حميد بن خضرة من هاو للطيور النادرة إلى مرب شغوف بالنعام
يسخر حميد بن خضرة كافة امكانياته وموارده المالية لتربية طيور النعام، حيث تجاوز تعدادها 100 طائر، رغم صغر مزرعته و الصعوبات و المخاطر الناجمة عن عملية رعايتها و تربيتها، فشغفه بهذه الطيور يجعله يرفع التحدي و يواصل هذا النشاط .
تحولت هواية تربية النعام و بعض الطيور النادرة إلى نشاط يوفر دخلا لإعالة أسرة بن خضرة ببلدية العطاف، غرب عاصمة ولاية عين الدفلى، رغم المتاعب و الصعوبات الناجمة عن تربية هذا الطائر العملاق، كما أكد المربي حميد بن خضرة ، و هو في العقد الرابع من عمره، فقد فضل مواصلة هذا النشاط، رغم أن عائلته تمتهن الفلاحة. تعلقه بطائر النعام، كما قال للنصر، بدأ منذ حوالي 10 سنوات، حيث ربى ذكرا و أنثى من النعام وبعض الطيور النادرة كالبادو و الطاووس، إلى جانب بعض روؤس الماعز السويسري،و تكاثر الزوجان و تجاوز بعد ذلك عدد النعام بمزرعته 100طائر، و قدر متوسط وزن طائر النعام البالغ حدود ست سنوات، مابين 100 - 130 كيلوغرام .
و أضاف بأن إنتاج البيض من 60 إلى 120 بيضة في الموسم الواحد ، لكن صغر مساحة مزرعته حال دون توسيع مشروعه، و يتمنى أن تتدخل وزارة الفلاحة لدى مصالح الولاية لمنحه قطعة أرض مناسبة، باعتبار أن الطائر المذكور، كما أكد، يتميز بالحركة والعدو و سرعة التنقل ،ويمكن في حال تلقي المساعدة توفير لحمه بأسعار معقولة، و يقدر سعره في السوق حاليا ب 300 دج للكيلوغرام الواحد، كما يمكن استخدام شحومه كزيوت للتداوي و العلاج، وله تأثير إيجابي على صحة المستهلك عموما و الطلبات متزايدة عليه، فهو غني بالبروتين ومنخفض السعرات الحرارية والدهون الضارة، و مفيد للاعبي كمال الأجسام والراغبين في الرشاقة. و يمتاز لحمه، بمذاق لذيذ، وكل شيء فيه يستخدم، من جلده المصنف ضمن أحسن الجلود، لأنه سميك ومرن وقابل للتمطيط ، كما أنه ناعم بدرجه كبيرة وهو مقاوم للماء و يستخدم في المصنوعات الجلدية غالية الثمن، مثل الأحذية وحافظات النقود والمعاطف . والطائر البالغ من العمر بين 14-16 شهرا، ينتج كمية من الجلد تقدر بـ 1.25 - 1.35 متر. و بينت الأبحاث و الدراسات حول مكونات بيضة النعام، بأن البياض يمثل حوالى 4.59 % من وزن البيضة، و الصفار 21 % وقشرة البيضة 6.19 % ،كما يبلغ سمك القشرة حوالى 3.1 مليمتر و تستعمل كمادة تزينية . عن خصائصه الأخرى، ذكر المربي بأن سلوكه عدواني و في حالة هيجانه بإمكانه إحداث جروح بليغة بواسطة مخالبه القوية، كما يمتاز بسرعة الحركة رافعا أجنحته الصلبة و هو قادر على تحريك الرأس في كل الاتجاهات، مما يساعده على تجنب الأخطار التي قد يتعرض لها، و يعيش النعام إلى غاية 70 سنة، ويتأقلم مع كافة أنواع المناخ وله القدرة على العيش التكاثر في أي منطقة بالجزائر . أشار محدثنا بأنه لم يتلق أي تكوين حول تربية النعام ، إلا أنه عن طريق الممارسة و الاحتكاك بالهواة اكتسب خبرة واسعة ، مضيفا بأن النعام من الطيور الموسمية التكاثر، ويبدأ موسم التزاوج عادة من شهر مارس، حتى نهاية سبتمبر، و يتم بعد غزل وتقارب قصيرين للذكر والأنثى، حيث يحوم الذكر حول الأنثى و مع إنزال ريشه ، مؤكدا بأن سر نجاحه في هذا النشاط يكمن في حبه للطيور النادرة و من بينها طائر النعام .
هشام ج