رحيل زبيدة ثروت و أحمد راتب
توفيت مساء أول أمس بالقاهرة الممثلة المصرية زبيدة ثروت، عن عمر ناهز 76 عاما، بعد صراع مع المرض، ليلحق بها صبيحة أمس زميلها الفنان أحمد راتب عن عمر ناهز 64 عاما، عقب إصابته بأزمة قلبية مفاجئة نقل على إثرها إلى أحد مستشفيات القاهرة، أين لفظ أنفاسه الأخيرة.
برحيل النجمين المصريين تكون الساحة الفنية العربية قد فقدت هذا العام الكثير من أسمائها الكبيرة، هي التي فجعت قبل أيام بانطفاء شمعة الفنان اللبناني الكبير ملحم بركات، و قبل ذلك محمود عبد العزيز و نور الشريف و آخرين.
و تعد الفنانة الراحلة زبيدة ثروت من الأسماء التي صنعت أمجاد الزمن الجميل، إذ اشتهرت ببطولة عدد من الأفلام ذات الصبغة الرومانسية منذ أواخر الخمسينيات، إلى جانب عدد من أبرز نجوم السينما المصرية كالمطربين عبد الحليم حافظ و فريد الأطرش والممثلين رشدي أباظة، عمر الشريف، كمال الشناوي، يحيى شاهين، أحمد رمزي وحسن يوسف وغيرهم.
ولدت الفقيدة في عام 1940 في مدينة الإسكندرية، و يشير البعض إلى أنها من أصول شركسية، و دخلت إلى السينما بعد فوزها في مسابقة لاكتشاف المواهب و نشرت صورتها على غلاف مجلة في منتصف الخمسينيات.
أول عمل سينمائي ظهرت فيه زبيدة هو فيلم «دليلة»عام 1956، حيث ظهرت في دور ثانوي قصير، إلى جانب المطربين عبد الحليم حافظ و شادية، و تقاسمت البطولة مع العندليب بعد ذلك، في فيلم «يوم من عمري» للمخرج عاطف سالم، حيث قدمت دورا يعد من أشهر أدوارها. كما أسند إليها دور البطولة إلى جانب المطرب فريد الأطرش في فيلم «زمان يا حب» الذي أخرجه عاطف سالم في 1973.
عرفت ثروت بلون عينيها المميز الذي جعل البعض يطلق عليها لقب «قطة السينما المصرية» أو «صاحبة أجمل عينين» فيها، مثلت الراحلة أمام رشدي أباظة في أواخر الخمسينيات في فيلم «نساء في حياتي»، من إخراج فطين عبد الوهاب إلى جانب هند رستم. وجمع المخرج هنري بركات بين زبيدة ثروت و سعاد حسني في فيلم «الحب الضائع»، المأخوذ عن قصة طه حسين بالعنوان نفسه، كما مثلت مع النجم الشهير عمر الشريف في فيلم «في بيتنا رجل» عن قصة إحسان عبد القدوس في عام 1961، و قد مثل في الفيلم أيضا رشدي أباظة وحسن يوسف.
من بين أفلامها الأخيرة فيلم «المذنبون» للمخرج سعيد مرزوق مع حسين فهمي وسهير رمزي في أواخر عام 1975 و»لقاء هناك» مع نور الشريف في عام 1976 و «الحب الحرام» الذي تم تصويره في لبنان، إلى جانب أديب قدورة في عام 1976، ثم اعتزلت العمل في السينما .
ظهرت ثروت بعد ذلك في عدد من المسلسلات التلفزيونية و الأعمال المسرحية، ومن بينها «أنا وهي و مراتي» 1978 و»عائلة سعيدة جدا»1985 و»مين يقدر على ريم» 1987، قبل اعتزالها العمل الفني بنوعيه في أواخر الثمانينات.
وفقدت الساحة الفنية المصرية أيضا الممثل أحمد راتب الذي كان قبل أيام في كامل صحته و عافيته ، كما أوردت المواقع المصرية، و كان يعرض يوميا مسرحيته « بلد السلطان « مع الفنان محمود الجندي، و كان أيضا منهمكا في تصوير عدد من أعماله الجديدة، على غرار مسلسلي «الجماعة» و مسلسل « الأب الروحي «، قبل أن يتعرض أمس لأزمة قلبية أودت بحياته. الفنان أحمد راتب بدأ مشواره الفني وهو طفل، حيث كان يمارس التمثيل في المدرسة، وقد نمت موهبته عندما التحق بفرقة التمثيل بالجامعة أثناء دراسته بكلية الهندسة، ثم التحق بمعهد الفنون المسرحية وحصل على بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية، وكانت بدايته بالتلفزيون، ثم عمل بمسرح الطليعة والسينما، و قد اتسم أداؤه بالبساطة وعدم التكلف، كما اشتهر ببراعته في أداء الأدوار الكوميدية خاصة اللاذعة منها . نال جائزة مهرجان الإذاعة والتليفزيون المصري عن مسلسل «أم كلثوم» الذي أدى فيه دور الملحن رياض السنباطي كما شارك في أعمال من بطولة عادل إمام. و استطاع أن يؤدي أدواراً هامة في معظم الأفلام الحديثة. برصيد الفقيد أكثر من 300 عمل سينمائي ومسرحي وتلفزيوني، من بينها «بخيت وعديلة» و»الإرهابي» و»عمارة يعقوبيان» و»طيور الظلام».
ق.م