الخميس 10 أكتوبر 2024 الموافق لـ 6 ربيع الثاني 1446
Accueil Top Pub

الممثل المسرحي بلال لعرابة للنصر


لا أقبل المشاركة في مسرحيات مسيسة و أطمح لتجسيد شخصيات تاريخية
قال الممثل و الكاتب المسرحي بلال لعرابة للنصر بأنه يرفض المشاركة في المسرحيات التي تتطرق لمواضيع سياسية أو تمس بالآداب العامة، مؤكدا بأنه يميل للأدوار التي تجسد شخصيات تاريخية وطنية وعالمية، و كذا الأدوار التي تجسد يوميات المواطن البسيط، و أرجع ظاهرة عزوف الجمهور عن الذهاب إلى المسرح إلى نقص الإشهار للإنتاج المسرحي، وصنف المسرح الجزائري في خانة المسرح الاحتجاجي.
أسماء بوقرن
ابن ولاية برج بو عريريج  و رئيس جمعية السراج للفنون الثقافية، شارك في عدة تظاهرات فنية وثقافية ومهرجانات وطنية للمسرح، آخرها المهرجان الوطني للمسرح المحترف بالعاصمة، كما برز في المسابقة التليفزيونية «قهوة القوسطو»، و توج خلال مساره بعدة جوائز شرفية وتشجيعية، أبرزها الجائزة الأولى للمونولوغ بالمهرجان الوطني للمونولوغ الهادف بالأغواط سنة 2012.
. كيف ترى فن المسرح ببلادنا؟
 ـ لا أعتقد أني مؤهل لإعطاء تقييم لمسرحنا الجزائري، لكن لي وجهة نظر من خلال ما لاحظته وتابعته و كذا من خلال ما قرأته عنه، إنه ومنذ بداياته في العشرينيات من القرن الماضي تقريبا إلى يومنا هذا، هو مسرح احتجاجي، لأنه ابن الشعب و للشعب، وهو صوته في أغلب ما يتناوله من مواضيع، حيث نكاد نجده لا يخلو من انتقاد السياسات التي تبدو في ظاهرها لصالح الشعب، و في مضمونها هي عكس ذلك، حيث أن الجمهور في الآونة الأخيرة تستقطبه المواضيع التي تتضمن حكما تخاطب العقول مع لمسة هزلية فكاهية، ولا أقصد التهريج أو اللاموضوعية، فالمتفرج الذواق أذكى من أن يُخدع بالمضامين الفارغة في بعض المسرحيات.
المسرح الجزائري احتجاجي بالدرجة الأولى
. ما هي الأسباب في رأيك التي جعلت المسرح الجزائري يتراجع بعد أن كان رائدا ؟
 ـ لا أعتقد أن الجمهور عزف عن مشاهدة المسرحيات في قاعات العروض و المسارح، إنما السبب قد يكون حسب رأيي هو قلة الإنتاج المسرحي وقلة الإشهار، ففي أحيان كثيرة نجد مسارح وطنية تنتج مسرحيات ضخمة، سواء بالنسبة لمسرح الطفل أو مسرح الكبار، إلا أنها عاجزة على الترويج و الإشهار لإنتاجها، وهذه المسؤولية تكون بالدرجة الأولى على عاتق الوزارة المعنية، نفس الشيء بالنسبة للتعاونيات أو الجمعيات الثقافية الناشطة في نفس المجال.
. نفهم من كلامك أن المسرح يجب أن تخصص له إمكانيات مادية كبيرة؟
ـ تقريبا، فالتعاونيات أو الجمعيات الثقافية الناشطة في هذا المجال، تغطي نفقات إنتاج عروضها المسرحية من اشتراكات الممثلين أنفسهم كما تتكفل بمصاريف الإطعام والإيواء، وهذا كله يحول دون تحقيق إنتاج مرض، وهناك أسباب كثيرة أخرى تؤدي إلى نقص توافد الجماهير على المسارح مثل افتقار بعض الإنتاجات إلى الموضوعية أو تحقيق متعة الفرجة ، لكن في كل الحالات للمسرح متعة خاصة لا تضاهى، و لو أن البعض يفضل أن يرفّه عن نفسه في بيته.
. هل درست هذا النوع من الفنون ؟
 ـ أنا لست أكاديميا، بل مجرد هاوِ لا يزال في بدايات طريق الاحتراف، لكن حبي الشديد للمسرح وتعلقي به جعلني أجتهد في فهم تفاصيله و قواعده و أصوله عن طريق مطالعة كتب حول أب الفن و أعمدة المسرح العالمي والعربي و كذا الوطني، لم أتعمق كثيرا في المدارس المسرحية و التوجهات الفكرية للمسرح، لكنني خضت غمار المسرح التجريبي و الكلاسيكي البسيط، واعتمدت على التجربة والخطأ، وما ساعدني أكثر هو وجود فسحة كبيرة في هذا المجال، تمكنني دوما من وضع لمساتي الخاصة في التمثيل والكتابة على حدّ سواء، و إذا أحسن المرء استغلالها والتعامل معها فستتيح فرصة للإبداع والخروج عن المألوف لإمتاع المتفرّج، و لا أنكر أني كنت نمطيا جدا في جميع أدواري المسرحية تقريبا، والسبب راجع لعدم تعاملي مع مخرجين محترفين، و الاحترافية كما هو معلوم تحددها دوما الممارسة.
كنت نمطيا في أدواري
. ما هي المعوقات التي واجهتها في بداياتك؟
ـ في البداية لم أكن أعرف من أين أبدأ، هل أقصد دور الثقافة و دور الشباب أم ألجأ إلى مسرحيين أو إلى جمعيات أو مدراس خاصة، و كان همي  الأول  أن أعتلي الخشبة و ألقي كلمتي و أختبر أدائي، كان العائق الوحيد الذي واجهني هو عدم وجود نصوص مسرحية تجسد ما في رأسي من أفكار، و تكون مقبولة في مجتمعنا ، وكما هو معلوم أننا مجتمع محافظ وليست كل المواضيع أو النصوص المسرحية العالمية تتوافق ومعتقداتنا، ما دفعني إلى الكتابة المسرحية، لم يكن همي الشهرة ولا المال، بقدر ما كان يهمني تطوير نفسي و تعلم أشياء أكثر عن هذا الفن الذي أسرني، و هكذا خطوت خطوتي الأولى في الكتابة والتمثيل.
. ما هي الأدوار التي شعرت بالارتياح و أنت تتقمصها على الخشبة ؟
 ـ في أغلب المسرحيات التي شاركت فيها ، اخترت الشخصيات الكوميدية  والشخصيات المركبة غير واضحة النمط و الطباع، والتي تجعلني أفتش عن تفاصيلها ومحاولة فهمها ،لأصنع لها قالبا خاصا و أتقمصها بشكل مقنع ثم أعرضها على المخرج ، ففي النهاية هو من يمتلك الكلمة الأخيرة في رسم ملامح الشخصيات و قبول نمطها.
 .هل سبق وأن عُرضت عليك أدوار و رفضتها ؟
 ـ لم يسبق لي ذلك، لكن واجهتني مشكلة مع إحدى الشخصيات التي تقمصتها في مسرحية «كيشغل...حفلة» للمخرج الشاب إدريس بن شرنين، والتي كانت بالنسبة إلي تجربة مميزة جدا، و رغم أن المخرج كان مقتنعا بالشخصية، إلا أنني كنت رافضا لها، فأعدنا الاشتغال عليها و ضبطها، لكن إذا عرضت علي مسرحيات تحتوي على مواضيع سياسية  أو موضوع يمس بالعرف والمعتقد و الدين أو مخالف للآداب العامة يرفضه مجتمعنا المحافظ، سأرفض.
. ما هي الأدوار التي تطمح إلى تجسيدها على الخشبة  ؟
ـ طموحاتي كثيرة ، فمثلا أرغب في تجسيد شخصيات تاريخية وطنية وعالمية، فهي تستهويني أكثر، لكنني أفضل أن أتقمص الشخصيات القريبة من الناس أي التي تجسد يوميات المواطن البسيط ، بكل ما يعيشه من مآس وأحزان، وبكل ما يثلج صدره من فرح وبهجة لأشعر بالرضا عن نفسي إذا  قبل دوري على الخشبة.
 . هل ترغب في اقتحام عالم التمثيل التلفزيوني ؟
 ـ لقد شاركت في برنامج تلفزيوني فكاهي هو عبارة عن مسابقة تحت عنوان «قهوة القوسطو» ، كما أنني أطمح لدخول عالم التمثيل التلفزيوني للاحتكاك بالقائمين على هذا المجال من مخرجين ومنتجين وممثلين و أكتسب  خبرة أكثر و أقيم  أدائي.
أتمنى خوض تجربة التمثيل التليفزيوني
. ما هي أبرز المسرحيات التي أديتها؟
ـ من بين الأعمال المسرحية التي كتبت نصوصها و مثلت فيها «بلا زهر»،  «الكاثارسيس»،» حميدة الشواف»، «الدوبل سيس»، «بانتورا «،» مملكة العميان»، «عبرة وعبرة»و «  كيشغل حفلة» ،إلى جانب بعض الاسكاتشات ونصوص أخرى لم تنجز بعد.
 . ماذا عن جديدك ؟
ـ مسرحية «لالّة والسّي» آخر أعمالي المسرحية كتبت نصها بنفسي و هي من إخراج الفنان المبدع سفيان عطية و مثلت فيها أنا و الفنانة الصاعدة الخامسة مباركية، و هي من إنتاج تعاونية كانفا المسرحية، وهذا العمل لا يزال يُعرض منذ جانفي 2016 عبر مختلف مسارح التراب الوطني، و   يوجد عملان جديدان سيريان النور هذه السنة، الأول عبارة عن عرض مسرحي منفرد «مونولوغ»، والثاني عبارة عن فيلم سينمائي قصير.

جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com