الثلوج تجذب آلاف العائلات لجبال جيجل
عرفت جيجل ، في عطلة نهاية الأسبوع ، نزوحا من المدن نحو الجبال من أجل الاستمتاع بالمناظر الطبيعية ، و بغطاء الثلج الذي كساها عقب تساقط كميات كبيرة منه ، فتوافدت مئات العائلات على متن سياراتها على جبال تاكسنة و سلمى و بوراوي بلهادف، مما جعل طريق الذهاب و العودة مكتظا عن آخره.
المتوجه مثلا نحو أعالي تاكسنة، يجد نفسه أمام طابور كبير من السيارات ، فيبدأ الاكتظاظ من حدود بلدية قاوس ، على مسافة 12 كلم ، نحو مركز مدينة تاكسنة ، و بعد مرور ما يفوق ساعتين من الزمن ، تجد نفسك باحثا عن مكان لتركن به سيارتك.
بعض العائلات تركت سياراتها إلى جانب الطريق ، لتواصل السير على الأقدام باتجاه الجبال، فوجدنا رب أسرة يحمل أحد أبنائه على كتفه و أخبرنا بأنه مصمم على بلوغ هدفه رفقة ابنه و التقاط صورة تذكارية في أعلى الجبل المغطى بالثلج. و أمام مقام الشهيد الموجود بمنطقة السقاطة ، التقطت بعض العائلات صورا تذكارية وسط الثلوج، حيث كان صغارها يركضون و يلعبون و يمرحون. و أخبرنا بعض زوار المنطقة، بأنهم حضروا خصيصا للاستمتاع بجمال الثلج و هو يلامس أوراق الأشجار.
نفس المناظر تقريبا تجدها عبر كل مناطق تاكسنة ، عين بوزنطار ، مورغان ، و على مستوى الطريق الوطني المؤدي إلى بلدية جيملة.
و علمنا من بعض العائلات بأنهم لم يحضروا فقط للترفيه و المتعة، بل حملوا معهم بعض المواد الغذائية و الألبسة ليوزعونها على عائلات معوزة بالمنطقة ، أما بعض الزائرين فقد جاؤوا ليتفقدوا أراضيهم و بيوتهم التي تركوها منذ مدة.
في حين أكد بعض السكان للنصر، بأن الثلوج أزالت الكآبة التي تسود في فصل الشتاء عادة و استبشروا بها خيرا كثيرا.
لم نستطع مواصلة السير وسط أكوام الثلوج ، فقررنا أن نغير الوجهة إلى منطقة أخرى بالجهة الشرقية من الولاية ، و أثناء العودة لاحظنا بأن مئات السيارات لا تزال تتوافد باتجاه بلدية تاكسنة ، فسلكنا الطريق الوطني رقم 43 ، باتجاه بلدية بوراوي بلهادف ، و لدى تمام الساعة الرابعة و النصف ، وصلنا إلى حدود البلدية مع مدينة أولاد عسكر، أين وجدنا عائلات مرفقة بأطفالها، فارتفعت صرخات الصغار و ضحكاتهم و هم يلعبون، فأضفوا أجواء الفرح بمنطقة غدير الكبش حيث التقط لهم ذووهم صورا وسط الثلوج.
تقربنا من بعض العائلات ، فأخبرنا بعض أفرادها بأنهم فضلوا المجيء إلى هذا المكان بالجهة الشرقية ، لأنه يمتد عبر مسافة طويلة ، تجعلك تستمتع برؤية المناظر الخلابة لباقي المناطق المجاورة، و رغم اقتراب حلول الليل إلا أنك تجد الزوار لا يزالون بنفس المنطقة ، ما تسبب في زحمة سير امتدت إلى الساعة العاشرة ليلا ، خصوصا بالطريق الوطني رقم 77 ، الذي شهد عودة المئات من السيارات ، التي توافد أصحابها على أعالي جبال الولاية الجنوبية.
كـ . طويل