الكاف تصف المجموعة بالمـعقدة و الرواق المؤدي إلى المربع الذهبي أسهل
صنفت الكاف المجموعة الثانية التي يتواجد بها المنتخب الوطني خلال النسخة 31 من نهائيات كأس أمم إفريقيا، التي ستقام مطلع السنة القادمة بالغابون بالمعقدة. وأكدت في قراءة تحليلية نشرتها على الموقع الرسمي بأن مهمة الجزائر ستكون صعبة أمام منتخبين موندياليين بحجم تونس والسنغال، سبق لهما تمثيل القارة في نهائيات كأس العالم، مع تصنيف المنتخب الزيمبابوي مبدئيا في خانة الحلقة الأضعف.
هذا التحليل مستمد من تاريخ مشاركة الخضر في العرس القاري، لأنهم و رغم مكانتهم المرموقة في سبورة التصنيف العالمي، إلا أن سجلهم يبقى مرصعا بقلب وحيد، مقابل العجز عن بلوغ أدوار متقدمة منذ 1990، بدليل أن النخبة الوطنية اكتفت بتنشيط المربع الذهبي مرة واحدة على مدار ربع قرن، و كان ذلك في دورة أنغولا 2010، و لو أن المنتخبات التي ستواجهها الجزائر في الدور الأول من نسخة الغابون، فقدت الكثير من هيبتها على الصعيد القاري، على اعتبار أن تونس التي تبقى أكثر المنتخبات حضورا بصورة منتظمة، لم تتمكن من ترجمة هذا التميز ميدانيا، بينما تبقى أسود السنغال دون تاج قاري، في حين تعد تواجد زيمبابوي ضمن لائحة منشطي الطبعة القادمة من «الكان» بمثابة إنجاز، لأن هذا المنتخب سيحضر لثالث مرة في تاريخه فعاليات العرس الإفريقي.
قراءة : صالح فرطــاس
إلى ذلك فإن القراءة في رزنامة «كان 2017» تضع المنتخب الجزائري في طريق معبد نحو المربع الذهبي، بالمقارنة مع المسلك الثاني الذي يمر على منعرجات الموت، لأن «الخضر» و في حال نجاحهم في الخروج من المجموعة الثانية بإحدى تأشيرات التأهل سيصطدمون في ربع النهائي بأحد منتخبات الفوج الأول، و الذين يبدون نظريا الأسهل، بتواجد البلد المنظم الغابون و كذا الكاميرون، إضافة إلى بوركينافاسو و غينيا بيساو، و هو رواق أحسن من ذلك المتعلق بالفوجين الثالث و الرابع، و الذي يضم «كبار القارة» كغانا، كوت ديفوار، مصر، المغرب و مالي، و هي منتخبات تطمح كلها لمعانقة التاج الإفريقي.
نسور تونسية تحت ضغط عقدة الحضور الرمزي في "الكان"
و لعل القراءة الأولية في تركيبة هذه المجموعة إرتكزت بالأساس على طابع «الديربي» بتواجد المنتخبين الجزائري و التونسي جنبا على جنب، للمرة الثانية في ظرف 4 سنوات، و لو أن «التوانسة» سيشاركون للمرة الـ 18 ـ في نهائيات كأس أمم إفريقيا، لأن حضورهم أصبح منتظما منذ دورة تونس 1994، حيث لم يغيبوا عن 13 دورة متتالية، لكن أفضل إنجازاتهم القارية تبقى تتويجهم باللقب في دورة 2004، لما إستغلوا عاملي الأرض و الجمهور لإعتلاء منصة التتويج على حساب المغرب.
من جهة أخرى فإن « نسور قرطاج « نشطت نهائي دورة 1996 بجنوب إفريقيا، و إنهزمت أمام منتخب البلد المضيف، كما سبق لها خوض نهائي دورة 1965 لكنها خسرته، في حين كانت مغامرتها قد توقفت في المربع الذهبي في ثلاث مناسبات خلال دورات 1962، 1978 و 2000، بينما تجرع المنتخب التونسي مرارة الإقصاء من ربع النهائي 6 مرات، و هو المصير الذي لقيه في الدورات الثلاث الأخيرة، مقابل العجز عن تخطي عقبة الدور الأول في 5 مناسبات، كانت آخرها في دورة أنغولا 2010.
على صعيد آخر يطمح المنتخب التونسي للتأهل إلى نهائيات كأس العالم للمرة الخامسة في تاريخه، بعدما شارك في مونديال 1978 بالأرجنتين، 1998 بفرنسا، 2002 باليابان و كوريا الجنوبية و 2006 بألمانيا، و لم تنجح الكرة التونسية في تخطي عقبة الدور الأول في العرس العالمي، و حلم العودة إلى المونديال يبقى يراود التونسيين، سيما بعد تدشينهم تصفيات روسيا 2018 بفوز على غينيا، و الصراع سيكون أكبر مع الكونغو الديمقراطية على تأشيرة المرور إلى موسكو.
إلى ذلك فإن الملفت للإنتباه أن المنتخب التونسي تراجع بشكل ملفت للإنتباه، و قد تجسد ذلك من خلال الصعوبة الكبيرة التي وجدها في التأهل إلى الغابون، حيث إنتظر إلى غاية الجولة الأخيرة لحسم الأمور، عقب الفوز على ليبيريا، لأن «التوانسة» تصدروا المجموعة الأولى، في وجود منتخب جيبوتي، الأمر الذي مكنهم من هز شباكه في 11 مرة، مما رفع رصيدهم من الأهداف في التصفيات إلى 16 هدفا، مع تلقي هزيمة في ليبيريا، رغم عودة المهندس الفرانكو بولوني هنري كاسبرزاك لقيادة «النسور» بحثا عن لمسة تعيد الهيبة للنسور، خلفا للبلجيكي جورج ليكنس، و الذي إحتفظ بنفس التركيبة، بالمراهنة على مزيج بين المحترفين و المحليين، في صورة الحارس البلبولي، القائد أيمن عبد النور، إضافة إلى وهبي الخزري و حمدي الحرباوي، و الوافد الجديد أنيس بن حتيرة الذي سبق له اللعب لمنتخبات ألمانيا في الشبان، و أن المنتخب التونسي يحتل المركز 38 عالميا و الرابع قاريا بمجموع 721 نقطة.
"أسود" السنغال تراهن على جيل جديد بحثا عن أول تاج
أما بخصوص المنتخب السنغالي فإنه سيشارك للمرة الـ 16 ـ في نهائيات كأس أمم إفريقيا، غير أن حضوره لم يكن منتظما، بدليل أنه كان غائبا عن النسخة الماضية، و حتى مشاركاته الثلاث الأخيرة في دورات 2015، 2012 و 2008 كانت محتشمة و ودع المنافسة من الدور الأول، ليبقى أفضل إنجاز له في المنافسة القارية بلوغ نهائي دورة 2002، عندما خسر اللقب لصالح الكاميرون بضربات الترجيح. و كان منتخب السنغال قد تخطى الدور الأول في 4 دورات متتالية منذ سنة 2000، في حين تبقى "أسود تيرانغا" تحتفظ بذكريات غالية صنعتها بذلك الجيل الذي شارك في مونديال كوريا و اليابان، لأن مشاركته الوحيدة في نهائيات كأس العالم كانت إستثنائية و صنع فيها الحدث بنجاحه في بلوغ ربع النهائي، و كان قاب قوسين أو أدنى من المربع الذهبي أمام تركيا.
و يطمح السنغاليون لإستعادة أمجاد الماضي بالإستثمار في التغيير الذي حصل على مستوى التركيبة البشرية، لأن الفرنسي آلان جيراس كان قد قام بثورة كبيرة في الكرة السنغالية، و رحل منذ قرابة سنتين و ترك بصمته على هذا المنتخب، ليتسلم النجم السنغالي السابق أليو سيسي المشعل، في رحلة البحث عن أول تاج قاري، و هو الحلم الذي يراود كل السنغاليين، سيما و أن "الأسود كانت قد عبرت إلى الغابون بتقدير "ممتاز" بالفوز في كل المباريات التي خاضوها في التصفيات، و ذلك على حساب البورندي، ناميبيا و النيجر.
و يعلق السنغاليون أمالهم على جيل يضم لاعبين أغلبهم ينشط في الدوريات الأوروبية، أمثال بابا ضيوف، ديمبا با، سليمان كامارا و بابيس سيسي، ليبقى هذا المنتخب صاحب أقوى دفاع في التصفيات القارية، كونه لم يتلق سوى هدفين، بينما سجل هجومه 13هدفا.
من جهة أخرى، سبق للمنتخب السنغالي ملاقاة نظيره الجزائري مرتين في النهائيات القارية، كانت الأولى في نصف نهائي دورة 1990 بالجزائر، و فاز "الخضر" بصعوبة كبيرة، و الثانية في الدور الأول من طبعة 2015، و كانت الفوز حليف النخبة الوطنية، في حين يبقى آخر لقاء رسمي بين المنتخبين في سبتمبر 2008 بالبليدة في إطار الدور الثاني من تصفيات المونديال، و قد تخطى المنتخب الجزائري تلك العقبة بصعوبة، كما أن التشكيلة الجزائرية كانت قد فازت على السنغال في لقاء ودي جرى بالجزائر في أكتوبر 2015.
إلى ذلك فإن المنتخب السنغالي أصبح و بحسب ترتيب الفيفا الصادر أول أمس أقوى منتخب في المجموعة، بإرتقائه إلى الصف 32 عالميا و الثاني قاريا برصيد 783 نقطة، ليبقى أحسن ترتيب له في اللائحة المركز 26 عالميا و المحقق في جوان 2014.
"محاربو" زيمبابوي أمام تحديات كبيرة للتخلص من تصنيف الحلقة الأضعف
لا يختلف اثنان في تصنيف منتخب زيمبابوي في خانة الحلقة الأضعف في تركيبة المجموعة الثانية، لأن هذا المنتخب يبقى الوحيد الأقل مشاركة في دورات "الكان"، إذ سبق له تنشيط العرس الإفريقي في مناسبتين، و كان ذلك في دورتي 2004 و 2006، ولكنه لم ينجح في تخطي عقبة الدور الأول من " الكان " .
و الملفت للإنتباه أن منتخب زيمبابوي الذي يحمل تسمية "المحاربين" كان قد فاز على الجزائر في أول مشاركة له في العرس القاري، و ذلك في تونس 2004، حيث إنهزم "الخضر" أمام هذا المنافس في ختام الدور الأول بنتيجة (2 / 1)، ليكون بذلك المنتخب الزيمبابوي قد حقق أول إنتصار في تاريخه في نهائيات كاس أمم إفريقيا على حساب الجزائر، و لو أنه تحصل على ميزة إستثنائية، بصم عليها في ثاني مشاركة له في دورة 2006، عندما كان ختام ظهوره في تلك الطبعة بإنتصار مفاجئ و تاريخي على حساب المنتخب الغاني بنتيجة (2 / 1)، مما يوحي بأن هذا المنتخب يبقى إختصاصيا في الإطاحة بالمنافسين المصنفين في خانة الكبار .
إلى ذلك فإن تواجد زيمبابوي ضمن لائحة منشطي دورة 2017 و إن صنفه المتتبعون في خانة المفاجآت، فإن ذلك كان نتيجة تواجده في مجموعة في المتناول، إلى جانب سوازيلاندا، غينيا و مالاوي، لأن زيمبابوي تصدرت الفوج برصيد 11 نقطة، و الفوز الذي أحرزته في بلاتنير على حساب مالاوي عبد لها الطريق نحو الأراضي الغابونية.
بالموازاة مع ذلك فإن منتخب زيمبابوي الذي يقوده التقني الألماني كلاوس دينز يتشكل من عناصر غالبيتها تنشط في البطولة المحلية، و حتى المحترفين في التعداد يلعبون في بلدان إفريقية، و يبقى القائد ويليام كاسناندي بمثابة العمود الفقري للتشكيلة، و لو أن التأهل إلى "كان 2017" لم يشفع للكرة الزيمبابوية بالدخول "التوب 100" في سبورة التصنيف العالمي، بدليل أنها تحتل المركز 110 برصيد 323 نقطة، و هو التصنيف الأضعف بالنسبة لمنتخبات المجموعة الثانية.