خبراء يدعون إلى الاهتمام بالريف لتطوير الاقتصاد
دعا خبراء الزراعة المجتمعون بقالمة أمس الأربعاء إلى مزيد من العمل الميداني الجاد لتطوير الاقتصاد الريفي بالجزائر ومساعدة المجتمعات الريفية على الاندماج أكثر في برنامج التجديد الفلاحي، الذي أطلقته وزارة الفلاحة في السنوات الأخيرة من خلال زيادة الاهتمام بالمجتمعات الريفية ودعمها بالكوادر التقنية، لتحريك التنمية بالمناطق الجبلية الفقيرة و تحسين معيشة سكانها و تحويلهم إلى قوة اقتصادية مستقبلية، يعول عليها لتحقيق الأمن الغذائي، الذي أصبح رهانا صعبا و ضرورة ملحة للانتقال إلى اقتصاد بديل .
وقال المتدخلون في الملتقى الوطني للإرشاد الفلاحي بأنه حان الوقت لإعطاء مزيد من الاهتمام للمجتمعات الريفية و دعم الكوادر التقنية الزراعية العاملة بالأقاليم الريفية لتحقيق الاندماج الفعال لهذه المجتمعات في المسعى الاقتصادي الوطني، بغية تحقيق الأمن الغذائي لهذه المجتمعات أولا، ثم الدفع بها لتكون سندا قويا في التنمية و التوجه نحو الاقتصاد البديل.
و تحدث خبراء من وزارة الفلاحة و من مختلف المديريات الفلاحية الولائية و المعاهد المتخصصة والجامعات عن السبل الكفيلة بإنجاح مسعى التجديد الريفي وذلك بالتواجد المستمر لخبراء الإرشاد الفلاحي وسط المجتمعات الريفية، و قيامهم بمتابعة المشاريع المنجزة و مساعدة المستثمرين على بناء منظومة زراعية ريفية متكاملة و مندمجة مع بعضها البعض، و أعطوا مثالا على ذلك بمشاريع تربية أسماك المياه العذبة في أحواض السقي و استعمالها في زيادة دخل العائلات و تكثيف الزراعة لأن بقايا أسماك المياه العذبة مفيدة في تحسين الإنتاج و رفع المردود لتحقيق مزيد من الأرباح تعود بالفائدة على السكان الذين يمارسون الأنشطة الزراعية و الرعوية في المناطق الريفية. و ركز المشاركون في الملتقى على ضرورة مرافقة سكان الأرياف و تزويدهم بالتقنيات و المعلومات اللازمة لإنجاح مشاريع تربية الأسماك و الدواجن و الأغنام و الأبقار، و كذا الأشجار المثمرة وزراعة الحبوب و الخضر و البقول الجافة وتربية النحل و غيرها من مشاريع التجديد الريفي التي أطلقتها الدولة منذ عدة سنوات لتطوير الاقتصاد الذي مر بمرحلة صعبة منتصف التسعينات و وصل إلى مرحلة الانهيار التام في العديد من المناطق التي تحولت إلى مناطق مهجورة.
وتم خلال اللقاء عرض بعض التجارب الزراعية الريفية الناجحة في شتى جهات الوطن و تقييم نتائج البحوث و الدراسات المتوصل إليها من طرف خبراء الزراعة العاملين في الميدان و كذا مساهمة الشركاء الآخرين في مسعى التجديد الريفي حيث تعد المشاريع الأخرى كالطرقات و السكن و التعليم و توفير الكهرباء و المياه من بين العوامل المساعدة على تطوير الاقتصاد الريفي و ضمان استقرار السكان و تحسين ظروفهم الاجتماعية.
و يراهن خبراء الزراعة على الإرشاد الفلاحي و المرافقة التقنية للمزارعين الصغار من أجل تطوير و إنجاح مشاريع التجديد الريفي و تغيير أساليب و أنماط العمل القديمة، التي تجاوزتها الأحداث و لم تعد مجدية و لا قادرة على تحقيق الأهداف المسطرة.
ويشكو الفلاحون وأصحاب الأنشطة الرعوية البسيطة في المناطق الريفية من نقص في المردود و ضعف التقنية و المكننة و التكوين، بالإضافة إلى مشاكل أخرى كنقص العمالة المؤهلة في مجال الزراعة و وضعية العقار الزراعي و عوامل الجفاف و ارتفاع تكاليف الإنتاج بعد أن سيطر كبار التجار و السماسرة على سوق المعدات و التجهيزات و البذور و الأسمدة و الأدوية، و غيرها من الوسائل الضرورية في مجال زراعة الحبوب و الخضر و الفواكه و تربية الأغنام و الدواجن و الأبقار المنتجة للحليب و اللحوم. فريد.غ