الكاتبة خديجة خربوش تنتظر هبة تضامنية للعلاج في أمريكا
تعاني الشابة خديجة خربوش البالغة من العمر 20 عاما، من إعاقة حركية منذ الصغر، جعلتها رهينة عكازين و أمل بعيد في الشفاء، فقد سقطت من السلم عندما كان عمرها عشر سنوات، و أصيبت بكسور متعددة و خطيرة على مستوى الفخذ، و اعوجاج في العمود الفقري، ما جعل الأطباء يخضعونها إلى عشر عمليات جراحية خلال ثلاث سنوات، لكنها لم تشف بعد، و هي الآن بحاجة ماسة إلى عملية أخرى بالولايات المتحدة، كلفتها مليار سنتيم لإنهاء معاناتها الطويلة.
خديجة التي تقيم بالجزائر العاصمة، قالت للنصر، بأن الأطباء الذين أشرفوا على علاجها أكدوا لها بأن حالتها غير ميئوس منها، و يمكنها أن تتخلص من العكازين و تسترجع القدرة على المشي كقريناتها، بعد الخضوع لعملية جراحية لا يمكن إجراؤها إلا في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، وتصل تكاليفها إلى ما يقارب مليار سنتيم.
الفتاة بينت بأن عائلتها لا تستطيع توفير هذا المبلغ الضخم، خاصة و أنها يتيمة فقدت والدها و هي في سن الثانية، و توجه نداء إلى السلطات و فاعلي الخير من أجل مساعدتها على توفير تكاليف العملية الجراحية المصيرية.
و قالت محدثتنا بأنها و بالرغم من معاناتها، إلا أنها لم تستسلم لإعاقتها أو للظروف القاسية التي اضطرت لمواجهتها، و لطالما تقبلت العكازين قدرا لها و عادت إلى مقاعد الدراسة بعد ثلاث سنوات من الانقطاع اللاإرادي، و هي تدرس حاليا في السنة ثانية ثانوي ، شعبة علوم تجريبية ، و نتائجها ممتازة، كما أكدت .
و أضافت محدثتنا بأنها اكتشفت ميولها الأدبية و بدأت تداعب القلم في سن العاشرة بعد تعرضها لحادثة السقوط ، و تجد في الكتابة عزاء لها للتخفيف من معاناتها. و قد تمكنت مؤخرا من نشر مولودها الأدبي الأول بعنوان «وراء القناع حكايتي» و هو عبارة عن مجموعة قصصية.
خديجة واصلت رفع التحدي و عرضت مؤلفها مؤخرا في الصالون الدولي للكتاب في طبعته 21، و قد تمكنت من بيع كل النسخ و ستستفيد، كما أكدت، من عائداتها في شراء تذكرة نحو الولايات المتحدة الأمريكية لمواصلة رحلة العلاج.
فكرة إصدار الكتاب راودت خديجة عندما زارت صالون الكتاب في الموسم الفارط، حيث احتكت بالكتّاب و اطلعت على مختلف المؤلفات، ما حفّزها على الكتابة و النشر، و قالت بهذا الخصوص « بما أنني أملك موهبة، رأيت أن كتاباتي تستحق أن ترى النور»، و هو ما تم بالفعل، حيث أصدرت كتابها و تمكنت من بيع جميع النسخ التي عرضتها في سيلا 2016، حيث تفاعل الجميع مع قصتها و أعجبوا بشخصيتها القوية و المتحدية.
و كشفت محدثتنا من جهة أخرى بأنها بصدد نشر رواية أخرى، و هناك مشاريع أخرى في الأفق تحتاج لبعض الوقت و المراجعة، فشغفها بالكتابة لا حدود له. و ختمت حديثها قائلة بأنها تتمنى أن تجد المساعدة و الدعم من المسؤولين و ذوي القلوب الرحيمة حتى تستعيد عافيتها و تجسد كافة أحلامها .
سامية إخليف