التهاون في علاج الحروق يهدّد بالإصابة بسرطان الجلد
حذرت رئيسة أطباء مصلحة الجراحة البلاستيكية بالمستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة، من تهاون المرضى في العلاج الطبي للحروق و الجروح القديمة و الاعتماد على التداوي بالوصفات التقليدية، و ما ينجم عنها من مضاعفات تصل إلى حد الإصابة بسرطان الجلد، الذي أكدت بأنه يودي بحياة ما يقارب 80 بالمائة من الذين يعانون منه ، كما كشفت عن تزايد انتشار سرطان الخلايا الصبغية أو الميلانوما في أوساط الشباب ببلادنا.
و ذكرت البروفيسورة زهية حزمون، بأن أنواعا عديدة لسرطان الجلد يتم تسجيلها لدى المرضى الذين يقصدون مصلحة الجراحة البلاستيكية ، لأجل الاستفادة من جراحات تقويمية لآثار حروق أو رضوض أو بقع جلدية عانوا منها طيلة سنوات، و يتبيّن بعد الفحص و التحاليل، بأنها غير عادية، بل عبارة عن سرطان خبيث، غالبا ما يكون، حسبها، في مرحلة متقدمة و يعجز الأطباء عن إنقاذ حياة المريض، رغم العلاج المكثف الذي يخضعونه له، مؤكدة بأن أكثر من 80 بالمائة من المصابين بهذا السرطان يتوفون، بسبب التشخيص المتأخر للمرض، مضيفة بأن أكثر حالات السرطان الناجمة عن مضاعفات جروح و حروق حتى البسيطة منها، لم يتم التكفل بها جيدا منذ البداية.
محدثتنا أشارت إلى أن أغلب هذه الحالات سجلت لدى النساء، باعتبارهن الأكثر تعرضا للحوادث المنزلية. و ذكرت البروفيسورة حالة شاب يبلغ من العمر 30 عاما، توفي مؤخرا، متأثرا بمضاعفات سرطان الجلد الذي أصابه بعد سنوات طويلة من إصابته بحروق على مستوى القدم تهاون في علاجها لدى الأطباء، و فضل استعمال وصفات تقليدية ساهمت في التئام الجرح ظاهريا، و بعد فترة ظهرت عليه علامات التهاب حرجة، استدعت نقله إلى المستشفى، أين تأكد من إصابته بسرطان تأخر في علاجه لعدم إدراكه خطورته من جهة، و عدم تمكنه من التوجه إلى طبيب مختص، بسبب خوفه من فقدان منصب عمله بشركة خاصة، لا تسمح بتغيب عمالها مهما كانت الظروف. و هناك إصابات جلدية خطيرة مختلفة قد تتطوّر إلى سرطان الجلد، منها قرحة الفراش التي تصيب الحالات الثقيلة ، جرّاء البقاء لمدة طويلة في الفراش دون حركة، فضلا عن القروح الناجمة عن مضاعفات أمراض السكري ومشاكل الدوالي و غيرهما.
كما يعد سرطان الجلد القتامي، أو الخلايا الصبغية، أو الميلانوما، من أهم السرطانات المسجلة في أوساط الشباب في السنوات الأخيرة، حسب الدكتورة حزمون، حيث تضاعف عدد الإصابة بهذا السرطان النادر، ليصل إلى 10 حالات في السنة، في حين لم يتعد عدد المصابين به الحالتين في السنة الواحدة من قبل ، موضحة بأن المرض ينتشر أكثر في المناطق المعرضة لأشعة الشمس، و يصيب خاصة الأطراف و الظهر، وكانت آخر حالة تمت متابعتها بالمصلحة، لطبيبة في مقتبل العمر، لم تدرك خطورة البقعة الصبغية التي ظهرت على مستوى أصابع القدم، إلى غاية تطور الأعراض لديها، مما استدعى إخضاعها لعلاج مكثف لمكافحة السرطان من علاج كيميائي و إشعاعي.
و قالت أن أكثر المصابين بهذا النوع ، يعيشون في مناطق نائية أو بضواحي المدينة، حيث لا يوجد عادة مختصين في أمراض الجلد، مما يؤخر تشخيص المرض لديهم حتى يفوت الأوان، خاصة و أن عددا كبيرا من الأطباء العامين،حسبها، يجهلون أعراض و مضاعفات هذا النوع من السرطانات الصعب التشخيص، و هو ما يودي عادة بحياة المصابين به، باعتباره يصيب مباشرة الغدد اللمفاوية و ينتشر بسرعة مقلقة. و أضافت محدثتنا بأن المرض يصيب بشكل أكبر الشباب، و عادة ما يزيد احتمال الإصابة لدى ذوي البشرة البيضاء، و الأشخاص الذين يتعرضون للشمس طويلا، و إن كانت الأسباب الحقيقية وراء انتشار هذا السرطان، غير مؤكدة و يمكن أن ينشأ الورم الميلانيني على أية بقعة من سطح الجلد، على الرأس و الرقبة والمنطقة بين الكتفين والوركين و الساقين.
مريم/ب