الخميس 5 ديسمبر 2024 الموافق لـ 3 جمادى الثانية 1446
Accueil Top Pub

مختصون يحذرون من تأثيرها على القدرات الذهنية و الحركية للتلاميذ

تطبيقات الحساب والخط تعوّض الأولياء و اللوحات الرقمية تتحوّل لبديل تعليمي
تحوّلت التطبيقات التعليمية الخاصة بالحساب و اللغات و الحروف و الخط ،الموجهة للأطفال و المتوفرة بشكل واسع و مجاني على الانترنت إلى بديل مريح بالنسبة للكثير من الأولياء الذين تنازلوا عن مسؤولية تعليم
و متابعة أبنائهم في المنزل و أوكلوها للوحات الرقمية، المزودة بتطبيقات أصبحت تعوض غيابهم و لا تكلفهم أكثر من ثمن اللوح أو الهاتف النقال.
بعدما كان دور الأولياء في المنزل ضروريا و تكامليا في العملية التعليمة، أصبح الكثيرون يميلون إلى التهرب من مسؤولية متابعة دروس أبنائهم و إعانتهم على حل الواجبات المنزلية بسبب انشغالات الحياة، ولم يشفع للأبناء تحسن المستوى التعليمي للآباء مقارنة بأجيال ماضية ، فالعديد من الأولياء اليوم ورغم مستوياتهم الجامعية أصبحوا أقل استعدادا للتواجد بشكل مستمر مع الأبناء و متابعة دروسهم خطوة بخطوة، وهو ما دفعهم للبحث عن بدائل مريحة أوكلوها مهمة تعليم أبنائهم الصغار، وتعتبر التطبيقات الحديثة أحد أهم هذه البدائل بعد الدروس الخصوصية التي باتت تشمل تلاميذ الطور الابتدائي.
 تطبيقات متنوعة في مختلف المواد التعليمية موجهة لجميع الأطوار و كل الفئات العمرية تعرف اهتماما متزايدا من طرف الأولياء، خصوصا و أنها تشمل تعليم نطق الحروف و طريقة كتابتها و كذا عمليات الحساب و جدول الضرب بالإضافة إلى أسماء الحيوانات و الأشياء كما تعلم اللغات للمبتدئين، وجد فيها الكثير من الأولياء حلا لتطوير قدرات أبنائهم الذهنية و تكرس تحكمهم في الإعلام الآلي و التكنولوجيات الحديثة، و بالمقابل الحصول على الراحة الشخصية، وتعرف هذه البرامج التي يقومون بتحميلها مجانا من مواقع الانترنت رواجا كبيرا خصوصا بين تلاميذ الطور الابتدائي و حتى التحضيري، الذين أصبحوا و على اختلاف أعمارهم يملكون لوحات رقمية متطورة « تابلات» تعد جزء لا يتجزأ من أدواتهم المدرسية، خصوصا وأنها عوضت المراجع و الكتب الخارجية ككتب التلوين و التمارين و الحساب التي كانوا يعتمدون عليها سابقا.
وتعتبر هذه البرمجيات الحديثة من بين الوسائل التعليمية المكملة التي راج استعمالها مؤخرا نظرا لسهولة استخدامها و تنوعها، فضلا عن اهتمام التلاميذ بها لكونها عبارة عن رسومات تعليمية متعددة الأوان تعتمد في تعليم الطفل على السرد القصصي و الشخصيات الكرتونية بالإضافة إلى الأصوات و المؤثرات الخاصة، لكن المشكل يكمن في أنها برامج لا تعوض التلقين المباشر كما أنها لا تنمي القدرات الذهنية بالشكل المطلوب خصوصا ما تعلق بالحفظ و الذاكرة و كذا التحكم في الكتابة، لأنها تعتمد بشكل أكبر على العنصر الشفهي، فضلا عن ذلك فإن الاستفادة منها تستوجب استعمال ألواح رقمية آو هواتف نقالة وهو ما يشتت انتباه التلميذ عن الكتب  و المراجع الورقية  و يجعله يبتعد عنها لأنها تتحول إلى أدوات تقليدية مملة في نظره مقارنة بالتكنولوجيا الحديثة.
 وحسب أخصائي علم النفس التربوي عبد الحميد بوعرورة ، فإن الأولياء مطالبون بتقليل الاعتماد على هذه التطبيقات و عدم تعويض مشاركتهم اليومية لأبنائهم في حل المسائل و الحفظ و التعلم باللوحات و الهواتف النقالة، لأن ذلك يؤثر على التلميذ من الناحية الذهنية و النفسية، فالتعليم عن طريق اللوح الالكتروني و بالرغم من أنه مفيد لتطوير قدرات الطفل و تلقينه التكنولوجيا الحديثة، إلا أنه لا بد و أن لا يبدأ في مرحلة متقدمة من العمر و تحديدا في الطور الابتدائي كون الاعتماد المطلق على هذه التكنولوجيا من شانه أن يشوش ذهن التلميذ و يضعف قدراته على الاستيعاب داخل القسم بسبب اختلاف تقنيات التعليم، كما أن اللوح الرقمي لا يساعده على تعلم الخط و الكتابة حتى وإن حفظ من خلاله الحروف، وهو ما يعرضه لاحتمال الفشل داخل القسم وخلال الامتحانات الرسمية التي لا نزال في الجزائر نعتمد فيها على الطريقة التقليدية أي الورق و الخط.
 ومن الناحية النفسية فإن التوجيه الذي يقدمه الأولياء للتلاميذ من شأنه أن يترسخ أكثر في أذهانهم مقارنة بما يتعلمونه من التطبيقات الرقمية، كما أن الدعم النفسي الذي يشكله اهتمام الأب أو الأم بالتلميذ خلال تعليمه يمنحه شعورا بالثقة و  دافعا لتحقيق الأفضل من أجل الحصول على الثناء و التشجيع، و ترك التلميذ مع التطبيق و الاعتماد عليه بشكل كلي في تعليمه، قد يؤدي إلى انعزاله تدريجيا عن محيطه الاجتماعي و إضعاف قدرته على التفاعل و المشاركة.
ن/ط

جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com