الناشـط الطاهـر بلعبـاس يقع ضحيــة احتيــال شبكــة لتنظيم رحــلات الحراقــة
وقع الناشط في حركة البطالين بالجنوب الطاهر بلعباس، ضحية نصب واحتيال قامت بها شبكة مختصة في تنظيم رحلات الهجرة السرية بعنابة، حيث قدم شكوى الأسبوع الماضي لمصالح الشرطة، يُبلغ فيها عن تعرضه رفقة صديقه للاحتيال إثر دفعهما مبلغا ماليا هاما، لتأمين القارب والوسائل التي تمكنهما من الوصول إلى جزيرة سردينا الايطالية بمفردهما. لكن منظمي رحلات الحراقة أعادوهما من عرض البحر بحجة نفاذ الوقود.
واستنادا لمصدر موثوق، فقد صرح بلعباس للضبطية القضائية بأنهم اضطروا للعودة على متن القارب الذي كان على متنه، بعد إبحارهما أميالا قليلة بالمياه الإقليمية بسبب نفاذ الوقود، ليكتشفوا فيما بعد بأن الشبكة احتالت عليهما و لم تزود القارب بصفائح البنزين الكافية لتشغيل المحرك مسافة الوصول إلى جزيرة سردينا، خاصة و أنهما من ولاية جنوبية و تحديدا من ورقلة ليست لديهما خبرة في ركوب البحر. و تشير مصادرنا إلى تعمد أفراد الشبكة، إرسال قائد الزورق مع الضحيتين ومنحه كمية محدودة من صفائح البنزين للإبحار مسافة قليلة، والعودة بهما على أساس عدم استطاعتهم المواصلة لفقدان المحرك كمية كبيرة من الوقود، حيث أقنعهم مرافقهم بالعودة إلى نقطة الانطلاق بشاطئ سيدي سالم وعدم المغامرة أكثر في عرض البحر. و قد استغلت فرقة البحث والتحري بأمن ولاية عنابة بالتنسيق مع الأمن الخارجي لحي سيدي سالم المعلومات التي أدلى بها بلعباس، حيث تمكن عناصر الشرطة بعد فترة من التعقب و الملاحقة بالاستعانة بأوصاف قدمها الناشط سابقا في حركة البطالين بالجنوب لأفراد الشبكة، من توقيف عنصرين تتراوح أعمارهما ما بين 25 و30 سنة على مستوى حي سيدي سالم، تم وضعهما رهن الحبس المؤقت بعد استجوابهما من قبل قاضي التحقيق بمحكمة عنابة، عن تهمة تهجير البشر بطريقة غير قانونية، كما استطاعت مصالح الشرطة استرجاع أموال الطاهر بلعباس ومرافقيه، فيما يجري البحث على أشخاص آخرين ينشطون ضمن الشبكة. وذكرت مصادرنا بأن بلعباس شُوهد قبل أسبوعين رفقة شخص ينحدر من الجنوب بحي لاكلون الشعبي وسط مدينة عنابة، وهو يلبس «قشابية» كي لا يلفت الأنظار، باعتباره أنه ناشط معروف في الحركات الاحتجاجية التي ينظمها شباب الجنوب للمطالبة بمناصب الشغل، وخلال فترة تواجده بعنابة كان يربط اتصالات مع أشخاص لهم علاقة بشبكات تهجير البشر، وبمساعدة منهم توصل إلى اتفاق مع أشخاص لتوفير قارب مجهز بمحرك بخاري وجهاز تحديد الموقع وصفائح البنزين، تمكنه رفقة مرافقه من الوصول إلى ايطاليا، مقابل تقديم مبالغ معتبر.
الموقوفان اعترفا بتنظيم رحلات الحراقة انطلاقا من شواطئ سيدي سالم، واد بقراط، والبطاح، حيث يقومون بعد ربط الاتصالات وتكوين الأفواج واستلام الأموال، بشراء زورق مزودة بمحركات بقوة 40 حصانا بخاريا، إلى جانب توفير كمية البنزين اللازمة للوصول إلى الضفة الأخرى من المتوسط، وأضافا بأنهما يتحصلا على أرباح صافية في كل رحلة تصل إلى 120 مليون سنتيم، باحتساب ثمن الزورق والمحرك والمصاريف الأخرى. حسين دريدح