السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق لـ 21 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

المحلل السياسي والباحث في العلاقات الدولية الدكتور يوسف بن يزة للنصر

الجــزائر تــقــود مــبــادرة جــديــدة لإقــرار المــصــالــحة في لــيـبيــا
أفاد المحلل السياسي والباحث في العلاقات الدولية الدكتور يوسف بن يزة، أن هناك مبادرة جديدة للوساطة لإقرار المصالحة في ليبيا تقوم بها الجزائر، مشيرا إلى التحول الكبير في موقف المارشال خليفة حفتر وزيارته للجزائر ، إضافة إلى زيارة رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبي فايز السراج، موضحا في السياق ذاته أن الجزائر ربحت أطرافا من داخل ليبيا ومن خارجها و قال أن ذلك يعتبر خطوة جيدة  ومكسبا كبيرا في مسار حل الأزمة الليبية ،  وأضاف أن الدبلوماسية الجزائرية لديها مبادئ ونظرة عميقة للأحداث وأن الجزائر تراهن دائما أن تكون طرفا في الحلول ولا تكون طرفا في المشكلات
 • النصر: يقوم رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبي فايز السراج بزيارة ثانية للجزائر وتأتي بعد تلك التي قام بها المار يشال خليفة حفتر في الأيام الماضية ، إلى أي حد يمكن أن ينجح المسعى الذي تقوم به الجزائر لحلحلة الأزمة في ليبيا؟
• يوسف بن يزة: أعتقد أن هناك مبادرة جديدة للوساطة في ليبيا لم تتضح معالمها بعد خاصة مع التحول الكبير الذي حصل في موقف الماريشال خليفة حفتر وزيارته إلى الجزائر والتي لم يعلن عن الفحوى الحقيقي لها، لكن يبدو أن الدبلوماسية الجزائرية استطاعت أن تفتح ثغرة أخرى في جدار الفرقاء الليبيين من خلال استقطاب حفتر وهذا مكسب كبير يخدم مسار المبادرة الجديدة لإقرار المصالحة في ليبيا، لكن ما زال هناك إشكالات أخرى مع باقي الفصائل وخاصة ما يسمى بداعش ولكن من الناحية السياسية فإن الجهود الجزائرية كللت بكسب موقف ممتاز بانضمام حفتر، وما وراء حفترـ باعتبار أن هناك قوى إقليمية تدعم هذا الأخير وبالتالي لما تنجح الجزائر في الانتقال إلى مرحلة أخرى وهي مرحلة الوساطة فهي ربحت بذلك أطرافا من داخل ليبيا ومن خارجها ، اعتقد أنها خطوة جيدة  ومكسب كبير في مسار الحل، و الأزمة الليبية معقدة جدا وبالتالي كلما نحصل على تقدم على مستوى جبهة معينة فهي نتيجة إيجابية، لكن حل الأزمة في ليبيا يوجد فيه تقاطع كبير من العوامل داخلية وخارجية وهناك عوامل إثنية واجتماعية قبلية، حيث توجد إشكالات كثيرة لذلك لا يجب أن نكون متفائلين أكثر مما يجب، لكن  يمكن القول أن هناك مكسب كبير ، خاصة إذا اتضحت معالم المبادرة للمصالحة في ليبيا  والتي هي مبادرة جديدة  تطرحها الجزائر وقد كانت للجزائر أيضا  من قبل مبادرة و لها مواقف بارزة في إطار رفض الحل الخارجي ورفض الحل العسكري، حيث أنها تراهن على مساهمة الأطراف الداخلية ومن بينها التيار الذي يقوده حفتر.
الجزائر ربحت أطرافا من داخل ليبيا ومن خارجها
• النصر : ماذا عن المخاوف من احتمال انتقال عناصر داعش إلى ليبيا والمخاطر المحدقة بدول الجوار؟
• يوسف بن يزة :  هذه مشكلة كبيرة ، قبل حوالي شهر، لما كانت هناك معركة كبيرة في الموصل والرقة وتلاشي  عناصر داعش، كان هناك طرح بإمكانية تسفير عناصر داعش إلى ليبيا وهذا ما قد يحصل لأن المخارج سهلة ويمكن أن يتم ذلك عبر البحر أو جهات معينة ليلتحقوا بليبيا ، وممكن إذا تم التخلص من النزاعات الموجودة بين الفصائل المسلحة في ليبيا وتم التوصل إلى حل جزئي معين ، ستكون بعدها مواجهة كبيرة مع ما يسمى بداعش والذي هو معروف في عقيدته وفلسفته أنه لا يقبل الحوار وليس لديه أنصاف حلول ولا يمكن إدخاله في مسعى لحل سياسي أو سلمي وبالتالي إذا  وضعت الأطراف الليبية المتنازعة والفصائل المختلفة السلاح وتشكل جيش وطني ليبي فستكون له مهمة محاربة داعش الذي لا توجد معه أي حلول سياسية   وإنما الحل العسكري هو الحل، وفي حالة  الحرب على داعش داخل ليبيا فسيحاول هذا التنظيم أن يتسرب إلى بلدان الجوار، والجزائر من منظوري تبقى عصية على هذا التنظيم بسبب الخبرة في مكافحة مثل هذه التنظيمات وبسبب القدرات العسكرية وستكون تونس خيار داعش بسبب الرخاوة الأمنية الموجودة، ولكن على الاستراتيجية الدفاعية الجزائرية أن  تضع من تونس كمركز متقدم للدفاع عن الجزائر، لأنك إذا أردت أن تدافع على الجزائر، فعليك أن تدافع على تونس أيضا ، فالوضع  معروف في تونس، فالجيش غير قادر على الدفاع كما ينبغي  في ظل وجود عدد كبير من أعضاء هذا التنظيم تونسيين ، فأكثر من 6 آلاف تونسي ضمن التنظيم يعرفون الجغرافيا ويشكلون خطرا على تونس وبالتالي الاستراتيجية الدفاعية الجزائرية عليها أن تمتد بالتنسيق مع الحكومة التونسية إلى التراب التونسي حتى لا يأتينا الخطر من جهة تونس، كما أنه يجب أن تكون الحدود مع ليبيا مصونة.
الدبلوماسية الجزائرية لديها مبادئ ونظرة عميقة للأحداث
• النصر:  الدبلوماسية الجزائرية برزت كعادتها على المستوى الإقليمي والدولي ماذا تقولون في هذا الشأن؟ 
• يوسف بن يزة: يمكن القول أن الدبلوماسية الجزائرية استرجعت عصرها الذهبي وهي ليست المرة الأولى التي تكون فيها فاعلة إقليميا ودوليا، لكن خلال الأزمة في التسعينات تراجعت قليلا،  و لدينا تقاليد معروفة منذ الستينيات وحتى خلال الثورة التحريرية فالدبلوماسية الجزائرية لديها مبادئ ونظرة عميقة للأحداث و ممكن أن تتراجع في فترات معينة والجزائر تراهن دائما أن تكون طرفا في الحلول ولا تكون طرفا في المشكلات و نحن نرى موقفها إزاء ما يحدث في الشرق الأوسط،  في سوريا وغير ذلك.
مراد - ح

جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com