أنجبت 15 ابنا ولها 130حفيدا وتحن إلى عهد بومدين
تحصي الحاجة خديجة. ط ، 92 عاما ، سليلة عرش أولاد سعود ، ببلدية سيقوس في ولاية أم البواقي ، 130 حفيدا ،أنجبهم أبناؤها الـ 15 وهم 9 رجال و6 نساء ، خطف الموت منهم رجلين ، و أكدت للنصر، بأنها تحب الجميع،وأحب أبنائها إليها، البكر عاشور 72 سنة، وابنه البكر الحاسن ، وآخر العنقود سعاد 45 سنة، وابنتها الكبرى رونق ، و لا تزال تعرف الكثير منهم بالأسماء ، والبعض بآبائهم أو أمهاتهم، تسأل عن المريض منهم حتى يشفى ، وعن الغائب منهم حتى يعود.
التقت النصر بالحاجة خديجة في بيت ابنها عاشور ، بعد أن تم تحديد موعد اللقاء مع ابنها الحاج الخميسي ، وسط مدينة سيقوس، و اللافت أن ثقل العقود لم يؤثر كثيرا على مظهر الحاجة فهي تبدو أصغر من عمرها، كما لاحظنا وهي تدخل علينا غرفة الاستقبال بخطوات وئيدة ، علمنا من أبنائها أنها تعاني ثقلا في السمع ، وخفقانا في القلب ، عدا ذلك فهي تقيم صلواتها في وقتها ، تزور أبناءها بانتظام وترفض أن تكون ثقيلة على أي كان و تمارس حياتها بشكل طبيعي، و علق ابنها عاشور بأنها تفضل البقاء لمدة أطول في منازل بناتها خاصة البكر صاحبة الـ55 سنة.
الحاجة خديجة تؤرخ لولادة أبنائها ، بالحوادث التي مرت بها ، فالأكبر عاشور ولد عام التيفوئيد سنة 1944 وكان عمرها 20 سنة ، و أصيبت آنذاك بنفس المرض ، فأرضعته نساء عرش أولاد سعود ، حيث كان والده يحمله و يتوجه إلى كل امرأة تصله أخبار بأنها مرضعة ، حتى سمي ب" الجدي النكاع"بتعبير أهل المنطقة ، أي الذي يشرب من كثير من الأواني، في إشارة إلى كونه رضع من أكثر من امرأة، ليعود إلى حضن أمه الذي يبدو ، أن القوة التي قاومت بها المرض ، استمدتها من جبل الفرطاس الذي اشتهر مؤخرا بسقوط الطائرة العسكرية فوقه ، و الذي نشأت أسفله ، من الجهة المقابلة لبلدية سيقوس ، فنجت من الداء الذي فتك بآلاف الجزائريين في أربعينيات القرن الماضي . بهذه المنطقة عاشت الحاجة خديجة وأنجبت كل أبنائها ، إلى غاية سنة 1980 ،أين نزحت وعائلتها ، إلى مقر بلدية سيقوس ، مودّعة بذلك حياة فقر وبؤس وظروف قاسية، كما قال عاشور ، الذي هاجر إلى فرنسا سنة 1961 فساهم في تحسين ظروف العائلة ، على غرار الكثير من الجزائريين في ذلك الوقت ، لكنها ودعّت بعد عامين من ذلك ، سنة 1982 زوجها ورفيق دربها إلى مثواه الأخير. الحاجة خديجة تؤرخ إضافة إلى ذلك، إلى ميلاد ابنها الخميسي الوحيد الذي يسكن بعيدا عنها بالخروب ، بعام :» الساليقان « الذي دعمت فيه فرنسا جيشها بجنود جلبتهم من إفريقيا السوداء ، سنة 1955 ، أما بقية أبنائها فتربط ميلادهم بالمناسبات الدينية أو الفصول ، على غرار كل كبار السن من الجزائريين ، الذين لم يسعفهم في ولوج المدارس ، وعاشوا بين براثن الأمية طوال حياتهم. و أضافت الحاجة التي تعرف الكثير من أحفادها بأسمائهم، ومن لا تذكر اسمه تنسبه لأمه وأبيه ، حيث أنها تعرف أسماء كل أحفادها من الجيل الأول ، و تزورهم كلهم، لأنهم يسكنون قريبا من منزل ابنها عاشور.
و يزورها أبناؤها يوميا للاطمئنان على صحتها ، باستثناء ابنتين تقطنان ببسكرة ، لكنهما تتصلان يوميا للسؤال عن أحوالها ، ويقول ابنها الحاج بأن كل من يسافر من الأبناء أو الأحفاد تكون أول هدية يحضرها من نصيب الحاجة خديجة، فلا يكاد يصله الدور ليقدم لها هداياه ، خاصة و أنه دائم الترحال بين الصين ودبي وتركيا ، و في كل مرة يعود فيها، تكون أول هدية لها ، ولا يهنأ له بال وهو خارج الوطن، دون أن يسأل عن أحوالها يوميا بدوره.
و أضاف محدثنا و شقيقه الخميسي أن عدد أفراد العائلة الكبير يسبب لهما حرجا في المناسبات والأفراح، ما يجعلهم يكتفون بدعوة الأقربين دون غيرهم ، فالأبناء والأحفاد وأبناء الأحفاد وزوجاتهم وأصهارهم ، يشكلون بعددهم ما يكفي للاحتفال بمناسبة سارة.
الحاجة قالت لنا بأنها تهتم بالسياسة وتحن كثيرا لعهد الرئيس هواري بومدين ، و فرحت كثيرا بتولي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة رئاسة الجزائر ، واعتبرت ذلك بمثابة عودة لبومدين ، ويقول ابنها أنها دائما تسأل عنه وتدعو له ، منذ تعرضه لوعكة صحية، وفرحت بشفائه و عودته و ظهوره على شاشات التليفزيون. ص/ رضوان