نعمل على استرجاع رفات شهداء المقاومة من المتاحف الأجنبية
كشف وزير المجاهدين الطيب زيتوني أمس من بسكرة أن العمل متواصل لاسترجاع واستعادة رفات وجماجم شهداء المقاومة الشعبية من المتاحف المتواجدة وراء البحار، لإعادة دفنها بمقابر الوطن في إطار الاهتمام بتاريخنا المجيد الحافل بالبطولات، والحرص على الدفاع عن ذاكرة الأمة و رموز المقاومة الوطنية .و دعا الوزير زيتوني لدى إشرافه على افتتاح الملتقى الوطني للمقاومة الوطنية في منطقة الزيبان خلال القرن التاسع عشر المنظم بالمتحف الجهوي للمجاهد العقيد محمد شعباني ببسكرة، إلى ضرورة العناية بتدريس تاريخ الجزائر المجيد لأبنائنا و تعميق معرفة التاريخ المشرف لديهم لاكتساب المناعة اللازمة، معتبرا إصدارات المؤرخين والباحثين من كتب ومؤلفات ركيزة لبناء المدرسة الجزائرية التاريخية المعاصرة.
وشدد الوزير في كلمته على أهمية إيصال قيم ومبادئ وأحداث الثورة التي هي مفخرة للجزائريين للأجيال المتلاحقة واعتبرها ضرورة ملحة تفرضها الظروف الراهنة، بما يسمح بالتكفل بالآمال المعلقة على الأجيال القادمة للحفاظ على مقوماتها و صون رسالة الشهداء من خلال العمل بالتزام و صدق كامل.
وأكد وزير المجاهدين أن الهدف من إحياء المناسبات التاريخية على غرار المقاومة في منطقة بسكرة التي وصفها بأصل التاريخ المجيد وبرنامج للإخلاص والوفاء، هو الوقوف على إنجازات و مجهودات أبناء الشعب الجزائري في إطار تطبيق برنامج رئيس الجمهورية من أجل مزيد من النجاحات في كنف السلم والأمن و الاستقرار، كما أنها تهدف إلى تغذية الذاكرة الجماعية للجزائريين باستمرار ومكافحة ثقافة النسيان للمحافظة على العمق الحضاري والشخصية الوطنية، التي أراد الاستعمار طمسها من خلال أساليب البطش والتقتيل و انتهاك الحرمات.
وأبرز الوزير زيتوني أن رسالة الجزائر مجسدة في وفائها لبيان أول نوفمبر من خلال الإصلاحات التي جاء بها الدستور الجديد الذي ساهم كما قال في احترام رموز الثورة التحريرية وترقية كتابة التاريخ الوطني وتعليمه للأجيال الصاعدة، انطلاقا من دوره الهام في تنمية الشعور الوطني والحس المدني وتقوية روابط الانتماء و الاعتزاز بأمجاد الوطن والإخلاص له.
وخلال اليوم الأول من زيارته لبسكرة عاين الوزير عددا من الهياكل التابعة لقطاعه على غرار متحف المجاهد العقيد محمد شعباني و مقر المنظمة الولائية للمجاهدين إلى جانب إشرافه على إمضاء عدة اتفاقيات تعاون مع عدة قطاعات منها التكوين المهني، التربية، الثقافة والشؤون الدينية و قام بتسليم مجموعة من الإصدارات المتنوعة لإثراء مكتبة جامعة محمد خيضر لتكون فضاء مفتوحا أمام الطلبة والباحثين.
كما أشرف الوزير خلال الزيارة على تسمية بعض المؤسسات التربوية بمدينة سيدي عقبة بأسماء شهداء المنطقة و دعا بالمناسبة المتمدرسين إلى ضرورة الاقتداء بأسلافهم من الشهداء واستلهام الدروس منهم و مواصلة الكفاح بسلاح العلم والمعرفة، لينتقل بعدها إلى مدينة مشونش أين وقف على أشغال الترميم وإعادة التهيئة لمتحف الشهيد سي الحواس، و في المحطة الأخيرة من هذه الزيارة التي تختتم اليوم (الاثنين) يزور الوزير مركز الراحة للمجاهدين بمركب حمام الصالحين قبل التنقل إلى بلدية برانيس لتسمية بعض المرافق و المؤسسات التربوية في مختلف الأطوار بأسماء الشهداء. ع.بوسنة