قمتان في بولوغين و الشلف و الصغار أمام تحديات صعبة لدخول التاريخ
تتواصل مباريات الدور 16 لمنافسة كأس الجزائر في نسختها 53، بإجراء 7 لقاءات عشية اليوم وظهيرة غد الجمعة، والتي ستكون من خلالها 6 أندية من الرابطة المحترفة الأولى، في رحلة البحث عن التذاكر المؤدية إلى ثمن النهائي، ولو أن المؤكد أن أحد الكبار سيجبر على توديع المنافسة، بتوقف مغامرته عند هذه المحطة، مادامت القرعة قد وضعت اتحاد العاصمة وشباب باتنة وجها لوجه.
من هذا المنطلق فإن الإثارة مرشحة لبلوغ ذروتها بملعب عمر حمادي، أين سيلاقي أبناء "سوسطارة" الضيف الباتني، في قمة تبقى مفتوحة على كل الاحتمالات.
مباراة تعد نسخة مكررة لنهائي طبعة 1997، لما توّج الاتحاد بالكأس إثر فوزه على "الكاب" بهدف وحيد، لكن المعطيات ستكون مغايرة هذه المرة، لأن الاتحاد ورغم استفادته من عاملي الأرض والجمهور، إلا أن نتائجه تراجعت بشكل ملحوظ في الجولات الثلاث الأخيرة للبطولة، بصرف النظر عن عقدة هذا الدور التي تبقى تلاحقهم، سيما بعد "نكسة" الموسم الفارط، لما توقفت مسيرته ببولوغين على يد الجار نادي بارادو، وهو الذي يحوز الرقم القياسي في تنشيط النهائي (16 مرة)، هذا دون تجاهل طموح أبناء الأوراس لتكرار الإنجاز التاريخي بتنشيط النهائي للمرة الثالثة، بعد نسختي 1997 و 2010.
قمة أخرى لا تقل إثارة، تلك التي سيحتضن أطوارها ملعب بومزراق بالشلف، حيث سيكون الموعد مع ديربي القاعدة الغربية، بين مولودية وهران و"الشلفاوة"، في "كلاسيكو" له طابع مميز، والصراع على زعامة الجهة الغربية ينحصر دوما بين هذين القطبين، خاصة بعد "حادثة" ماي 2008، والتي جرّت "الحمراوة" إلى الرابطة الثانية لأول مرة في التاريخ.
فالجمعية ستسعى لاستغلال فرصة اللعب في عقر الدار، للظفر بتذكرة المرور إلى الدور القادم، لكن المأمورية لن تكون سهلة، لأن المولودية الوهرانية تتواجد في "فورمة" عالية هذا الموسم، بدليل المشوار المميز الذي تؤديه في البطولة، وهي معطيات تبقي باب الإحتمالات مفتوحا على مصراعيه.
على صعيد آخر ستكون شبيبة القبائل على المحك خلال دوريتها نحو الجنوب، لمحاورة مستقبل الرويسات الناشط في بطولة الهواة، لأن الأزمة التي يمر بها الكناري، كفيلة بزيادة طموحات أبناء الرويسات في تحقيق إنجاز تاريخي، والسير على خطا الجار شباب بني ثور، وما حققه في بداية الألفية الجارية، وذلك بالاستثمار في هذه الوضعية ومواصلة المغامرة، فيما ستعمل التشكيلة القبائلية على استغلال منافسة الكأس لتضميد جراح البطولة واحتواء الأزمة في أسرع وقت، لأن الإقصاء في ورقلة ستكون عواقبه وخيمة، بتفجير البيت، سيما وأن المدرب التونسي الحيدوسي أصبح يجلس على كرسي قاذف.
إلى ذلك ستكون مولودية سعيدة واتحاد البليدة، على موعد مع قمة تقليدية هي الوحيدة في هذا الدور بين فريقين من الرابطة المحترفة الثانية، وتقاسمهما طموح العودة إلى قسم الكبار، يبقي باب الاحتمالات مفتوحا على مصراعيه، مع حيازة المولودية على أفضلية العوامل الكلاسيكية، لكن تشكيلة "الورود" تعودت على التألق خارج الديار، وهو ما يؤكده انجازها في الدور الماضي ببجاية.
هذا وسيصطدم بعض كبار الرابطة المحترفة بطموح أندية الأقسام السفلى، مع استفادة الصغار من فرصة اللعب داخل القواعد، كما هو الحال بالنسبة لوفاق سطيف، الذي يبقى دوما محظوظا في عملية القرعة، بنزوله ضيفا على جمعية سطاوالي أصغر سفير في هذا الدور، باعتبارها تنتمي إلى الجهوي الثاني، في موعد تاريخي للجمعية، لكن الوفاق ليس متعودا على ترك باب المفاجآت مفتوحا أمام منافسيه في مثل هذه الأدوار.
مولودية الجزائر ستواصل رحلة الدفاع عن تاجها بتيارت، أين ستلاقي شباب فرندة الناشط في بطولة ما بين الجهات، لكن كل المعطيات ترشح المولودية لتجاوز هذا المنعرج، سيما وأن تشكيلة المدرب مواسة تتواجد في أوج عطائها بتصدرها ترتيب البطولة.
أما أهلي البرج الباحث عن ثاني نهائي في تاريخه، سيكون على موعد مع سفرية شاقة إلى تلمسان لمواجهة شباب الحناية، في مقابلة غير متكافئة على الورق، وتصب كل حساباتها الأولية في رصيد "الجراد الأصفر" لكسب الرهان، لكن طموح الصغار في كتابة صفحة جديدة في تاريخ المنافسة يبقي التأشيرة في المزاد.
ص / فرطــاس