مداخيل بقيمة 5 ملايير بعد تسويق منتوج الفلين بالطارف
حققت محافظة الغابات لولاية الطارف مداخيل بلغت حوالي 5 ملايير سنتيم بعد نجاحها في تسويق منتوج الفلين الذي تم جنيه السنة الفارطة، و بقي لأشهر طويلة عرضة للتلف و أخطار الحرائق، حيث ظلت أزيد من 11 ألف قنطارا من الفلين قابعة بمخازن فج النخلة في بلدية عين العسل.
و قد تمكنت مصالح محافظة الغابات بعد مساعي و مفاوضات عسيرة حسب مصادر مسؤولة من إقناع المؤسسات العمومية و الخاصة بنوعية منتوج الفلين المحلي، الذي تم عرضه للبيع في مزاد العلني نظم مؤخرا شاركت فيه مؤسسات تحويل مختصة، فيما تم تسويق منتوج الفلين الذكري و الملتهب عن طريق التراضي لمؤسسات خاصة، وهو ما سمح بدعم خزينة الدولة بمبلغ يناهز 5 ملايير سنتيم. و ذكر مصدر مسؤول أنه تم تحقيق إنتاج قياسي من الفلين خلال حملة الجني للسنة الفارطة بولاية الطارف، التي احتلت المرتبة الأولى وطنيا بإنتاج أزيد من 11 ألف قنطار، بمعدل 14 ألف متر مكعب في الهكتار الواحد، على مساحة منتجة تقدر 4 آلاف هكتار، و هو ما يمثل حسب ذات المصادر تحقيق نسبة 75 بالمائة من الأهداف المسطرة من طرف محافظة الغابات يخصوص استغلال ثروة الفلين، فيما يتوقع خلال هذه السنة تحقيق إنتاج يفوق 15 ألف قنطار بفضل توسع مساحة الإنتاج بزيادة ألف هكتار إضافية، بعد دخول مساحات جديدة من غابات الفلين مرحلة الإنتاج. و أشارت محافظة الغابات أن الإنتاج عرف زيادة بنسبة 45 بالمئة خلال الثلاث سنوات الأخيرة، كما شهدت نوعية المحصول تحسنا كبيرا، بعد توسيع المساحة المنتجة و الظروف المناخية الملائمة التي صاحبت عملية الجني، خاصة تراجع عدد الحرائق التي كانت السبب في تلف أعداد كبيرة من أشجار الفلين. و يتركز إنتاج الفلين بالأساس في غابات بوحجار، الطارف، القالة، عين الكرمة، بوثلجة و الذرعان حيث يوفر النشاط مئات مناصب الشغل لسكان المناطق النائية و على امتداد الشريط الحدودي.
و أوضحت مصالح الغابات أن 60 بالمئة من الفلين بالطارف إنتاجي حيث تم للسنة الثانية على التوالي استغلال هذه الثروة، في حين لا تزال 40 بالمائة المتبقية من المنتوج من الفلين الذكري، الذي تم جنيه من الأشجار التي دخلت في الإنتاج لأول مرة. وتؤكد ذات المصادر أن قدرات إنتاج الفلين بولاية الطارف كبيرة، حيث تمتد مساحة غابات الفلين على حوالي 80 ألف هكتار، منها 5 آلاف هكتار فقط منتجة حاليا.
و بالرغم من كون الفلين مصدر دخل معتبر في عدد من بلديات الطارف، إلا أن عملية استغلاله و جنيه تعترضها كل سنة عدة عقبات منها قلة اليد العاملة في مجال الجني، و قلة المؤسسات المختصة التي يسمح نشاطها بالحفاظ على ديمومة غابات الفلين لتفادي إلحاق الأضرار بها، على اعتبار أن المهمة حسب مصادر محافظة الغابات لا تكمن في جني الإنتاج بقدر ما تتعلق بضرورة المحافظة على غابات الفلين خلال القيام بعملة الجني، و هو الهدف الذي كان وراء قيام إدارة الغابات بإسناد عملية جني محصول الفلين إلى المؤسسة الجهوية للهندسة الريفية «صفا بابور» بالقالة، التي استنجدت بدورها بسكان المناطق الجبلية و الشريط الحدودي للقيام بالمهمة، و قد سمح النشاط بتوفير أكثر من 700 منصب شغل للعاطلين من سكان تلك المناطق الذين تسعى الجهات المعنية إلى إدماجهم في العملية بغية الحفاظ على هذه الثروة الغابية. كما تواجه محافظة الغابات كل موسم مشكلة كبيرة في تسويق المادة بعد جنيها، الأمر الذي يعرض المنتوج المكدس في المخازن للتلف والحرائق، وهذا في غياب مؤسسات تحويلية و استثمارات في هذا الميدان بالرغم من التحفيزات والتسهيلات التي وضعت أمام المستثمرين بالنظر للأهمية الاقتصادية لثروة الفلين التي من شأنها خلق الثروة و مناصب الشغل وإعطاء الاقتصاد المحلي و الوطني موردا إضافيا.
و تشير مصالح الغابات إلى تسطير برنامج سنوي يهدف إلى غرس 10 آلاف هكتار من أشجار الفلين لتشبيب الثروة، على مساحة 200 هكتار كل سنة خصوصا بالمناطق الجبلية و الحدودية للحفاظ على الثروة ذات القيمة الإيكولوجية و الاقتصادية والاجتماعية.
نوري.ح