مُطوّع الخشب الذي برز في معارض دولية
اختار عزيز بوقليع وهو شاب من بلدية زغاية بولاية ميلة يبلغ من العمر 31 عاما، أن يتخذ من حرفة يدوية فنية مصدرا لرزقه، بدل ممارسة وظيفة إدارية رغم أنه متحصل على شهادة تقني سامي في معالجة المياه من المركز الوطني المتخصص بميلة، مجسدا بذلك ولعه بالإبداع، حيث تخصص في صنع التحف الفنية و قطع الديكور، ويتميز، كما أكد للنصر، في تطويع الخشب المزين بزهرة الرمال في كتابة حروف و أسماء و غيرها بطريقة فنية جميلة.
تلقى عزيز تكوينا فنيا بسيطا بإحدى ورشات دار الثقافة بميلة، و تأثر كثيرا بأحد جيرانه الذي كان فنانا و غرس فيه حب الإبداع، رغم اعتراض أهله و تمسكهم بضرورة إكماله لتعليمه، خاصة و أنه كان تلميذا نجيبا.
و تخصص الشاب في صنع التحف الفنية التزيينية، خصوصا كتابة الأسماء والصفات بالخشب المزين بزهرة الرمال، هذه الكتابات التي يتميز بها، كما قال، على المستوى الوطني، فازدهر نشاطه و أصبح يضمن له العيش الكريم له و لأسرته التي يعيلها.
و أضاف عزيز في لقائه بالنصر، بأن حرفته تجاوزت الورشة المصغرة التي كان يعمل بها على مستوى غرفة الصناعة التقليدية و الحرف بميلة، فقد استفاد من محل اتخذه ورشة له، و خصص جانبا صغيرا منه لعرض منتجاته التي تنوعت بين التحف الفنية المنحوتة، قطع الديكور ، حاملات المفاتيح و كذا الأسماء و الصفات المنحوتة على الخشب التي تحمل بصمة عزيز الخاصة .
و هكذا سجل الحرفي حضوره من خلال أعماله التي وصلت إلى العديد من بلدان العالم كأمريكا ، روسيا، النرويج و بلدان عربية عديدة، بعد أن صال و جال بتخصصه مختلف ربوع الوطن، من خلال مشاركته في المعارض والصالونات، حيث تأكد بأن ما يقوم به يميزه عن باقي الحرفيين بشهادة أهل الاختصاص أنفسهم الذين التقى بهم.
ومن أهم الأعمال التي أنجزها محدثنا «مرآة الجزائر» الذي جمع فيه عدة معالم كعين البلد بالمدينة القديمة لميلة، جسر سيدي راشد بقسنطينة، رياض الفتح بالعاصمة، و منطقة الهقار بصحراء الجزائر وغيرها، ليشكل لوحة فنية محفوفة بزهرة الرمال التي يحب عزيز أن تكون حاضرة في جل أعماله، خصوصا بعد أن اكتسب خبرة في تحضيرها في وقت قياسي.
محدثنا أكد أن هذا العمل حظي بإعجاب أغلب من شاهدوه و تلقى عروضا كثيرة لاقتنائه ، و كان في النهاية من نصيب وكالة سياحة و أسفار، و من بين أعماله أيضا مجموعة من المنحوتات، على غرار منحوتة فارس يمتطي حصانا، و راقصة باليه وغيرها، و يعتبر تلك المنحوتات أهم ما لديه لأنه أبدعها عندما كان منخرطا بورشة الفنون التشكيلية على مستوى دار الثقافة مبارك الميلي قبل أن أن يحترف الفن.
و لديه أيضا العديد من التذكارات لمناطق مختلفة من الوطن أنجزها بأنامله، ناهيك عن رصيد كبير من الأسماء و الصفات التي خطها بقلمه على الخشب الذي حوله إلى حروف حسب رغبة زبائنه، الذين ،كما أخبرنا، و كانوا يتابعونه باهتمام و استمتاع وهو يقوم بعمله في ورشة حية ينقلها معه أينما حط رحاله، دون أن يطول انتظار الزبون، فدقائق معدودة كافية ليأخذ بيده تحفة فنية موادها الأساسية بسيطة جدا هي الخشب، الرمل، الغراء و الملمع و البراق الذهبي.
يشكل عزيز عجين زهرة الرمال من الرمل و الغراء، و يخط الحروف على الخشب بطريقة فنية جميلة، دون أن يحدد نوع الخطوط التي يختارها في الكتابة، لأنه، كما قال، لا يتقيد بقواعد الخط رغم أنه يعرفها، بل يبحث عن اللمسة الفنية التي تبهر الزبون وتشده، للحصول على تذكار يحتفظ به أو يضعه على مكتبه، أو يهديه، كما يفعل الكثيرون ممن يقصدونه ، فساهموا في إخراج عمله من الوطن إلى عدة بلدان من العالم.
ابن الشيخ الحسين.م