نشرت قبل أيام (21مارس الجاري ) صفحة أمازينغ مايبس عبر حسابها على تويتر تفاصيل مسح للآراء أجرته منظمة غالوب الأمريكية المختصة في الاستشارات الإدارية والموارد البشرية والإحصاء و السبر أنجزته سنة 2013 عن الدولة التي تشكل خطرا على السلام العالمي في منظور شعوب مختلف القارات وقد شمل الاستطلاع عينة من 64000 شخص موزعين على 65 دولة طرح عليهم سؤال واحد هو : برأيكم ما هي الدولة التي تهدد السلم في العالم؟
نتائج المسح حملت مفاجأة من العيار الثقيل بعد أن حلت الولايات المتحدة في المركز الأول عكس ما تدفع إليه " البروبغندا " الحاصلة في هذا البلد من أجل تصدير نموذجه في الديمقراطية و حقوق الإنسان على ظهر الدبابات والطائرات الحربية ..وقد نشرت هذه النتائج كما هو مبين في الصورة عبر خارطة تظهر البلدان ال65 التي شملها الاستطلاع مغطاة بصورة علم الدولة التي تعتبر أنها أكبر خطر على السلام العالمي..
وقد جاء الجزائريون في الدراسة وحدهم في المنطقة المغاربية وشمال إفريقيا من صنّف أمريكا في المرتبة الأولى خلافا لجيرانهم في المغرب و تونس الذين قالوا على غرار العراقيين من سائر العرب أن إسرائيل هي أول مهدد جدي للسلام في العالم...
وعلى غرار الجزائريين الذين يعرفون يقينا أن إسرائيل لا يقوى كيانها على خلق خطر بهذه الجسامة ولو في الشرق الأوسط فقط لولا الدعم الأمريكي سياسيا،ماليا ،لوجيستيكيا وبالفيتو في مجلس الأمن..أجمع المستجوبون في الاستطلاع من أمريكا اللاتينية على أن جارهم القوي في الشمال هو مصدر الخطر حيث عبر عن ذلك كل من الأرجنتينيين ،البيروفيين ، الكولومبيين ، المكسيكيين و البرازيليين.
المفاجأة جاءت كذلك من كون بلدان تعرف بأنها حليفة تقليدية للولايات المتحدة كان لسكانها نفس الرأي حيث أشار معظم المستجوبين في استراليا ،ألمانيا ، السويد و فنلندا..بالبنان لأمريكا ووضعوها على رأس القائمة مثلهم مثل الروس والصينيين الذي بدت إجابتهم بديهية ومنتظرة للاعتبارات المعروفة منذ الحرب الباردة و صراع القطبية والنفوذ وكذا المخلفات التاريخية ..وهي ذات الاعتبارات التي جعلت مثلا اليابانيين و الفيتناميين يرتقبون الخطر الأكبر من الصين و البولونيين يضعون روسيا في المرتبة الأولى والكوريون في الجنوب يضعون دولة إخوانهم في شمال شبه الجزيرة الكورية.
وجاء واضحا في الاستطلاع أن نتائجه تمخضت في غالبها عن مقتضيات وظروف جيو سياسية كانت سائدة قبل عامين من الآن حيث أن الأوكرانيين مثلا صنفوا بدورهم الولايات المتحدة كأكبر خطر على السلم العالمي وليس روسيا لأن الاستفتاء سبق بنحو عام الحركة الانفصالية في شبه جزيرة القرم والحرب القائمة في شرق هذا البلد بتورط روسي فيها ..