الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

الحاجة خديجة تحتفظ بذاكرة قوية في الثانية والتسعين


أنجبت 15 ابنا ولها 130حفيدا وتحن إلى عهد بومدين
تحصي الحاجة خديجة. ط ، 92 عاما ، سليلة عرش أولاد سعود ، ببلدية سيقوس في ولاية أم البواقي ، 130 حفيدا ،أنجبهم أبناؤها الـ 15 وهم 9 رجال و6 نساء ، خطف الموت منهم رجلين ، و أكدت للنصر، بأنها تحب الجميع،وأحب أبنائها إليها،  البكر عاشور 72 سنة، وابنه البكر الحاسن ، وآخر العنقود سعاد 45 سنة، وابنتها الكبرى رونق ، و لا تزال تعرف الكثير منهم بالأسماء ، والبعض بآبائهم أو أمهاتهم، تسأل عن المريض منهم حتى يشفى ، وعن الغائب منهم حتى يعود.
التقت النصر بالحاجة خديجة في بيت ابنها عاشور ، بعد أن تم تحديد موعد اللقاء مع ابنها الحاج الخميسي ، وسط مدينة سيقوس، و اللافت أن ثقل العقود لم يؤثر كثيرا على مظهر الحاجة فهي تبدو أصغر من عمرها، كما لاحظنا وهي تدخل علينا غرفة الاستقبال بخطوات وئيدة ، علمنا من أبنائها أنها تعاني ثقلا في السمع ، وخفقانا في القلب ، عدا ذلك فهي تقيم صلواتها في وقتها ، تزور أبناءها بانتظام وترفض أن تكون ثقيلة على أي كان و تمارس حياتها بشكل طبيعي، و علق ابنها عاشور بأنها تفضل البقاء لمدة أطول في منازل بناتها خاصة البكر صاحبة الـ55 سنة.
  الحاجة خديجة تؤرخ لولادة أبنائها ، بالحوادث التي مرت بها ، فالأكبر عاشور ولد عام التيفوئيد سنة 1944 وكان عمرها 20 سنة ، و أصيبت آنذاك بنفس المرض ، فأرضعته نساء عرش أولاد سعود ، حيث كان  والده يحمله و يتوجه إلى كل امرأة تصله أخبار بأنها مرضعة ، حتى سمي ب" الجدي النكاع"بتعبير أهل المنطقة ، أي الذي يشرب من كثير من الأواني، في إشارة إلى كونه رضع من أكثر من امرأة، ليعود إلى حضن أمه الذي يبدو ، أن القوة التي قاومت بها المرض ، استمدتها من جبل الفرطاس الذي اشتهر مؤخرا بسقوط الطائرة العسكرية فوقه ، و الذي نشأت أسفله ، من الجهة المقابلة لبلدية سيقوس ، فنجت من الداء الذي فتك بآلاف الجزائريين في أربعينيات القرن الماضي .  بهذه المنطقة عاشت الحاجة خديجة وأنجبت كل أبنائها ، إلى غاية سنة 1980 ،أين نزحت وعائلتها ، إلى مقر بلدية سيقوس ، مودّعة بذلك حياة فقر وبؤس وظروف قاسية، كما قال عاشور ، الذي هاجر إلى فرنسا سنة 1961 فساهم في تحسين ظروف العائلة ، على غرار الكثير من الجزائريين في ذلك الوقت ، لكنها ودعّت بعد عامين من ذلك ، سنة 1982 زوجها ورفيق دربها إلى مثواه الأخير. الحاجة خديجة تؤرخ إضافة إلى ذلك، إلى ميلاد ابنها الخميسي الوحيد الذي يسكن بعيدا عنها بالخروب ، بعام :» الساليقان « الذي دعمت فيه فرنسا جيشها بجنود جلبتهم من إفريقيا السوداء ، سنة 1955 ، أما بقية أبنائها فتربط ميلادهم بالمناسبات الدينية أو الفصول   ، على غرار كل كبار السن من الجزائريين ، الذين لم يسعفهم في ولوج المدارس ، وعاشوا بين براثن الأمية طوال حياتهم. و أضافت الحاجة التي تعرف الكثير من أحفادها بأسمائهم، ومن لا تذكر اسمه تنسبه لأمه وأبيه ، حيث أنها تعرف أسماء كل أحفادها من الجيل الأول ، و تزورهم كلهم،  لأنهم يسكنون قريبا من منزل ابنها عاشور.
 و يزورها أبناؤها  يوميا للاطمئنان على صحتها ، باستثناء ابنتين  تقطنان ببسكرة ، لكنهما تتصلان يوميا للسؤال عن أحوالها ، ويقول ابنها الحاج بأن كل من يسافر من الأبناء أو الأحفاد تكون أول هدية يحضرها من نصيب الحاجة خديجة، فلا يكاد يصله الدور  ليقدم لها هداياه ، خاصة و أنه دائم الترحال بين الصين ودبي وتركيا ، و في كل مرة يعود فيها، تكون أول هدية لها ، ولا يهنأ له بال وهو خارج الوطن، دون أن يسأل عن أحوالها يوميا بدوره.
و أضاف محدثنا و شقيقه  الخميسي أن عدد أفراد العائلة الكبير يسبب لهما حرجا في المناسبات والأفراح،  ما يجعلهم يكتفون بدعوة الأقربين دون غيرهم ، فالأبناء والأحفاد وأبناء الأحفاد وزوجاتهم وأصهارهم ، يشكلون بعددهم ما يكفي للاحتفال بمناسبة سارة.
الحاجة قالت لنا بأنها تهتم بالسياسة وتحن كثيرا لعهد الرئيس هواري بومدين ، و فرحت كثيرا بتولي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة رئاسة الجزائر ، واعتبرت ذلك بمثابة عودة لبومدين ، ويقول ابنها أنها دائما تسأل عنه وتدعو له ، منذ  تعرضه لوعكة صحية، وفرحت بشفائه و عودته و ظهوره على شاشات التليفزيون.              ص/ رضوان

جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com