت لها اسم "خادم العلم و المعرفة" كونها مجانية و موجهة للجميع بدأت بـ 10الاف رسالة تخرج و اليوم أحصي أكثر من ثلاثة ملايين مطبوعة وأقضي 19ساعة أمام الحاسوب يوميا بحثا عن كل جديد.

 أريد أيضا القول بأن من يقول أن الجزائري لا يقرأ مخطئ، ما ننشره يوميا عبر أبواب المكتبة يحظى بمتابعة كبيرة من قبل القراء و الأوفياء، أتلقى مقترحات عديدة بخصوص عناوين و بحوث معينة، ومن يزورون مكتبتي ليسوا فقط طلاب جامعات بل قراء من مختلف الأعمار و المستويات، عطشهم للقراءة لم يعد يرويه الكتاب الورقي، لسبب واحد هو أن ما توفره المكتبات التقليدية من إصدارات محدود، فهناك طبعات جديدة عالمية غير متوفرة و يتطلب الحصول عليها خبرة كبيرة في المواقع المتخصصة و آليات التحميل و النسخ وأنا بحكم تكويني الجامعي أغطي هذا الجانب .

ـ ما حجم المكتبة ،ماذا تضم و ما هي مصادرك؟

ـ مصادري معروفة التحميل والشراء و التبادل ، أما حجم المكتبة فهو 6الاف جيغا ، أي ما يعادل 3 ملايين كتاب و مذكرة و رسالة علمية و مخطوط قديم في مختلف التخصصات و المجالات، من بينها أكثر من 200ألف رسالة علمية، كل ما نوقش من رسائل ماجستير و أطروحات دكتوراه داخل الوطن، فضلا عن رسائل علمية من جامعات عربية من الأردن، مصر ، سورية و من فلسطين كجامعة الخليل بالإضافة إلى أعمال قمت بتحميلها من مواقع جامعات عالمية.

عموما هناك ما يزيد عن أكثر من 700ألف كتاب و مقال و قاموس ووثيقة علمية، و أكثر من مليون و 200ألف مخطوطة، من قرطبة السعودية الهند، العراق و إيران، يعود بعضها إلى العصر الوسيط، بالإضافة إلى ما يزيد عن 60 ألف مادة صوتية.

و استعد  لتدعيم محتويات المكتبة من المخطوطات، من خلال الانتقال إلى موريتانيا في إطار تحضيري لشهادة الدكتوراه من أجل تحصيل نسخ من المخطوطات الهامة المتواجدة فيما يعرف ببلاد شنقيط.

 ـ هل صحيح أن " خادم العلم و المعرفة" تعد اكبر مكتبة من هذا النوع عربيا؟ وماذا يهم العرب في الإنتاج الفكري الجزائري؟

ـ بالنسبة للاهتمامات العربية بالإنتاج الفكري الجزائري، فتنحصر عموما في دراسات علم الاجتماع الجامعة الجزائرية رائدة عربيا في هذا المجال.

أما بخصوص موقع مكتبتي عربيا، فلا يمكنني الجزم بأنها الأولى لكن بحكم الاهتمام الكبير من قبل الجزائريين و حتى العرب و حجم الإقبال على مطالعة محتوياتها ، فضلا عن مقارنة محتوياتها بمحتويات مواقع عربية شهيرة يمكن القول بأنها تعتبر مكتبة رائدة نوعا و كما، لا أخفيكم قولا بأنني أتلقى اتصالات من دكاترة و باحثين من داخل و خارج الوطن غرضهم كتاب معين أو بحث علمي محدد حتى أنني ساهمت في تواصل الكثير منهم مع بعض و مكتبتي تحولت إلى جسر للنجاح للعديد من طلبة الدكتوراه والباحثين الجزائريين، الذين تمكنوا عن طريقها من تحصيل فرص للدراسة في جامعات عربية و عالمية، عن نفسي استفدت مؤخرا رفقة 15طالبا جزائريا آخر من برنامج تكوين مكثف في انجلترا من خلال المكتبة.

أضف إلى ذلك فقد تلقيت دعوة رسمية من جامعة تركية لزيارتها و مناقشة إمكانية فتح مكتبة الكترونية باللغة التركية، وهو مشروع أنوي المضي فيه قدما، لكن مع شرط إلزام الطرف التركي بالتبادل المعرفي أي أن أقدم معطيات و أحصل على أخرى بالمقابل.

ـ تعني أن المقابل المادي لا يهمك؟ و كم تكلفك عملية تحديث و صيانة المكتبة؟

ـ ليس تماما المقابل المادي ضروري للاستمرار لذلك أفرض رسما رمزيا لتحميل بعض الكتب خصوصا من قبل زوار المكتبة من خارج الوطن، وهو مردود يساعدني على شراء الكتب التي أقوم بتدعيم مضمون المكتبة من خلالها خصوصا وأنني طالب و لا أملك وظيفة أو دخل يمول نشاطي، لكن يبقى الأهم بالنسبة لي هو تدعيم المكتبة لإبقائها في الريادة عربيا كمكتبة جزائرية المنشأ، أما عن التكاليف فأفضل الاحتفاظ بالأرقام لنفسي إلى إشعار آخر.

ألا يعد نشر رسائل التخرج و الأبحاث العلمية على موقع خاص سرقة علمية ؟

ـ أريد أن أوضح بأنني لا أنشر لمجرد النشر وفقط بل لإفادة الغير من المنتج العلمي و تسهيل مهمة الطلبة الجامعيين، كما أنني لا أنشر عادة دون استشارة أصحاب الشأن، صحيح أن بعض المذكرات و الرسائل العلمية تكون هامة بحيث أنني أميل إلى نشرها أولا و من ثم التواصل مع أصحابها، وقد سبق أن طلب مني بعض الدكاترة ممن يرفضون مشاركة الآخرين بأعمالهم سحب مذكراتهم و أطروحاتهم، وقمت بذلك فعلا، لكن ما أقوم به عموما له دافع علمي بحث.

أما فيما يخص الأعمال التي أنشرها ويتضح بأنها أعمال مسروقة عن أعمال أخرى، فأنا لا أتحمل مسؤولية السرقة الفكرية هنا لأنني لست من قام بها.

على المستوى الوطني مكتبتي تعد الأولى وربما الوحيدة من هذا النوع، وعربيا هي رائدة، نوعية و تنافسية، تقدم بالإضافة للمحتويات المطبوعة محتويات صوتية، كما أنها تتمع بخصوصية التنوع، ما تقدمه مكتبتي خصوصا في مجال أخر البحوث العلمية و المذكرات الأكاديمية الحديثة، يتفوق على ما تقدمه مكاتبات مماثلة بالرغم من ضعف الإمكانيات، و السبب كما سبق و أن ذكرت هو حبي للمطالعة و العلم و تحكمي في الجانب المعلوماتي وبرامج الحاسوب، وهو عامل ساعدني على الولوج لمواقع محجوبة لجامعات عالمية كبرى أمريكية و بريطانية و تحميل قاعدة بيانات متنوعة قد تصل سعتها الى 20ألف أو 30ألف جيغا أعمل لاحقا على تنقيحها و اختزالها في حجم المعطيات العلمية التي تهم المكتبة وفقط.

ماذا عن حقوق التأليف بالنسبة للكتب؟

ـ  لا يمكن لأحد أن يتهمني أو وأن يحاسبني فيما يخص هذا الجانب لأنني التزم بالاتصال و طلب الإذن من أصحاب الكتب أو الأوصياء عليهم قبل نشرها، أتواصل حتى مع دور النشر في بعض الأحيان ، و أنا واسع الإطلاع على القوانين التنظيمية الخاصة بمجال النشر لذلك أتجنب عادة الوقوع في أخطاء من هذا النوع.

ـ وهل قوبل عملك باهتمام رسمي محلي؟

ـ للأسف لا بشكل رسمي لم أتلق أي  عروض تعاون من قبل جامعات جزائرية بعكس جامعات و معاهد عربية و أجنبية عديدة طالبت بنسخ عن المكتبة أبرزها جامعات من الإمارات، ليبيا، تونس، السعودية، صيربيا، و المغرب .

حاليا لا أملك اتصالا رسميا بأية جامعة أو هيئة علمية رسمية جزائرية، تواصلي مقتصر على الدكاترة و الباحثين و عددهم عموما 470باحث من داخل و خارج الوطن. 

ـ هل من مشاريع مستقبلية لتطوير المكتبة؟

بالفعل أنوي حقيقة تحويل المكتبة الى موقع رسمي مسجل أوظف شبابا لإدارته و تطويره و تزويده بالجديد، لكن مشروعا مماثلا لن يتحقق إلا إذا ما حظيت ببعض الدعم لأن ترخيص إنشاء موقع الكتروني متخصص مكلف نوعا ما و أنا بحكم أنني مجرد طالب بسيط عاجز عن تسديد حقوق الاستثمار المطلوبة لكن في حال ما إذا حصلت على دعم رسمي سأحقق الكثير.

حاورته: نور الهدى طابي

جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com