تخصيص مليــوني جرعــة لقــاح لمواجهــة الأنفلــونزا الموسميــة
أكد المدير العام للوقاية بوزارة الصحة البروفيسور إسماعيل مصباح أمس الأحد، نجاعة كافة برامج التلقيحات المعتمدة من قبل وزارة الصحة، بما فيها اللقاح ضد الأنفلونزا الموسمية، في انتظار وصول جرعات بديلة من لقاح بنتافلو من ممون جديد بعد حوالي شهرين، بغرض موصلة رزنامة التلقيحات بشكل عادي.
ودعا البروفيسور إسماعيل مصباح في ندوة صحفية نشطها أمس بمقر وزارة الصحة للإعلان عن انطلاق الحملة الوطنية ضد الأنفلونزا الموسمية، الفئات المعنية باللقاح، أي المسنين والمصابين بالأمراض المزمنة والنساء الحوامل لإجراء اللقاح، تجنبا للتعرض لمضاعفات صحية خطيرة في حال الإصابة بفيروس الأنفلونزا خلال فترة الشتاء، موضحا أن برامج اللقاحات المختلفة المعتمدة من طرف وزارة الصحة لا تطرح أي إشكال يذكر، في تلميح إلى قضية اللقاح الخاص بالرضع الذي أدى إلى تسجيل حالتي وفاة خلال شهر جويلية الماضي، أكد البروفيسور أنه لحد الآن لم يثبت أن السبب هو لقاح البنتافلو، المعتمد من قبل المنظمة العالمية للصحة.
وأحصى المصدر تعرض 150 شخصا الموسم الماضي إلى مضاعفات صحية جراء الإصابة بالأنفلونزا الموسمية، أدت إلى وفاة أزيد من 100 مصاب، مؤكدا انه لولا اعتماد الحملة الوطنية للتلقيحات لتجاوزت حالات الوفيات هذا العدد، كاشفا عن تخصيص 2 مليون لقاح خاص بالزكام الموسمي هذه السنة، مع إمكانية رفع الكمية في حال تزايد الطلب عليه، على أن تجرى التلقيحات على مستوى المؤسسات الاستشفائية العمومية مجانا، في حين تم تحديد مبلغ إجرائها ب 600 دج على مستوى الصيدليات وكذا القطاع الخاص، معلنا في ذات المناسبة، عن الشروع في توزيع اللقاحات على الولايات منذ شهر سبتمبر الماضي، في إطار الإعداد مسبقا للحملة.
وبحسب المسؤول بوزارة الصحة فإن الأنفلونزا الموسمية تؤدي سنويا إلى وفاة ما لا يقل عن 500 ألف شخص عبر العالم، وأن المضاعفات الخطيرة التي قد يتعرض لها المصاب لا يمكن تفاديها، كما أنه لا توجد أي دولة في العالم هي بمنأى عن وقوع وفيات بسبب الزكام الموسمي، مهما كانت الإمكانات المسخرة، مستبعدا في ذات الوقت، أن يثير اللقاح الخاص بالأنفلونزا الموسمية مخاوف وقلق المعنيين به، في رده على سؤال لممثلي وسائل الإعلام حول إمكانية نفور المواطنين من تلقي اللقاح، وذلك على خلفية تردد الأولياء في مواصلة برنامج تلقيح أطفالهم، بسبب قضية لقاح البنتافلو.
ولدى عودته إلى الضجة التي أثارها وفاة رضيعين مباشرة بعد تلقيهما لقاح البنتافلو، قال البروفيسور إسماعيل مصباح إن التحقيق القضائي ما زال لم يصل إلى أي نتيجة تذكر، وأن وزارة الصحة قامت بسحب الجرعات كإجراء احترازي لا غير، مع تغيير الممون لتهدئة الأنفس، ومواجهة تردد الأولياء في تلقيح أبنائهم، خشية تعرض الرزنامة الوطنية للتلقيحات إلى خلل قد يعود بالضرر على صحة الأطفال، مؤكدا عدم تسجيل أي مضاعفات صحية على الأطفال بعد استعمال أزيد من 100 ألف جرعة من ذات اللقاح، غير أن حالة الخوف والقلق دفعت حسبه، بالوزارة إلى اتخاذ قرارات استعجالية، في ظل عدم وجود أي دليل يثبت أن اللقاح هو سبب الوفيات.
وأكد المصدر في رده على سؤال للنصر، أن الخزينة لم تتكبد أي خسائر تذكر جراء سحب اللقاح الأول، وتعويضه بلقاح آخر من ممون بديل، بسبب وجود مادة في العقد المبرم مع المخبر تتطرق إلى هذه الوضعيات وتحدد كيفية التعامل معها، كما ضبطت المنظمة العالمية للصحة الإجراءات الواجب اتخاذها في حال تسجيل وفيات عقب تلقي اللقاحات، مؤكدا أن التحقيق القضائي هو الذي سيكشف ملابسات القضية، وأن تشريح الجثث ليس كافيا لمعرفة الحقيقة، لكون التحاليل المخبرية التي تجرى على المتوفين متعددة وتشمل جوانب عدة، ذكر المتحدث بعضها، مؤكدا أنه في حال ثبوت أن اللقاح هو سبب الوفيات، سيتم تعريض الممون إلى عقوبات جد صارمة.
لطيفة/ب