تنوع بيولوجي استثنائي و فضاء يستقطب الباحثين عن الهدوء
توجد بولاية جيجل العديد من المناطق الرطبة و يبلغ عددها 21 منطقة ، ومن أبرزها المنطقة الرطبة لبني بلعيد ، المصنفة دوليا في إطار اتفاقية "رمسار"، و تقع شرق ولاية جيجل، و بالتحديد ببلدية خيري واد عجول، على بعد 32 كلم من عاصمة الولاية، ويحدها من الشمال البحر الأبيض المتوسط ، ومن الجنوب أراض فلاحية ومن الغرب الوادي الكبير، و بإمكان الزائر الدخول إليها عبر الطريق الوطني43 ، فقد أصبح هذا الفضاء قبلة للزوار في السنوات الأخيرة ، خصوصا بعد عودة الأمن إلى المنطقة.
و تشير المعطيات المتحصل عليها من قبل مصالح الغابات، بأن المنطقة الرطبة لبني بلعيد تتربع في مساحة تقدر ب 600 هكتار، و تتوفر على ثروات حيوانية ونباتية نادرة ، ذات أصول بيولوجية و جغرافية متعددة و أنواع متوسطية و استوائية، حيث يقدر عدد الطيور التي تم تصنيفها بالمنطقة ،قرابة 35 صنفا ، من بينها حوالي 10 أصناف نادرة ، على غرار النحام الوردي ، أبو ملعقة ، بالإضافة إلى وجود قرابة 80 نوعا من النباتات الطبية ، مما يستدعي توفير حماية خاصة للمنطقة من أجل الحفاظ على تنوعها البيولوجي، كما تحتوي على مياه عذبة نادرة على مستوى المنطقة الشرقية للبلاد.
و أشار مسؤولون و مختصون بأن المنطقة الرطبة لبني بلعيد، الواقعة بمنطقة التوسع السياحي ، لا تشكل عائقا للنشاط السياحي ، بالعكس من شأنها أن تجلب الزوار، خاصة المهتمين منهم بالبيئة و الطبيعة و الحياة و الباحثين، إذ من الضروري أن يتم تكييف برامج تهيئة هذه المنطقة السياحية، مع طبيعتها الرطبة و مزاياها، و لها أهمية من الناحية الزراعية، و مزايا اقتصادية عديدة، منها حفظ المياه و المساهمة في استقرار السواحل و إنتاج الخشب و الأسماك، وهذا علاوة على طابعها الترفيهي، فهي تتميز بنقاء هوائها.
و قد حاولت المصالح المختصة جاهدة وضع حد للتجاوزات و الاستغلال غير العقلاني، فباشرت مند فترة بعديد الأشغال، على غرار إنجاز سياج من أجل تحديد محيط الموقع، و وضع أبراج للمراقبة و الرصد، بغية مكافحة الصيد المحظور و استغلال المنطقة لأغراض فلاحية، و أيضا تعزيز قدرات السقي لدى السكان المحليين، من خلال إنشاء آبار لتفادي استعمال الموارد المائية للمنطقة و أخيرا تنظيف و صيانة المكان.
إمتداد الرمال يقلص محيط البحيرة
ما زاد جمال هذا الفضاء الطبيعي الخلاب، احتواءه على بحيرة تتربع على 6 هكتارات، تعتبر أشهر معلم سياحي بالمنطقة ، و كانت منذ سنوات خلت مصدر راحة العائلات و المصطافين الذين يقصدونها من كل صوب وحدب، وهي محاطة بغطاء نباتي ينمو عادة حول البحيرات، يتكون من أنواع نباتية عديدة ، كما أن الشاطئ الرملي الذي يفصل بين البحر و البحيرة ، يضم غطاء نباتيا مرتبطا بنظام بيئي رملي، يوجد في منطقة معرضة للفيضانات، تجف تماما في فصل الصيف، و بجوار البحيرة.
يوجد حيز زراعي، احتل مساحة ضئيلة، خلال السنوات الماضية، و قد أوضح مختصون للنصر، بأن البحيرة كانت في السنوات القليلة الماضية ، تتربع على مساحة 10 هكتارات، لكنها تقلصت بفعل امتداد الرمال بالمكان ، و السبب راجع، حسبهم ، إلى ظهور النشاط الفلاحي بالقرب من البحيرة ، فانجر عن هذا النشاط ، تصرفات غير واعية عبر إزالة نوع من النباتات يعرف ب»الرتمة»، يمثل جدار واق ، يمنع زحف الرمال، و أشار مختص بأنه يمكن إعادة زراعة هذه النبتة لكي تسترجع البحيرة مساحتها السابقة. و تتميز بحيرة بني بلعيد بتنوع بيولوجي كبير و ثروة حيوانية معتبرة، فمن الناحية النباتية تتميز بوجود قرابة 40 نبتة طبية ، فضلا عن كونها ملجأ و وسطا طبيعيا تعيش فيه العديد من الطيور ، على غرار بلشون الماشية.
وقال زوار التقينا بهم خلال الاحتفال باليوم العالمي للمنطقة الرطبة ، في نهاية الأسبوع ، بأنهم يفضلون زيارة البحيرة عدة مرات ، طوال أيام السنة ، كونها تقع في مكان يمتاز بالهدوء ، و على مقربة من شاطئ البحر، و دعوا بالمناسبة إلى إنشاء طريق معبد باتجاه البحيرة ، بدل المسلك الحالي ، حتى تستقطب أكثر السياح.
و قد استغلت السلطات ذات الاحتفال للقيام بحملة تنظيف واسعة للمكان المحاذي للبحيرة، بمشاركة الفاعلين في المجتمع المدني و ذلك من أجل المحافظة على استمرارية تواجد الطيور بالبحيرة ، كما تم إطلاق مجموعة من الطيور المائية فيها.
كـ طويل