هواة يخرجون عن المألوف و يبدعون في صناعة مجسمات الثلج
أظهرت الموجة الثلجية التي تشهدها ولاية قسنطينة هذه الأيام، إبداعات الشباب القسنطيني، الذي تفنن في تشكيل مجسمات للعرائس و العرسان و الفرسان و كذا الأطباء و غيرها بأحجام مختلفة، مع إضفاء الألوان و مختلف الإكسسوارات و حتى الملابس، فخرج هذا الموسم عن المألوف بعد أن كان يكتفي بصنع رجل الثلج ‹التقليدي» بكريتين من الثلج فقط، و قد خلد الكثير من هؤلاء الشباب إبداعاتهم الثلجية بالتقاط صور لها و نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
الثلوج التي سقطت بغزارة على مدينة الجسور المعلقة، أخرجت إبداعات الشباب القسنطيني إلى العلن، ما أضفى طابعا خاصة على البساط الأبيض، بتشكيل مجسمات مبهرة و معبرة، تعكس مكنونات الشباب و طموحاته المستقبلية، حيث استغلوا المرتفعات و كذا سطوح و حدائق منازلهم لإبراز موهبتهم، فيما استغل طلبة الجامعات تواجدهم بالإقامة و توقف الدراسة و شكلوا مجسمات أكثر تنوعا ، إذ قام أحد الطلبة بكلية الطب بجامعة قسنطينة 3 ، بصنع مجسم لطبيب يلبس البذلة الخضراء و يضع نظارات و يحمل سماعات.
و أبدع شاب آخر في تشكيل مجسم لرجل يتسلق جذع شجرة ، فأبرز إمكانياته و دقته في التصميم، فيما ذهب آخر إلى تشكيل مجسمات لأسرة مكونة من 4 أفراد، جالسين على مقعد عمومي بأحد الشوارع، بالمقابل خرج مجموعة من الشباب عن المألوف بتصميم أشكال مصليين و إمام يؤدون صلاة الجنازة ، يتقدمهم نعش مسجى بسترة خضراء، و كل ذلك بكريات الثلج.
و نالت مجسمات العروس حصة الأسد من بين التصاميم، حيث أبدع الشباب في تشكيل مجسمات للعرائس و تزيينها بالإكسسوارات و الحلي و باروكة الشعر و باقة ورود، حيث تفننوا في تصميم فساتين العرائس و تشكيل الورود بألوان مختلفة ، و من بينهم من ركز على اضفاء لمسات جمالية على ملامح و شكل العروس ، و تعمد آخرون إظهارها في شكل منفر ، معلقين على حسابهم الشخصي بالفايسبوك أمام صور العرائس الثلجية «اندثر الجمال في هذا الزمان».
و قد ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير في إظهار إبداعات الشباب و تفجير مواهبهم، و جمعها في فضاء واحد و كذا خلق جو ممتع بينهم، حيث تبادلوا صور مجسماتهم مرفقة بتعليقات ساخرة و مضحكة، حول طريقة تشكيلها، فعلق أحدهم على مجسم صديقه « هذا شكل زوجتك المستقبلية « و أضاف آخر « مبروك عليك قبل ذوبان الثلج»، في حين علق كثيرون على مجسم عروس ضخمة الجثة و قبيحة الشكل»هنئوها قبل أن يذوب الثلج» .
منافسة بين طلبة المدرسة العليا للأساتذة و كلية الطب
و قد أطلق طلبة كلية الطب و المدرسة العليا للأساتذة بجامعة قسنطينة 3 منافسة حول تصميم مجسم لأحسن طبيب و أستاذ على التوالي، حيث أسرع طلبة المدرسة العليا المقيمين بالإقامة المجاورة للجامعة في تشكيل عدد من الأساتذة يرتدون مآزر و يحملون الأقلام بأيديهم ، معبرين « أساتذة المستقبل»، فيما تفنن طلبة الطب في تشكيل مجسمات لأطباء و جراحين و أبدعوا في تصميم بذلاتهم و أحذيتهم الخاصة، أمام مدخل كليتهم.
أسماء بوقرن