الاستثمار في صناعة السينما منعدم و الوسط الفني يعيش حالة فوضى
أعرب الممثل التلفزيوني و المسرحي أحمد دحام عن أسفه، لأن بلادنا لا تستثمر في صناعة الفن و ينظر إليه كقطاع ثانوي، رغم أن صناعة السينما من أهم القطاعات التي يمكن أن تنعش اقتصاد البلاد، مضيفا بأننا لا نملك حاليا فيلما أو مسلسلا نفتخر به و نعيش على أطلال سينما الزمن الجميل، كما أن الوسط الفني تطغى عليه الفوضى و لا يملك قواعد أساسية يرتكز عليها للنهوض و مواكبة التطورات الحاصلة في الفن و الإبداع في العالم.
ابن الجزائر العاصمة أحمد دحام صاحب 27 ربيعا ، حث في حوار خص به جريدة النصر على الوعي بأهمية فن التمثيل في نهضة الشعوب و الرقي بثقافتها و التعريف بهويتها، كما تحدث عن أسباب عدم تطور القطاع و عديد المحاور.
. النصر : بداية...حدثنا عن آخر أعمالك الفنية؟
ـ أحمد دحام: انتهيت مؤخرا من تصوير دوري في فيلم « بن باديس» للمخرج السوري باسل الخطيب، و هو دور المناضل عمر إسماعيل، و من المنتظر أن يعرض السنة المقبلة، كما شاركت في المهرجان الوطني للمسرح المحترف في دورته الحادية عشرة بالعاصمة بعرض مسرحي بعنوان «عطيل» لوليام شكسبير من إعداد و إخراج أحمد مداح، و إنتاج الجمعية الثقافية « النورس» بالبليدة، حيث أديت دور «عطيل»، و تقاسمت البطولة مع خطيبتي الممثلة سارة غربي.
هذه المسرحية من روائع الكاتب والشاعر الإنجليزي ويليام شكسبير، و هي تروي قصة «عطيل»، الشاب المغربي الحديث الزواج بفتاة إيطالية جميلة تدعى»ديدمونة»، لكن عرضناها في قالب عصري، لنمرر رسالة مفادها أن الغرب هو من خلق الإرهاب و شوه صورة العرب، و قد ركزت خلال العرض على تكرار جملة « أنا عطيل منيش إرهابي»، و قد تم عرضها داخل الوطن و خارجه بدولة الكويت.
. كيف كانت بداياتك في التمثيل ؟
ـ بدايتي كانت من خلال المسلسل الدرامي « الامتحان الصعب» سنة 2006 للمخرج نزيم قايدي، حيث قدمت أول مشهد لي رفقة الممثل القدير مدني نعمون، شاركت بعدها في مسرحية « حسان طيرو» من إخراج مصطفى عياد و مسلسل كوميدي في قالب تقليدي عنوانه»مغامرات نعمان»، ثم مسلسل « عيسات إيدير»، فسيت كوم «جمعي فاميلي»، و كذا فيلم سينمائي للمخرج عمار تريباش بعنوان «قصص بدون أجنحة».
شاركت بعد ذلك في المسلسل الدرامي «قلوب في صراع»، مسرحيات «أصفار النار الباردة» ،»البطون الفارغة» ، «نزهة في غضب» من إنتاج المسرح الوطني، ومسرحية «يوغرطة» مع جمعية يسر و تقمصت من خلالها شخصية يوغرطة، ثم «ملحمة أول نوفمبر» و»ملحمة الجزائر» و «ملحمة قسنطينة» ، في هذه الأخيرة قدمت شخصية العلامة عبد الحميد بن باديس.
. هل تلقيت تكوينا متخصصا لصقل موهبتك ؟
ـ بعد أن تحصلت على شهادة البكالوريا سنة 2008 ، التحقت بالمعهد العالي للمهن و الفنون و السمعي البصري بقسم التمثيل ببرج الكيفان بالعاصمة، بعد أن أجريت مسابقة أهلتني للدخول للمعهد، و قد ساهم التكوين المتخصص في صقل موهبتي.
. ألفنا مشاهدتك على خشبة المسرح و عبر شاشة التلفزيون معا...ماذا تفضل ؟
ـ أنا أعشق التمثيل، سواء على خشبة المسرح، في التلفزيون أو السينما، و كل مجال له خصوصيته، ما يهمني هو الدور الذي يسند إلي، فأنا أحبذ الأدوار المركبة، إيجابية كانت أم سلبية.
. كيف ترى فن التمثيل في الجزائر؟
ـ التمثيل في الجزائر لم يتطور في ظل غياب صناعة الفن و ثقافة الاستثمار فيها، نحن لازلنا نعيش على ما قدمته السينما الجزائرية سابقا و نفتخر بما قدم منذ عقود، فالجزائر و لحد الساعة لم تستثمر في المجال الفني و لا تزال تنظر إليه كقطاع ثانوي، في الوقت الذي تعتمده البلدان الأخرى كقطاع أساسي لإنعاش اقتصاد بلادها، آخرها كانت النيجر التي استطاعت أن تحقق قفزة في هذا المجال و تطور اقتصادها من خلال السينما و الإنتاج الفني، نحن حاليا لا نملك فيلما أو مسلسلا يمكن أن نفتخر به.
. هل غياب الاستثمار في صناعة الفن يقف وراء ضعفه؟
ـ ليس وحده، و إنما يرجع أيضا إلى ضعف السيناريو و غياب رؤية إخراجية لدى المخرجين، بالإضافة إلى الصراعات الموجودة بين الممثلين في حد ذاتهم، إلى جانب اقتحام من هب و دب لهذا المجال، و تهميش الممثلين ذوي الكفاءة، فطاقم العمل ككل يعاني من اختلالات، و الوسط الفني يحتاج إلى أوكسيجين نقي، و لتطوير أنفسنا و فننا علينا التخلي عن شعارات السبعينات و مواكبة التطورات الحاصلة في الميدان.
و لإعطاء دفع أكثر للفن يجب الاستثمار فيه ، و إيلائه أهمية كبيرة باعتباره قطاعا منتجا يساهم بشكل كبير في النهوض بالاقتصاد الوطني في ظل الوضع الراهن، و كذا إعطاء فرصة للشباب في مجال الإخراج، بدل أن يبقى حكرا على أشخاص بعينهم.
. ما رأيك في برامج اكتشاف المواهب على غرار « أراب كاستينغ» ؟
ـ إنها تتيح الفرص للشباب الولوع بفن التمثيل لإبراز إمكاناته و قدراته، و تفتح أمامه المجال للشهرة، إلا أنني لم أفكر في المشاركة فيها مع أنها جيدة، فهي بمثابة إشهار للمشارك و خطوة نحو النجاح، خاصة و أن الممثل في الجزائر ليس له ما يساعده على البروز عربيا.
. هل سبق و أن تلقيت عروضا من دول عربية؟
ـ لم أتلق عروضا، كغيري من الممثلين الشباب، السبب لا يعود لعدم وجود ممثلين محترفين، و إنما لكوننا لم نعط أهمية للفن الجزائري، و بالتالي لا نثير اهتمام بلدان أخرى. الممثل بحاجة إلى أن تُعرّف به بلاده و تهتم به، فعندما يحظى الفن باهتمام في بلادنا، سنصبح بالضرورة محل اهتمام المنتجين خارج الوطن.
. هل تعتمد على التمثيل كمصدر وحيد للرزق ؟
ــ نعم، التمثيل مصدر رزقي الوحيد، غير أنه لا يسد كل احتياجاتي الضرورية و لا يمكن أن يعتمد عليه المرء كمصدر للعيش لدى تكوين أسرة.
. بعيدا عن التمثيل، ما هي الهواية التي يفضلها أحمد دحام ؟
( يضحك)، أحبذ ركوب الخيل
. كلمة ختام ؟
ـ أشكر جريدة النصر على هذه الالتفاتة القيمة، و أتمنى أن تصبح الجزائر رائدة في صناعة السينما للنهوض بالاقتصاد الوطني.
حاورته: أسماء بوقرن