استعدادات لإطلاق جمعية لمساعدة الفنانين الذين يعانون ظروفا صعبة
شرع مطرب المالوف محمد توفيق بن طيار في الاستعدادات و الاتصالات اللازمة من أجل إنشاء جمعية أو مؤسسة ذات طابع اجتماعي خيري وتضامني ترمي إلى مساعدة مطربي وموسيقيي المالوف الذين قدموا الكثير للفن الجزائري، و يمرون حاليا بظروف صحية و اجتماعية صعبة، مشيرا إلى أن الجمعية ستكون في البداية جهوية، مقرها بقسنطينة، على أن تأخذ لاحقا طابعا وطنيا و تشمل كافة الفنانين الجزائريين في مختلف المجالات.
ابن ميلة أوضح في اتصال بالنصر، بأن الخطوة الأولى لتجسيد المشروع ستنطلق بعد حوالي أسبوعين ، بتنظيم جلسة عمل مع ممثلين اثنين( 02) لفناني المالوف بولايات قسنطينة، سكيكدة، عنابة، قالمة، سوق أهراس ، بسكرة و ميلة، قبل الانطلاق في الإجراءات الإدارية من أجل الحصول على الاعتماد من الجهات المعنية، مشيرا إلى أن هذه المبادرة شخصية، لأنه كمطرب و موسيقي احتك بالكثير من الفنانين، خاصة بالشرق الجزائري، الذين كانوا ذات يوم في واجهة الفن و الإبداع ببلادنا ، لكنهم وجدوا أنفسهم بعد مسار طويل من العطاء و التضحيات، على فراش المرض و في قبضة الفاقة، يتخبطون في ظروف مزرية دون تأمين صحي، أو دخل قار، و يعانون أكثر من النسيان و التهميش و إهمال السلطات، إلى أن يخطفهم الموت فجأة، و هم محبطون يائسون .
و أضاف محدثنا بأن الجمعية ستعتمد من أجل مد يد العون للفئة الهشة و المهمشة من الفنانين، ليتمكنوا من العلاج و تلبية احتياجاتهم المختلفة، على تبرعات المنخرطين و المحسنين، و كذا عائدات الحفلات التي ستنظمها لفائدتهم. و تابع بأنه أجرى اتصالات و مشاورات مع العديد من زملائه بهذا الشأن، و يطمح لأن تصبح الجمعية لاحقا، بفضل تكاثف جهود أعضائها و المحسنين، وطنية تساعد كافة الفنانين الجزائريين بشكل لا يمس بكرامتهم و كبريائهم.
الباحث و الفنان القسنطيني مولود بن سعيد قال من جهته في اتصال بالنصر، بأن وفاة عميد المالوف محمد الطاهر الفرقاني في 7 ديسمبر الفارط، جعلته و العديد من الفنانين و من بينهم زميله محمد توفيق بن طيار يفكرون في البداية في إنشاء مؤسسة باسم الحاج لتخليد مساره و روائعه الفنية، باعتبارها تراث وطني يملكه كل الجزائريين، كما أن الفقيد هو من أضفى البعد الدولي على المالوف، إذ صدح به و عرف به الجماهير بمختلف دول الشرق و الغرب، لكن تم الاتفاق على تأجيل المشروع إلى وقت لاحق، ليتسنى التحضير له جيدا، كما قال محدثنا.
و أضاف بأن صديقه الفنان محمد توفيق بن طيار، استشاره بخصوص فكرة إنشاء جمعية أو مؤسسة جهوية ذات طابع خيري تضامني لمساعدة الفنانين الذين يعانون من مشاكل مادية و صحية صعبة، فشجعه على ذلك، لأنه على اطلاع دائم على الظروف المزرية التي يعيشها العديد من الفنانين. و تابع «بدل أن نقول الفنان الفلاني مسكين، أو نلتزم بالصمت و اللامبالاة، فلنستقبله أو نزوره و نتركه يعبر عن حاله ونوصل رسالته، من خلال الجمعية، إلى السلطات و كل الجزائريين ونتحمل مسؤوليتنا إزاءه، لأنه قدم الكثير للساحة الفنية الجزائرية ولا يستحق الجحود و التهميش».
وأشار محدثنا بأن بن طيار بادر بالتبرع بشقة فاخرة بقسنطينة، كمقر للجمعية، و يتمنى أن يحذو حذوه بقية الفنانين و المهتمين بالفن وكافة المحسنين في هبة تضامنية قوية لمؤازرة أكبر عدد ممكن من الفنانين الذين هم في وضعية صعبة، مشيرا إلى أن الجمعية مفتوحة للجميع و ستشمل في البداية ولايات الشرق الجزائري التي تشكل فروعا لمدرسة المالوف القسنطيني، ثم تتسع لاحقا إلى مختلف الولايات الأخرى.
إلهام.ط