الجزائري لا يقرأ سوى 18 صفحة في السنة والتعليم أهمل المطالعة
تحدث الباحث محفوظ سينية في حوار للنصر عن تدني مستوى المطالعة في الجزائر بشكل خطير خلال السنوات الأخيرة مع الاستخدام اللافت للتكنولوجيا الحديثة خاصة الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وأوضح بأن معدل القراءة في الجزائر يمثل 6.8 بالمائة، والجزائري يقرأ حسبه 18 صفحة في السنة فقط، بمعدل دقيقتين في اليوم، مشيرا في هذا الحوار إلى أن هذه الإحصائيات رسمية وقدمت من طرف الرابطة الجزائرية للفكر والثقافة.
في رأيك لماذا نسبة المطالعة في الوطن العربي والجزائر ضعيفة؟
أعتقد بأن هذا التدني في المطالعة في الجزائر والوطن العربي مرتبط بالتوجه الكبير للمجتمع نحو التكنولوجيا كالفايسبوك ومختلف الوسائط الاجتماعية الأخرى التي عوضت الكتاب، وأصبح المواطن يتوجه نحو هذه الوسائل وأهمل الكتاب، إلى جانب ذلك المطالعة لا تلقى الاهتمام في الوسط العائلي والمدرسي، ونؤكد لك بأن المقروئية يجب أن يؤسس لها في الأسرة على أن تتوسع وتنمو في الوسط المدرسي، كما أن لدى الجزائري كل شيء قابل للاستهلاك ما عدا الكتاب، بحيث رغم الإقبال الكبير على اقتناء الكتب خاصة في معرض الكتاب الدولي إلا أن المطالعة ضعيفة، وفي نفس الوقت المكتبات غير متوفرة بالعدد الكافي في المدارس الابتدائية والمتوسطات والثانويات، وما وجد منها، عدد الكتب فيها قليل، أما في المكتبات الخارجية أسعار الكتب تعد مرتفعة خاصة منها ذات القيمة الكبيرة، و بذلك كل هذه المعطيات أثرت على نسبة المقروئية لدى الجزائري، بحيث تشير إحصائيات الرابطة الجزائرية للفكر والثقافة التي قدمت في ملتقى واقع المقروئية في الجزائر بأن نسبة المقروئية في الجزائر تمثل 6.8بالمائة، والجزائري المهتم يقرأ 18صفحة في السنة، كما تشير نفس الإحصائيات إلى أن الجزائري يقرأ دقيقتين في السنة، وكل هذه المعطيات تشير إلى التدني الخطير لنسبة المطالعة، على عكس عدة دول متقدمة تشير الإحصائيات فيها إلى أن المواطن يقرأ أزيد من مائتي كتاب في السنة، بحيث في الولايات المتحدة الأمريكية يقرأ المواطن المهتم فيها 260كتابا سنويا، وفي انجلترا 250كتابا، وفي فرنسا 240كتابا، أما معدل القراءة لدى المواطن العربي المهتم فيقدر بكتاب واحد في السنة وهو فرق شاسع مع غيره من مواطني الدول المتقدمة.
هل الدولة وفرت الظروف والإمكانيات المناسبة للمطالعة؟
نعم الإمكانيات متوفرة رغم أنها غير كافية، ولاحظنا في السنوات الأخيرة مدى الاهتمام الذي أولته وزارة الثقافة لفعل المطالعة خاصة في أوساط الأطفال، بحيث تنظم سنويا مهرجان القراءة في احتفال في كل ولايات الوطن ويمس هذا المهرجان بلديات عديدة، إلى جانب المكتبة المتنقلة التي تجوب الشوارع والأحياء، بالإضافة إلى المكتبات البلدية التي أنجزت رغم أنها لم تلعب الدور الكبير في التحفيز على القراءة وعدد كبير منها لا يزال مغلقا، وفي نفس الوقت بادرت شركة اتصالات الجزائر بإطلاق المكتبة الرقمية، والتي يتم الاشتراك فيها بمبلغ سنوي رمزي يقدر ب400دينار جزائري، وبالمقابل يتسنى للمشترك الاطلاع على آلاف الكتب وفي مختلف التخصصات، وكل هذه المعطيات تشير إلى مدى الاهتمام الذي توليه الحكومة للقراءة إلا أن المواطن لا يزال يهمل هذا الجانب المهم في حياته، بحيث تعتبر المطالعة غذاء فكريا للعقول.
ماذا عن المنظومة التربوية، هل في رأيك أعطت قيمة للقراءة والمطالعة و حفزت التلاميذ على ذلك؟
البرامج المدرسية الحالية مكثفة ولا يوجد الوقت الكافي لدى التلميذ حتى يطالع، وفي نفس الوقت المنظومة التربوية لم تعط أهمية كبيرة للمطالعة والقراءة، من خلال إهمال مادة القراءة، وأقترح في هذا الجانب ضرورة إدراج مادة القراءة أو المطالعة في المقرر المدرسي وإعطائها معاملات كبيرة حتى تلقى الاهتمام الكبير من طرف التلاميذ وأوليائهم وتحفيزهم على المطالعة، ولعل من أهم أسباب عدم تحكم التلاميذ طيلة مسارهم الدراسي في اللغات خاصة العربية والفرنسية يعود إلى ضعف المطالعة لديهم، كما نشير في هذا الجانب من خلال دراسات ميدانية قمنا بها توصلنا من خلالها إلى أن رسوب التلاميذ في مادة الرياضيات يعود إلى عدم فهمهم للصياغة، ولو تم تبسيط العبارات للتلميذ لتمكن من الفهم والإجابة، وهذا مرتبط هو الآخر بضعف القراءة والمطالعة، كما لا نغفل في هذا الجانب أيضا مسؤولية العائلة التي تهمل هي الأخرى المطالعة ولا تساهم في تنشئة الأطفال على هذا الفعل رغم أن الدين الإسلامي يحث على القراءة والتعلم، ونؤكد في هذه النقطة على أن الأولياء لهم دور كبير في تحفيز أبنائهم على المطالعة، كما على المساجد والمؤسسات التربوية ووسائل الإعلام أن تساهم في عملية التحسيس بأهمية المطالعة والقراءة التي تساعد بشكل كبير في عملية التعلم والفهم، إلى جانب ذلك للمطالعة أهمية كبيرة في الدفاع عن النفس واتخاذ القرارات الصائبة، كما تساعد التلميذ طيلة مشواره الدراسي ويتمكن من القدرة على التعبير، كما تمكنه من التحكم في اللغات ولا ننسى أيضا بأن الشخص الذي يطالع تكون له مكانة في المجتمع ويكون شخصية قوية من خلال درايته بمواضيع عديدة في مجالات مختلفة، بالإضافة إلى ذلك الشخص الذي يطالع يملك القدرة على الاتصال الجيد .
حاوره: نورالدين-ع