الجمـاعـات الإرهـابية تسيـطر على المقـدرات النفطـية للـدول العـربـية و تتسبّب في انهيار الأسعار
قال أساتذة و باحثون من الجزائر و مصر و فرنسا شاركوا في اليوم الثاني من الملتقى الدولي حول أمن الطاقة بجامعة قالمة، أمس الأربعاء، بأن التنظيمات الإرهابية بإفريقيا و الشرق الأوسط قد سيطرت على المقدرات النفطية بعدة دول عربية، و أصبحت تتحكم في سوق سوداء واسعة أغرقت مخازن النفط العالمية و تسببت في انهيار كبير للأسعار و تضرر اقتصاديات الدول التي تعتمد على النفط كمصدر رئيسي للدخل القومي.
و أضاف المتدخلون في الملتقى الذي نظمته كلية الحقوق و العلوم السياسية بهليوبوليس، بأن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق و بلاد الشام «داعش» يسيطر حاليا على حقول نفط واسعة بالعراق و سوريا و ليبيا و يحاول تحقيق مزيد من المكاسب بدول أخرى نفطية بينها الجزائر التي واجهت أول خطر إرهابي يستهدف منشآتها النفطية سنة 2013 عندما شنت مجموعة إرهابية قادمة من ليبيا هجوما فاشلا على قاعدة تيقنتورين كاد أن يتحول إلى كارثة لولا التدخل الحازم و السريع للقوات المسلحة.
و أثار المشاركون في ملتقى أمن الطاقة بجامعة قالمة، قضية تأمين المنشآت النفطية و الإمكانات المادية و البشرية الضرورية لمواجهة ما وصف بالخطر الإرهابي القائم و مدى استجابة الدول لمواجهة الخطر المتمدد باتجاه المزيد من الحقول النفطية بإفريقيا و الشرق الأوسط، حيث أصبح تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» من أغنى التنظيمات الإرهابية في العالم و هو يعتمد على النفط لتمويل عملياته العسكرية و توسيع السيطرة على مزيد من الأراضي بعدة دول عربية.
و أشار المتدخلون إلى ما وصف بالتواطؤ المكشوف بين الجماعات الإرهابية و تجار النفط الذين وجدوا في التنظيم الإرهابي وسيلة لتحقيق مكاسب ضخمة، و شراء كميات هائلة من النفط بأسعار متدنية سببت متاعب كبيرة للدول النفطية التي تواجه إفلاسا اقتصاديا قد يؤثر على أمنها الداخلي في المستقبل.
و دعا الأساتذة و الباحثون الذين قدموا من عدة جامعات جزائرية و أجنبية إلى التفكير الجدي في بدائل اقتصادية جديدة لمواجهة الأخطار المحدقة بمصادر الطاقة التقليدية كالنفط و الغاز، و ذلك بتكثيف الاستثمارات في الطاقات المتجددة، و تقليص حجم الاعتماد على النفط و الغاز تفاديا لمزيد من الخسائر الناجمة عن تراجع الأسعار و تكاليف تأمين المنشآت من خطر إرهابي متنامٍ أنهك قدرات الدول النفطية و مازال يراهن على حرب استنزاف طويلة لتحقيق مزيد من المكاسب على الأرض و بسط نفوذه على حقول النفط و الغاز كما يحدث حاليا بليبيا و سوريا و شمال
العراق. فريد غ