مايك تايـزون ساندنـي و تنبأ لـي بالـنجوميـة
اختار أن يصبح نجما من نجوم الملاكمة الاحترافية، وفضل أن يكون محترفا في سن مبكرة، كما تحدى الصعاب، ولم يكترث لتجاهل المسؤولين، بل أكد بعزيمته وإصراره على النجاح بأنه يستحق بكل افتخار أن يكون بطل العالم في الملاكمة الاحترافية. جمال دحو البطل العالمي فتح قلبه للنصر، وتحدث عن عودته من جديد إلى أجواء المنافسة، ورغبته في تمثيل المنتخب الوطني، و أمور أخرى تكتشفونها في هذا الحوار الشيق الذي خص به النصر.
حاوره: مروان. ب
-خضت منذ أيام آخر نزال لك، وأنت حاليا في لاس فيغاس، لماذا هذه الوجهة تحديدا ؟
أنا بصدد التحضير للمواعيد و النزالات القادمة التي تنتظرني، ولن أجد أفضل من لاس فيغاس من أجل الاستعداد بشكل جيد، تربصاتي تسير في الطريق الصحيح، رغم افتقاري للإمكانات، التي يمكن أن أصفها بالبسيطة والبسيطة جدا جدا، أنا أتدرب تحت إشراف المدرب الأمريكي مايك ناوسن، ومع فريقي الذي يضم طاقما بالكامل، لقد بدأت استعيد مستواي السابق، وأعد الجمهور الجزائري بمفاجآت مدوية في القريب العاجل.
لم أتلق أي خسارة طيلة مشواري الاحترافي
-كيف تقيم عودتك إلى أجواء المنافسة بعد غياب طويل ؟
غبت عن حلبات الملاكمة لأكثر من سنتين ونصف، بعد تعرضي لإصابة خطيرة في أحد التربصات التي أقمتها بأمريكا، وهو ما استدعى خضوعي إلى عملية جراحية دقيقة، لقد تعافيت بشكل بطيء، ولكني عدت من جديد لممارسة هوايتي المفضلة، أين خضت قبل أيام فقط أول نزال لي، وكان ذلك أمام أحد أبطال الملاكمة في المكسيك، والكل على دراية بقوة هذه المدرسة في عالم الاحتراف، لقد فزت عليه في الجولة الثالثة عن طريق الضربة القاضية، وما أدراك ما الضربة القاضية لملاكم عاد للتو إلى أجواء المنافسة، وهو ما يعتبر بمثابة إنجاز بالنسبة لي، لقد كانت عودتي إيجابية إلى أبعد الحدود، حيث شرفت بها نفسي وعائلتي وبلدي الجزائر.
- لم تفقد الأمل في التواجد مجددا فوق الحلبة؟
جمال دحو منذ انطلاق مسيرته لم يفقد الأمل رغم معاناته المتكررة من التهميش سواء إعلاميا أو ماديا، أنا أمتلك العزيمة والإرادة، فضلا على أنني لم أدخل هذه الرياضة من أجل الأموال أو الشهرة، بل لأنني أحب الملاكمة، وكنت أبحث منذ الصغر عن كتابة اسمي واسم بلدي بأحرف من ذهب، أنا أتشرف بكوني أصغر بطل عالمي في المنظمة العالمية للملاكمة المحترفة عبر التاريخ، كما أعد أول ملاكم جزائري يدخل عالم الاحتراف في هذا الاختصاص.
لقب ملك العالم لا يهمني أكثـر من تمثيل بلدي
-كيف كنت تشعر وأنت بعيد عن المنافسة ؟
قلتها وأعيدها لم أعرف طيلة مسيرتي التي بدأت من الصفر كلمة اسمها فقدان الأمل، رغم أنني مررت بفترة صعبة جدا في حياتي، وكان ذلك موسم 2015/2016 عند قيامي بالعملية الجراحية، حيث أخبرني الطبيب الأمريكي الذي تكفل بحالتي، بأني قد اضطر للابتعاد عن عالم الملاكمة، ولكن بالإصرار والعزيمة وطاعة الله والوالدين تحديت الصعاب، وعدت للحلبة من جديد، وفي الصدد أريد أن أضيف لكم أمرا مهما.
-تفضل...
لم أفقد للحظة واحدة ثقتي بالله، والإجابة جاءت بسرعة، حيث عدت من جديد، وبانتصار من نوع خاص، كونه جاء بالضربة القاضية، وبعد ثلاث جولات فقط، صدقوني شعوري وأنا بعيد عن الملاكمة لا يوصف، وهنا أريد أن أسرد لكم قصتي لما غادرت غرفة العمليات، حيث لم أسأل عن نجاح العملية أو أي شيء آخر، بقدر ما كنت أريد الاطمئنان على إمكانية العودة إلى عالم الحلبة من جديد، أنا ملاكم محترف، شأني في ذلك شأن لاعبي كرة القدم المحترفين، ولا أمتلك أي عمل آخر. أنا أمنح كل وقتي لهذه الرياضة، حيث أتدرب ثلاث مرات في اليوم، وهنا أريد أن أختم بشيء لقد كادت حياتي تسلب مني بعد تعرضي للإصابة، ولكن الحمد لله الأمور عادت إلى مجراها الطبيعي، وأنا الآن أزاول عملي بشكل عادي.
أنا أصغر بطل عالمي في تاريخ الملاكمة المحترفة
-هل تلقيت الدعم والمساندة في تلك الفترة الصعبة؟
الدعم تلقيته من عائلتي والجمهور الجزائري فقط، حيث لم تكلف الاتحادية الجزائرية للملاكمة نفسها عناء الاتصال بي، من أجل معرفة جديد حالتي بعد إجراء العملية، رغم أني أعد من الرياضيين، الذين نجحوا في رفع العلم الجزائري عاليا عبر العالم، أنا أتوجه بالشكر للجمهور الجزائري الذي لم يتخل عني في محنتي، وكان الكثير من الأشخاص يتصلون بي، من أجل الاطمئنان على وضعيتي الصحية، ومعرفة موعد عودتي إلى أجواء الحلبة من جديد، أنا بطل شعبي ولست بطلا عالميا، وأمتلك علاقات متينة مع الجميع، وهو ما يؤكده التفاعل الجماهيري الكبير معي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، دون نسيان الرسائل التضامنية التي كانت تصلني باستمرار.
-عدت من خلال انتصارين مهمين، هل كنت تتوقع أن تطل على جمهورك بهذه الطريقة؟
عودتي كانت قوية وتوقعتها من قبل، وهنا أود التطرق إلى نقطة مهمة، وهي أن باقي الملاكمين العالميين أفضل مني من حيث الإمكانات، ولكني أصنع الفارق دوما من خلال جزائريتي، حيث أتذكر دوما عند نزالاتي النجمة والهلال. صدقوني منذ انطلاق مسيرتي لم أكن أبحث عن لقب ملك العالم بقدر ما كنت أريد أن أكون أحسن سفير لبلد المليون ونصف مليون شهيد، لقد قلت هذه العبارة في أمريكا، ولقد لاقت صدى كبيرا هناك.
المنظمة العالمية للملاكمة سلبت مني الألقاب وأبقت على الأحزمة
-ما هي مشاريعك المستقبلية ؟
عودتي إلى أجواء المنافسة كانت منذ أيام قليلة فقط، حيث ركنت الآن إلى الراحة لمدة أسبوع واحد، وبعدها سيدخل فريقي الخاص في مفاوضات، من أجل برمجة نزال دولي آخر بعد ثلاثة أشهر سواء بمدينة كاليفورنيا أو لاس فيغاس، وبعد ذلك سيكون لي نزال عالمي من أجل أحد الألقاب العالمية التي سلبت مني.
-هل يمكن أن نراك بطلا عالميا من جديد؟
إن شاء الله سترونني بطلا عالميا من جديد، وهنا أريد أن أوضح نقطة مهمة للجمهور الجزائري، وهو أن جمال دحو سلبت منه كافة ألقابه، بناء على القوانين المتعامل بها في المنظمة العالمية للملاكمة، فالرياضي المحترف يجب أن يدافع عن إنجازاته خلال الفترة الممتدة ما بين 6 و 8 أشهر، وأنا ابتعدت لموسمين ونصف، وبذلك تم تجريدي من كافة ألقابي، ولكنهم أبقوا لي كافة الأحزمة العالمية التي توجت بها، خاصة وأنهم يعترفون بأحقيتي بلقب البطل، خاصة وأنني لم أتلق أي خسارة طيلة مشواري الاحترافي، وهنا استغل الفرصة من أجل شكر المنظمات العالمية للملاكمة التي باركت لي فوزي على المكسيكي، وكتبت بالبنط العريض «لقد عاد الملك إلى مكانه الطبيعي».
-هل تحظى بالدعم المالي من المسؤولين ؟
لا أحظى لا بالدعم المالي ولا بالدعم المعنوي، وهو ما جعلني أنتقل للعيش بأمريكا، لقد انتظرت رسالة شكر من المسؤولين، عقب تشريفي للراية الوطنية في عدة مواعيد عالمية، ولكن لا حياة لمن تنادي، أنا لا انتظر جزاء ولا شكورا، وأتمنى أن أحظى فقط بأحد الممولين الجزائريين في المستقبل.
قوانين الاحتراف حرمتني من تمثيل بلدي في الأولمبياد
-من هو قدوتك علي الصعيد العالمي ؟
قدوتي على الصعيد العالمي مايك تايزون، حيث حظيت بشرف ملاقاته في عدة مناسبات، ولقد وقف إلى جانبي بعد تعرضي إلى الإصابة بأمريكا، أين كان يسأل عني باستمرار، وأتمنى أن أسير على خطاه وعلى خطى البطل الخارق محمد علي كلاي.
-هل لك أن تشرح لنا المنافسات التي تشارك فيها ؟
الجمهور الجزائري لا يفرق بين الملاكمة الهاوية ونظيرتها المحترفة، ونحن في الاحتراف نمتلك أكثر من 60 منظمة عالمية، ولكن هناك ستة فقط معترف بها. أنا بطل عالمي في اختصاصين مختلفين، وأنا ملاكم ينازل في 12 جولة(36 دقيقة)، على عكس الملاكم العادي الذي يكتفي بثلاثة جولات فقط(9 دقائق)، دون نسيان القفازات التي تزن بشكل أكبر في الملاكمة الهاوية، كما أن الملاكم المحترف يشارك بلا واق للوجه، ودون قميص.
- لماذا لا تشارك رفقة المنتخب، ولماذا لا نراك في مسابقات مثل الأولمبياد؟
يجب أن تكون من الهواة لكي تتمكن من المشاركة مع المنتخب الوطني في مختلف البطولات، ولكن هناك تغيير جديد قام به الاتحاد العالمي للهواة، حيث سمح للملاكمين المحترفين بالتواجد في الأولمبياد من أجل رفع المستوى، ولكن هناك إشكال صادفنا، ويتمثل في العقود التي تربطنا بالاتحادات العالمية للملاكمة، والتي لا تسمح لأصحاب الألقاب بالمشاركة في تظاهرات من هذا الشكل، أنا أمتلك ترتيبا عالميا، وأرغب في تمثيل بلدي، ولكن الأمور أقوى مني، وقد تتسبب لي بالإقصاء لمدة سنتين، دون أن أنسى بأن لا أحد من الجزائر اتصل بي لطلب خدماتي، وكأني من بلد آخر.
لا أبحث عن الأموال أنا بطل شعبي
-هل من كلمة أخيرة ؟
أشكركم على هذه الالتفاتة الطيبة، وشرف لي تمثيل الشعب الجزائري في المواعيد الكبيرة، أنا سعيد بكوني مثالا للشباب الجزائري الطموح، الذي يتمتع بعديد المواهب.
م.ب