تراجـع السياحة الدينية على خطى سانت أوغسطين بسوق أهراس
كشف مدير السياحة لولاية سوق أهراس السيد بوكعباش زبير أن السياحة الدينية على خطى سانت اوغسطين قد تراجعت بشكل كبير، وارجع ذات المسؤول أسباب ذلك إلى الوضع الأمني المتدهور في ليبيا وتونس، حيث كانت أفواج السياح الزائرين لولاية سوق أهراس، تتخذ من الدولتين ممرا للوصول إلى موطن القديس أوغسطين.
وتوقع ذات المتحدث أن تعود هذه الأفواج بشكل طبيعي خاصة وأنها تجلب وراءها مداخيل معتبرة، لاسيما وأن مصالحه بالتنسيق مع الوكالات السياحية اتفقت بشكل معنوي أن يقتني السائح الأجنبي أي تذكار من الولاية، أو قضاء ليلة أو أكثر بها.
و أشار مدير السياحة إلى العمل الذي تقوم به دار الصناعات التقليدية التي فتحت مؤخرا بعرض المنتوج المحلي الذي يميز الحرف التقليدية للولاية، مقابل ذلك أكد المتحدث أن الولاية تشهد حركية ملحوظة في جانب توسيع طاقة الاستيعاب للهياكل الفندقية من خلال جملة من المشاريع التي توشك على الانتهاء و الأخرى التي هي في طور الإنجاز، و أشار في هذا الصدد إلى إعادة تأهيل فندق بثلاث نجوم بمدينة سوق أهراس، كما عرف القطاع إعادة تهيئة بعض المساكن و جعلها فندقا بنجمتين بطاقة 90 سرير ونزل بمنطقة واد الكبريت بطاقة 50 سريرا، و اعتبر المصدر ذاته أن المنطقة ستشهد حركية اقتصادية كبيرة بعد إنجاز مركب الفوسفات.
بلدية سدراته بدورها ستعرف إنجاز فندق طاقته 80 سريرا ومطعما انطلقت به الأشغال، و في إطار متابعة الشباك الوحيد هناك مشاريع واعدة لإنجاز فنادق مصنفة فندقين بثلاث نجوم وأخرى بأربع نجوم، كما عرف القطاع نوعا آخر من هياكل الاستقبال تمثلت في إنجاز مشاريع لإقامات ريفية على مستوى منطقة التوسع السياحي بجوار الموقع الأثري بمادور في بلدية مداوروش.
و يرى ذات المسؤول أن مجهود الذي يقوم به الوالي في استقطاب المستثمرين وتشجيعهم لإنجاز مشاريع الفنادق بالولاية كفيل بأن يرفع من طاقة الاستيعاب من جهة ويفتح على الولاية مصادر مالية معتبرة، خاصة وأن الإمكانيات السياحية متوفرة و تحتاج إلى تفعيل والعائق الوحيد الذي ساهم في تراجع عدد السياح هو انعدام هياكل الاستقبال مما حرم الولاية من أن تستغل هذه الإمكانيات، خاصة ما تعلق بالسياحة الدينية على مسار سانت أوغسطين، حيث تعتمد الأفواج على جولة مارطونية للمواقع التي لها علاقة بهذه الشخصية ثم العودة لتكون إقامتها في الولايات المجاورة، دون أن تستفيد الولاية من أي مورد مالي ينعش الحركة الاقتصادية بها.
كما تعرف ولاية سوق أهراس بوجود عدد من الحمامات المعدنية لكنها مازالت تسير بطرق تقليدية لم ترق إلى طموحات الزوار، على غرار الحمامات المعدنية ببعض الولايات المجاورة والتي تدفع بالمواطنين السوقهراسيين إلى شد الرحال نحوها نظرا لتوفرها على كل شروط الراحة والاستجمام.
من جانب أخر تتوفر الولاية على مواقع جبلية مازالت عذراء لكن مازالت تبحث عن مشاريع استثمارية ترقى بها لتكون منتزهات تقلل من معاناة المواطنين وهم يتنقلون إلى ولاية الطارف المجاورة بحثا عن حديقة.
وينتظر المواطن بولاية سوق أهراس انتهاء الأشغال في مشروع منتزه طاغست في إطار توفير الفضاءات للراحة والتنزه و هو الفضاء الغابي اختيرت له المساحة المتواجدة بجوار مصنع الدهن على محور الطريق الوطني رقم 16 ليكون مرفقا للتنزه، و توفير الفضاء الذي يمكن العائلات من التنزه والترفيه التي طالما تلجأ إلى الأرصفة والمساحات الممتدة على حافة الطريق الوطني رقم 16 انطلاقا من منطقة المريس ببلدية المشروحة وصولا إلى الرصيف المحاذي للجامعة أو مفترق الطرق بجوار حي 400 سكنا، هذا المشهد الذي يتكرر كل موسم صيف ونهاية الأسبوع سيزول بعد إنجاز هذا الفضاء الذي رصد له أكثر من 44 مليار سنتيم، حيث يضم استحداث مساحات غابية تضم مرافق تقدم خدمات للوافدين عليه على غرار أكشاك و وسائل لعب وتسلية للأطفال، وقد أعطى والي الولاية تعليمات لإنهاء الأشغال قبل نهاية السنة الجارية.
و بتوفير هذا المرفق ستتمكن العائلات من التنزه في مرفق يتوفر على الشروط و الإمكانيات التي ترقى إلى طموح المواطنين في انتظار مشروع مماثل بإعادة الاعتبار لموقع بيرقاس ببلدية تاورة الذي يحتوي على مساحة غابية و بحيرة يمكن أن تكون منتزها يفتح آفاقا سياحية كبيرة على الولاية.
ف.غنام