"الفرار" لمهدي عبد الحق صورة الثورة في عيون الشباب
عرض أمس بدار الثقافة مالك حداد بقسنطينة الفيلم الثوري “الفرار” للمخرج مهدي عبد الحق، وذلك في إطار فعاليات الطبعة الثالثة من أيام سينما الذاكرة التي نظمتها جمعية نوميديا للفنون، الفيلم الذي يعد ثالثا ضمن السلسلة الثورية "طيور الفجر" بعد "ساعي البريد "و"الكشاف"، نقل الحضور من الشباب خلال 80 دقيقة، إلى سنوات الفداء من خلال أحداث تناولت الجانب الإنساني للثورة التحريرية
يتناول الفيلم المصنف ضمن الأعمال الثورية الخيالية الطويلة، قصة طبيب عسكري فرنسي و مجاهد جزائري يلتقيان خلال حرب 1945، أين يقوم الجزائري بدافع إنساني، بإنقاذ حياة الطبيب الفرنسي المصاب برصاص الألمان من خلال التبرّع له بالدم. و تمرّ الأيام و السنين و يقع المجاهد الجزائري بأيدي المستعمر الفرنسي خلال حرب التحرير عام 1954 و لأن إصابته كانت خطيرة يتم نقله إلى المستشفى العسكري الفرنسي، و هناك يلتقي صدفة بمن ساهم في منحه حياة جديدة. و تعود الذكريات إلى ذهن الطبيب الذي لم ينس ما فعله الجزائري لأجله فيحاول مساعدته على الهرب و تنشأ بينهما علاقة طيبة قبل أن يكتشف المجاهد بأن الطبيب كان يحاول استدراجه للحصول على الحقيقة دون اللجوء الى تعذيب الاستخبارات العسكرية الاستعمارية.
وقد أكد مخرج العمل مهدي عبد الحق بأن الفيلم يعد امتدادا للأعمال الثورية التي تروي قصصا أخرى عن شخصيات بسيطة التي ساهمت في تحقيق الاستقلال، وإكراما لتضحياتها التي لا تقل قيمة عن تضحيات أبطال الثورة و أبرز رجالاتها، مشيرا الى أن الاعتماد على القصة و الخيال يعتبر ضرورة لتوسيع نظرتنا للثورة و التماشي مع أذواق و توجهات الشباب.
الفيلم عرف حضورا هاما من قبل فئة الشباب، الذين نشطوا نقاشا عميقا بعد العرض تناولوا خلاله صورة الثورة في السينما و ضرورة تحديثها و توسيع طرق تصويرها لتشمل القصص الإنسانية و الاجتماعية و تخرج من خانة التوثيق.
تجدر الإشارة إلى أن فعاليات تظاهرة « سينما الذاكرة» تتواصل الى غاية الفاتح نوفمبر ليكون مسك الختام فيلم القطاطشة لمخرجه علي عيساوي.
ن/ط