تنشيط الملاعب فن عالمي لا يحظى بالاهتمام الكافي لامتصاص شحنات العنف
أكد منشط الملاعب لعبيدي بتيت صاحب شريط « الخروب هيلولة « أن فن تنشيط الملاعب مهمل في بلادنا ،على الرغم من دوره الكبير في امتصاص شحنات الأنصار قبل انطلاق المقابلات ، وكذا الحد من العنف في أوساط الأنصار ، كما هو الشأن في الملاعب العالمية ، معتبرا «ياماها» رحمه الله، أشهر رواد هذا الفن في الجزائر و ظاهرة يصعب تكرارها ، قبرها الإرهاب الأعمى نكاية في شبابها.
لعبيدي ابن الخروب بولاية قسنطينة، وأحد أشهر مناصري جمعيته الرياضية ، ينوي توسيع وتطوير فن تنشيط الملاعب ، بإدخال ميكانيزمات عالمية ، بصبغة محلية ، بعد أن وضع 16 لوحة يستطيع بها إثارة الضحك في كل العالم عدا إسرائيل ،كما قال في لقائه بالنصر ، وهي مستوحاة من التراث الجزائري بكل طبوعه الغنائية و رقصاته.
للأسف هذا الفن ،حسبه، لا يجد الاهتمام الكافي، جراء عدم فهم قيمة منشط الملاعب والتكفل به ، بل يتم إهماله على الرغم من أنه يمارس سلوكا حضاريا ، يجعل المناصر يروح عن نفسه ، وينسى همومه اليومية، وذلك من خلال الحركات البهلوانية التي يجسدها المنشط على البساط الأخضر بعد أن يحوله إلى ركح في الهواء الطلق.
محدثنا أضاف بأنه بدأ يجد بعض التجاوب ، خاصة من أعضاء فريقه جمعية الخروب و شباب قسنطينة ، ووجهت له دعوة من محبي الوفاق السطايفي في الكأس العربية. وكان هناك، كما أكد ،تجاوب كبير جدا من طرف أنصار أولاد سيدي الخير ، ويأمل أن يطور هذا الفن للحد من العنف داخل الملاعب ، بأساليب تربوية تمتص شحنات الأنصار.
هذا النشاط يريد لعبيدي بعثه في إطار منظم ومهيكل بالمركز الثقافي أمحمد يزيد بالخروب ، من خلال فرقة الفولكلور الشعبي التي يرأسها منذ حوالي شهر ، فشارك في احتفالات اليوم العالمي للمرأة الموافق ل8 مارس ، وآخر نشاط له في نفس المؤسسة ،قدمه يوم الجمعة المنصرم و هو عبارة عن مونولوغ تحت عنوان « التلميذ الكسول «، إضافة إلى إعادة بعث نغم « بوشكيوة « الذي يدرج ضمن تراث المدينة ،و أوضح لعبيدي بأنه يعود إلى رواده الأولين ، مثل مختار بلوصيف ، وعلاوة بوبقرة ، حمودي بن موسى ، لزهر شحيمة ، الذين كانوا ينشطون منذ سنة 1962 إلى غاية الثمانينيات ، وعندما تقدم بهم العمر ،لم يكن هناك من يخلفهم ، و يحمل المشعل لتنشيط مختلف المناسبات السارة ، من ختان و زفاف ومرافقة مواكب العرسان والعرائس».
أضاف محدثنا بأنه من محبي هذا الفن منذ صغري ، إلى جانب التنشيط والفكاهة مع الرقص بكل الطبوع في المناسبات المذكورة ،مشيرا إلى أن هناك 16 رقصة متميزة عن بعضها. و استطرد قائلا بأن جمعيته التي تضم بين صفوفها ، أحد أمهر النافخين في الجلد ، شجعته على تجسيد رغبته في التنشيط التي بدأها وهو ابن 18 عاما في أعراس الأحباب بالخروب متطوعا مع كل الفرق ، ثم اشتغل بالمسرح الحر. و شرح بأنه ينتقد مختلف الظواهر في نفس المناسبات وهو يرتدي زيا مميزا ، إلى غاية سنوات الجمر ، أين توقف كل شيء.
بعد ذلك عاد من خلال الملاعب لتنشيط المدرجات سنة 1999 ، تشجيعا للمنتخب المحلي جمعية الخروب ، فأثار الانتباه ، خاصة و أنه اغتنم الفرصة لمحاربة الكلام الفاحش في الملاعب والعنف بين الأنصار، وهو الهدف الذي يرمي إليه من أجل غرس ثقافة السلم في أوساط محبي كرة القدم ، و ملء وقت الفراغ ، إلى غاية انطلاق المقابلات الرسمية.
ص.رضوان