لباسنا التقليدي يتعرض لمحاولات سرقة و مهرجان وهران روج له عربيا
تشارك مصممة الأزياء الجزائرية، ابنة وهران سهام بن عامر، هذه الأيام في فعاليات المهرجان العربي الأمريكي للموضة و الجمال ببيروت بلبنان، أين تعرض مجموعة متنوعة من الألبسة التقليدية الوطنية، في مقدمتها البلوزة الوهرانية، التي تعمل على الترويج لها و حمايتها من محاولات نسبها لغير الثقافة الجزائرية، كما أكدت في هذا الحوار مع النصر.
النصر: «سهام للإبداع» من أكثـر صفحات الموضة الجزائرية متابعة على فايسبوك و انستغرام، كيف بدأت رحلتك مع عالم الأزياء و إلى أية درجة خدمتك مواقع التواصل الاجتماعي؟
ـ سهام بن عامر: في الحقيقة رحلتي مع عالم تصميم الأزياء بدأت منذ الصغر، بحكم أنها مهنة والدتي، لطالما أحببت التعامل مع الأقمشة و الخامات، لكنني انشغلت عنها بسبب الدراسة لفترة، فانا حاملة لشهادة تقني سامي في المحاسبة و التسيير، بعد زواجي و استقراري أحييت شغفي للتصميم و الخياطة و باشرت العمل في هذا المجال.
منذ ثلاث سنوات أنشأت صفحة لي على فايسبوك لاقت اهتماما و رواجا كبيرا، حتى أن غالبية زبائني حاليا هم من عشاق هذه الصفحة، أما على انستغرام فالصور التي كنت أنشرها عرفت الكثيرين باللباس التقليدي الجزائري، كما وقفت في وجه بعض المحاولات لسرقة موروثنا و نسبه إلى غير أهله.
ـ من تقصدين بأنهم حاولوا سرقة موروثنا و كيف اكتشفت ذلك؟
ـ سبق لي أن نشرت صورا لفساتين جزائرية تقليدية عبر حسابي على انستغرام، وقد أخذت مجلة «سيدتي» العربية صورة من بينها لبلوزة وهرانية و أعادت نشرها عبر موقعها الرسمي، و حسابها على نفس الموقع، لكنني فوجئت بعدد من التعليقات من مغاربة، يؤكدون بأن البلوزة وجدية مغربية و ليست وهرانية جزائرية، وهي محاولة لسرقة موروثنا و نسبه إليهم، لكنني في كل مرة أرد و أؤكد على أن هذا اللباس الجميل الذي أتخصص في صنعه، هو جزء من هوية الغرب الجزائري، وهو تحديدا ما أعمل حاليا على تأكيده خلال تواجدي ببيروت.
ـ كيف أوصلت البلوزة الوهرانية إلى بيروت، و لماذا تم اختيارك لتمثيل الجزائر دون باقي المصممين؟
ـ في الحقيقة كما سبق وذكرت، مواقع التواصل الاجتماعي خدمتني بصورة كبيرة، فترويجي المستمر للباس التقليدي الجزائري من خلالها، جذب اهتمام منظمي المهرجان الأمريكي العربي الذي تقام فعالياته حاليا في لبنان، و قد تم اختياري بالنظر إلى تميز صفحتي على انستغرام و الاهتمام الكبير الذي تحظى به من قبل المتتبعين، و بالرغم من أنني واجهت بعض المشاكل خلال عرض التشكيلة الجديدة في بيروت، إلا أنها حظيت بإعجاب و اهتمام لا يقل عن الإعجاب الذي نالته خلال مهرجان وهران للفيلم العربي.
ـ النجمة سهيلة بن لشهب تألقت بأحد فساتينك مؤخرا، و حصدت إعجاب الملايين، من ألبست أيضا من النجمات ؟
ـ قبل الحديث عن سهيلة، أريد الإشارة إلى أنني شاركت في العديد من المناسبات الخاصة بالموضة و الجمال في وهران و الجزائر، كان آخرها الصالون الدولي للعروس بالعاصمة، وهو ما فتح لي الباب لتزيين و إلباس عدد من النجمات خلال مهرجان وهران للفيلم العربي، على غرار سهيلة بن لشهب و الفنانة التونسية فريدة رقيبة، التي صنعت الحدث بظهورها على السجادة الحمراء بالبلوزة الوهرانية، حيث شدت بجمالها أنظار العديد من الفنانات اللبنانيات و المصريات اللائي سألنني عن ماهية هذا اللباس و تاريخه، و قد عرفتهم به حتى أن الفنان و السيناريست اللبناني جمال فياض صرح بإعجابه به.
و هنا تحديدا ، أود الإشادة بالدور الذي يلعبه مهرجان وهران في الترويج للباس التقليدي الجزائري من خلال إطلالات الفنانات المتألقة.
ـ تصميم الأزياء في الجزائر لا يزال بعيدا عن الاحتراف ولم يرتق بعد ليصبح صناعة، لماذا في رأيك؟
ـ ربما لأننا لا نزال نركز أكثر على التسويق المباشر، أي العمل من أجل البيع و التعامل مع الزبون المعروف، دون التطلع لما هو أبعد من خلال الترويج لمنتوجنا كثقافة، لكن مع ذلك يمكن القول بأن انفتاحا مشجعا على هذا المجال تم تسجيله، فالعديد من المصممين الجزائريين، أصبحوا أكثر إقبالا على تنظيم العروض و تكريس الإبداع في أعمال عديدة، لننتقل من مرحلة الخياطة البسيطة إلى التصميم المحترف.
نور الهدى طابي