"الخليــع" سيــد موائــد سكــان منطقــة القبائــل في العاشــر من محــرم
تحيي تيزي وزو المناسبة الدينية عاشوراء ،بمظاهر اجتماعية و أجواء روحانية موروثة أبا عن جد، يميزها الطبق التقليدي الكسكسي بلحم الخليع، و هي مناسبة يجتمع فيها شمل العائلات في ليلة يسودها التضامن و التآزر و الدفء الأسري و تمتزج خلالها مشاعر التراحم بالبيوت القبائلية، و ذلك دون إغفال الأعمال الخيرية و إحياء الشعائر الدينية.
ما تشترك فيه جميع العائلات القبائلية في مناسبة عاشوراء دون استثناء، سواء تلك القاطنة بالقرى أو المدن هو ذلك الطبق التقليدي الذي لا يمكن الاستغناء عنه و المتمثل في الكسكسي الذي تحضره بلحم "الخليع" أو "القديد" كما يحلو للبعض تسميته ليعطيه مذاقا لا يمكن نسيانه، و يكون هذا الطبق ضروريا و حاضرا في كل البيوت القبائلية في مثل هذه المناسبة العظيمة، و هي عادة متأصلة في كل مناطق تيزي وزو لا سيما الجبلية منها،حيث يبقى من بين أهم الأطباق التقليدية الأساسية في المنطقة فحتى العائلات التي لم تذبح كبش العيد و لم تحتفظ بجزء من لحم الأضحية لهذه المناسبة مهما كان مستواها الاجتماعي تنال نصيبها من "الخليع" الذي يقدمه لها الجيران أو الأقارب ، ليحتفل الجميع بهذه المناسبة الدينية بهذا الطبق الرئيسي المميز، و بفضله يجتمع شمل العائلة التي يتناول فيها كل أفرادها وجبة العشاء مع بعضهم البعض لتتوطد صلة الرحم. و يحتفل الأطفال الصغار بالمناسبة بطريقتهم الخاصة ، حيث تغص أزقة القرى بعد المغرب بمجموعات من الأطفال الصغار و الفتيات ، محملين بالسلال، يطرقون أبواب المنازل مرددين أهازيج خاصة بهذه المناسبة لطلب "حق عاشوراء" المتمثل في حبات البيض، و في ذات الصدد تقوم العائلات في اليوم التاسع من عاشوراء بالتوجه إلى السوق لاقتناء كمية من البيض تأهبا لاستقبال أطفال القرية وتوزيعها عليهم. إلى جانب ذلك، الزوايا هي الوجهة الأولى لسكان تيزي وزو صبيحة عاشوراء لترديد المدائح الدينية و قراءة القرآن الكريم، وهي فرصة تلتقي فيها النساء الماكثات بالبيت و كبيرات السن من اجل الترويح عن النفس و تجاذب أطراف الحديث خاصة و أنهن لا يلتقين إلا في مثل هذه المناسبات.
سامية إخليف