السبت 19 أكتوبر 2024 الموافق لـ 15 ربيع الثاني 1446
Accueil Top Pub

بورتريه ستيني متقاعد ينبض قلبه شبابا

توفيق بن زقوطة.. صديق قسنطينة الذي نذر حياتــه لخدمــة أبنائــها
يعرفه الجميع  باسم عمي التوفيق، تقابله في كل مكان تقريبا لا يفوت مناسبة ثقافية أو اجتماعية خيرية أو صحية أو رياضية إلا و كان حاضرا فيها، هو توفيق بن زقوطة ابن قسنطينة البار و سليل واحدة من أعرق عائلاتها، كسر صورة المتقاعد البسيط و استطاع بفضل حركيته و نشاطه و طبعه الاجتماعي أن ينافس الشباب و يتفوق عليهم ، عطاءه لا ينتهي دائم الحركة في الواقع و كثير التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي، يساعد الكبير و الصغيرـ  قلبه يتسع لأبناء المدينة و زوارها، لأن رسالته في الحياة كما قال هي خدمة الإنسانية مرضاة لله و تطبيقا لنصيحة قديمة أسداه  إياها والده المعلم و المؤرخ معمر بن زقوطة.
إبن الكشافة الإسلامية
من مواليد ماي 1955 حفيد الجنرال عمار بن زقوطة، رجل عسكري أعدمه أحمد باي بعد أن رفض فرض الضرائب على الفقراء و المساكين، هو رجل من طينة نادرة صقلته الكشافة الوطنية الإسلامية التي قضى بين صفوفها أزيد من 15 سنة كاملة، توفيق بن زقوطة لمن لا يعرفه هو  شقيق الكاتبة نجية عبير، أب لأربعة أبناء وزوج أستاذة جامعية، حامل لشهادة في التعليم الثانوي، باشر مسيرته المهنية سنة 1976كمكلف بالنشاط الثقافي على مستوى المؤسسة التعليمية حسان بورغود، ثم غادر قسنطينة سنة 1987 متجها نحو الجنوب، أين التحق بصندوق الضمان الاجتماعي ، عمل هناك حتى سنة 1988، وقد أسهم خلال وجوده بورقلة في تدريب فريق كرة القدم بالمنطقة كما كان له نشاط بارز مع لجنة الخدمات الجامعية للصندوق، والتي باشر معها أولى مهماته الإنسانية وكانت قافلة مساعدات لضحايا زلزال الأصنام.
 سنة 1988 عاد إلى قسنطينة بسبب مرض والديه وعمل في صندوق الضمان الاجتماعي كإطار في المحاسبة إلى غاية تقاعده الاضطراري سنة 2010 و الذي أجبر عليه بعد سوء حالة الوالد و الوالدة، مع ذلك واصل نشاطاته الجمعوية  لم يمنعه سنه و اختلاف الجيل من الاندماج بشكل فعال في الحياة العامة، فأنشأ لنفسه صفحة قارة على موقع فيسبوك ينشر من خلالها صور عن نشاطاته اليومية مع الجمعيات و الشباب كما يتفاعل عبرها مع متتبعيه حول كل ما يخص المدينة و الحياة العامة فيها، بالإضافة إلى كونه عضوا مؤسسا لصفحة " أصدقاء قسنطينة"، التي  يتفاعل من خلالها مع محيطه و يروج عبر فضائها الأزرق  لمدينته ولفنها و تاريخها، وهي مهمة يكرسها من خلال حصة إذاعية أسبوعية تحمل نفس العنوان.
تجربة طويلة في المجال الجمعوي
قلب توفيق بن زقوطة المثقل و المتعب بمضايقات الحياة؛ إلا أنه يتمتع  بنشاط و عنفوان الشباب، تراه يوميا في أحسن طلة يضع على رأسه قبعة بسيطة و في يده آلة تصوير لا تكاد تفارقه،  قال بأنها توثق كل لحظة جميلة في يومه الذي يبدأ عند الثامنة صباحا، و ينتهي مساء، نمط حياته لم يتعبه يوما بل أنه كما عبر قد يموت لو توقف عن حركه فهو لا يتخيل نفسه متقاعدا يائسا يقضي ساعاته في لعب الورق و " الدامة" و انتظار  معاش آخر الشهر، لأنه إنسان مثابر أخبره والده ذات يوم بأن البشر نوعان "  صنف يعيش ليأكل ثم يغادر في صمت و آخر يحيا ليترك بصمته فيرحل هو عن الحياة و تبقى هي شاهدة على وجوده".
رحلته مع النشاط الجمعوي و الخيري بدأت  قبل 17 سنة قال بأنه كان خلالها شابا يافعا أسس أولا الرابطة الجزائرية لحقوق المرضى ونشط من خلالها بشكل واسع من خلال المشاركة في الملتقيات داخل و خارج الوطن، كما كان عضوا مؤسسا للمرصد الوطني لحقوق الإنسان، و أسس ما تعداده 12 جمعية تقريبا ، بالإضافة إلى نشاطه كعضو في الفدرالية الوطنية لمرضى السكري بغرداية، و تنسيقه المستمر مع كل الجمعيات الثقافية و الرياضية و الخيرية الموجودة بقسنطينة، وهي جمعيات قال بأن خبرته مكنته من أن يصبح مرشدا لها تتم استشارته من قبلها في كل صغيرة و كبيرة تخص أي نشاط وقبل أي خطوة، مكسب اعتبره وليد ثقة ومصداقية أسس لها من خلال جديته و طيبته بالرغم من أن اسم العائلة التي خرج منها أئمة و علماء خدمه كثيرا في هذا المجال. عطاءه الخيري غير محدود فهو صديق الجميع أب الفقراء و شقيق المساكين، يسهم برفقة مجموعة من أبناء المدينة بين كهول و متقاعدين و كذا شباب، على تزويج الشباب و توفير كل تكاليف المناسبة بفضل شبكة علاقاته القوية مع المحسنين و محبي الخير كم وصفهم، كما أن نشاطه لا يتوقف فهو الحاضر دائما بقصر الثقافة و دار الثقافة و هو المهتم بتنظيف معالم المدينة كنصب الأموات و قصر أحمد باي، هو الذي يقف خلف حملات التشجير و الزيارات الخيرية للمرضى في المستشفيات و للعجزة في ديار الرحمة، صاحب مبادرة مطعم الرحمة في رمضان و قفة اليتيم في العيد و الدخول المدرسي وغير ذلك من النشاطات التي قال بأن برنامجها يضبط بشكل يومي بالتنسيق مع مجموعة من أصدقائه محبي قسنطينة. وحسب عمي التوفيق فإن مواقع التواصل الاجتماعي تعد حلقة اتصال أساسية في زمننا و إتقانها بالإضافة إلى إتقان اللغات ضرورة بل حتمية لذلك فسنواته الواحدة و الستين، لم تكن عائقا أمام تحكمه فيها و اندماجه العميق في عالم الفيسبوك، لأن هدفه هو لعب دور المصلح ولو بمساهمة بسيطة يمكنها أن تحقق مستقبلا أفضل للأطفال، إذا ما تضافرت مع جهود أخرى بناءة  لخدمة الخير.                       

نور الهدى طابي

جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com