الأربعاء 9 أكتوبر 2024 الموافق لـ 5 ربيع الثاني 1446
Accueil Top Pub

شح المصادر التاريخية وعدم توثيق الشفوي منها أثار جدلا حول الثورة

باحثون ينفضون الغبار عن ثورة 1916 بالأوراس آخر المقاومات الشعبية
أحيَى أول أمس، مخبر الأمن الإنساني لجامعة باتنة 01، بالتنسيق مع جمعية ثورة 1916، الذكرى المئوية للثورة التي يقال عنها أنها "منسية"، بعقد ملتقى بعين التوتة وآخر ببريكة، وقد أثار الملتقى المنظم بالمركز الثقافي لعين التوتة، جدلا وتساؤلات لم تجد لها إجابات بين المتدخلين حول الثورة وتسميتها وظروفها وقادتها.
وكان لشح المصادر التاريخية لذلك الحدث وعدم توثيق ما تم تداوله شفويا حسب متدخلين، في فترات مضت عن آخر مقاومة شعبية ضد المستعمر الفرنسي، الأثر الواضح للغموض حول سلسلة أحداث تلك الانتفاضة ضد المستعمر، وهو ما جعل الباحثين المتدخلين يؤكدون على ضرورة مواصلة البحث لنفض الغبار عن تاريخ هذه الثورة.
أكد الدكتور لزهر لوناسي من قسم العلوم السياسية لجامعة باتنة 01، أن ثورة 1916 التي وقعت بالحزام الشمالي الغربي للأوراس، الممتد على شكل قوس عبر سلسلة جبال بلزمة إلى غاية الجنوب الغربي للحدود المتاخمة للزيبان، وباختلاف تسمياتها التي أطلقت عليها، تعتبر ثورة شعبية كاملة الأركان في ظل عوامل الاضطهاد والتجنيد الإجباري لشباب المنطقة للحرب العالمية، ما تمخض عنه بروز ونمو وعي وسط السكان والأهالي بضرورة الانتفاضة ضد اضطهاد المستعمر.
وأرجع الدكتور لوناسي الغموض، الذي بات يكتنف الوقائع التاريخية لثورة 1916، إلى النسيان المطبق، نتيجة غياب خطاب رسمي حول تلك الثورة، مؤكدا ضرورة الاهتمام بهذه الذكرى وإدراجها على أبسط تقدير في المراجع الدراسية لتعليمها للأجيال الصاعدة حتى لا تكون عرضة للنسيان.
وأكد من جهته البروفيسور قادري حسين مدير مخبر الأمن الإنساني لجامعة باتنة 01، بأن ثورة 1916 تعتبر ثورة حقيقية بالنظر للعوامل التي دفعت السكان لإشعال فتيلها وقيامهم بعدة استهدفت مراكز المستعمر، ومن أبرز العوامل حسب ذات المتدخل، ما تعلق بالتجنيد الإجباري للشباب للحرب العالمية الأولى  التي كانت لا تعنيه، وهو ما ولَد وعيا وسط السكان بالإضافة إلى عوامل أخرى على غرار الاضطهاد وسلب الأراضي وإثقال كاهل الفلاحين بالضرائب.
وأشار البروفيسور قادري، إلى لجوء فرنسا الاستعمارية آنذاك من أجل التحكم وإخماد العمليات التي قام بها السكان ضد مراكز المستعمر وقتل عدد من جنوده، إلى نشر دعاية وسط السكان، على أن الثورة مؤامرة حيكت من طرف الأتراك والألمان لضرب فرنسا، وفي سياق متصل أشار كل من الدكتور في التاريخ محمد العيد مطمر من جامعة باتنة 01، والدكتور رحماني السعيد من جامعة الجزائر، إلى لجوء فرنسا أيضا لاستغلال الزوايا للتغليط نظرا لتأثيرها بترويج فكرة أن الاستعمار قضاء وقدر ما دام المسلمون يؤمنون بالقضاء والقدر.
وأكد الدكتور عبد الغني بوالسكك رئيس قسم الفلسفة بجامعة باتنة 01 في تدخله، بأن تاريخ ثورة 1916، لا يمكن طيه أو نسيانه نظرا لامتدادها عبر إقليم الأوراس واعتبارها لما لا حسب ذات المتدخل ثورة الفاتح نوفمبر التي تأجلت إلى غاية سنة 1954.
وأوضح رئيس قسم الفلسفة، بأن الثورة مفهوم معقد  يتمحور حول الأسباب والدوافع والنتائج، مؤكدا بأن ماعرفته منطقة الأوراس سنة 1916 يعتبر ثورة شعبية بمفهومها ومعناها الحقيقي، مقرا بشح المصادر التاريخية حول تلك الثورة وأن ما توفر منها يشير إلى انطلاقها بقرية بومعزاز وشارك فيها أهالي عين التوتة وبريكة وما جاورهما.
وفي ذات السياق، أكد الدكتور في العلوم السياسية يوسف بن يزة، بأن ما أكدته المراجع والوثائق المتوفرة حول تلك الثورة من تجنيد فرنسا لعدد كبير من قواتها من فيالق، وحتى استخدامها للطائرات، يؤكد بأن ما قام به السكان يعتبر ثورة بمعناها الحقيقي على غرار الثورات التي اندلعت قبلها في عدة مناطق من التراب الجزائري.
مداخلات الباحثين حول ثورة 1916 خلت حسب متدخلين بينهم باحثين أيضا من وقائع مفقودة في سلسلة أحداث الثورة، على غرار من قاد الثورة وما هي أسبابها الحقيقية بتلك المناطق وكيف يمكن الاصطلاح عليها خاصة بعد أن تداولها البعض بثورة أولاد سلطان والبعض الآخر بثورة 1916 وثورة السليغان وغيرها من التسميات وكيف حتى أنها أخمدت.
 وأقر المتدخلون بأن التساؤلات لاتزال بحاجة إلى البحث، مؤكدين الشروع في توثيق كل ما يدور حول تلك الوقائع وجمعه من السكان، بهدف الوصول إلى نتائج أخرى، وفي سياق ذي صلة، أكد أيضا المتدخلون ترابط مختلف الثورات التي عرفتها منطقة الأوراس ببعضها رغم انفصالها؛ منها ثورة عمر أوموسى بوادي الماء التي قادها في نفس السنة .
للإشارة، فإنه وتخليدا للذكرى المئوية لثورة 1916 ارتأت السلطات ببلدية عين التوتة إنجاز وتدشين لافتة فنية وتاريخية تعبر عن تلك الحقبة وتحمل عبارة حتى لا ننسى ثورة 1916، وبجوار اللوحة الجدارية تم نقش لوحة أخرى تسرد لمحة عن الثورة لكن دون أن تحمل المرجع أو التوقيع حول مصدر تلك الأحداث.
يـاسين عبوبو

جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com