« تيتا أونلي وومن» أول مقهى نسائي في قسنطينة بديكور عصري مريح
تجسدت و لأول مرة بولاية قسنطينة فكرة إنشاء مقهى نسائي، و لاقت ترحيبا و استحسانا كبيرين من قبل الجنس اللطيف، و ذلك بعد أن اعتبرته العديد من القسنطينيات حلما بعيد المنال، خاصة و أن العديد من المستثمرين راودتهم الفكرة لسنوات ، غير أنهم تخوفوا من عدم نجاحها، و تمكن أخيرا شاب خريج كلية الاقتصاد من تنفيذها.
« تيتا أونلي وومن» مقهى نسائي يقع بحي سيدي مبروك الأعلى، و يشبه المقاهي الرجالية من حيث المبدأ ، كونه يحتوي على آلة تحضير القهوة و يقدمها للزبونات، غير أنه يختلف عنها في الشكل، إذ اختار صاحبه ديكورا عصريا مميزا، حيث خصص أرائك بألوان مختلفة و متناسقة و طاولات زجاجية، و ثريا من الكريستال، و جهازي تلفزيون، بالإضافة إلى طاولة للعبة البلياردو مخصصة لهن مجانا، كما تقدم إلى جانب القهوة ، مجموعة من أنواع الحلويات و العصائر و المشروبات و التحليات من بينها « لي كريب قشدة الشوكولاطة و تيرامييسو « و غيرها، بأسعار معقولة لا تتجاوز 300 دج.
و تم تعيين مجموعة من النادلات يرتدين بدلات رسمية لتلبية طلبيات الزبونات، و يتميز المقهى الذي يقع في الطابق الثالث من مركز تجاري، بالهدوء و النظافة و الديكور الجذاب، و قد لاحظنا خلال جلوسنا هناك علامات الإعجاب و الارتياح على ملامح الفتيات اللائي قدمن إليه لأول مرة، في حين لاحظنا أن بعض الشبان عندما قرأوا في لافتة معلقة بمدخل المقهى بأنه «للنساء فقط»، استنكروا ذلك و علقوا بأن كل الفضاءات اقتحمتها المرأة حتى المقاهي.
المقهى ممنوعة على المدخنات و اللائي لا يلتزمن بالآداب العامة
المقهى يشهد إقبالا كبيرا للفتيات و النساء، منذ افتتاحه بمناسبة اليوم العالمي للمرأة المصادف للثامن مارس، حسبما أكدته لنا النادلة خولة، مشيرة إلى أن جل الفتيات و النسوة اللائي قدمن إليه استحسنن الفكرة ، خاصة و أن هذا الفضاء ممنوع على الرجال، ما يسمح لهن بالتصرف بكل حرية، مضيفة بأنه يعد وجهة لهن في كل أيام الأسبوع خاصة يوم الخميس، حيث يلبي المقهى كل طلباتهن إلى جانب القهوة، و قالت محدثتنا أنها تخلت عن عملها في محل لغسل الملابس، و تشعر بالارتياح في عملها الجديد، لأنه بعيد عن المضايقات.
فيما أكدت أمينة و هي طالبة جامعية ، التقينا بها في هذا الفضاء رفقة زميلاتها، بأن الفكرة ممتازة و تعتبرها حلما بالنسبة إليها تجسد، حيث أنها كانت منذ صغرها، تحلم بأن تجلس في مقهى و ترتشف فنجان قهوة، رفقة صديقاتها، فيما قالت صديقتها هاجر، بأن تخصيص فضاء للنساء فقط، يعتبر تقديرا للمرأة خاصة في ظل التحولات التي يعرفها المجتمع الجزائري، إذ أصبحت المرأة تتعرض للمعاكسات في كل مكان مهما كانت خصوصيته، مضيفة بأن الشروط التي يضعها صاحب المقهى، حفزتها أكثر على القدوم إليه، إذ يمنع التدخين و كل ما يمس بالآداب العامة و يؤثر على راحة زبوناته.
صينية العصر القسنطينية جديد مقهى « تيتا أونلي وومن»
من جهته قال صاحب المقهى الشاب لخضر محمد بن ثلجون، المدعو « تيتا»، و هو في الثلاثينات من عمره و خريج كلية الاقتصاد بجامعة قسنطينة، متحصل على شهادة ماستر 2 في التسويق ، بأنه يملك بذات الفضاء محلا للأكل السريع يسمى « تيتا لانش»، و هو مكان مختلط أنشأه منذ أكثر من سنتين، و قد راودته فكرة تخصيص فضاء للنساء، بعد أن لاحظ أنهن يتعرضن لمضايقات و معاكسات في الفضاءات العامة، و هذا في ظل عدم توفر مساحة بقسنطينة مخصصة للنساء فقط، للالتقاء و تجاذب أطراف الحديث بحرية، مضيفا بأن المرأة اقتحمت كافة المجالات و المقهى لا تعتبر إنقاصا من أنوثتها، بقدر ما هي تحافظ على كرامتها و تصونها.
و قال بأنه سيضيف إلى المقهى أشياء تقليدية تتميز بها عاصمة الشرق كصينية العصر ، و سيزينها بالحلويات التقليدية و كذا العصرية، و لديه مشروع آخر سيخصصه للنساء أيضا، عدم البوح به.
للإشارة فقد بادر في سنوات ماضية بعض المستثمرين بالولاية ، إلى إنشاء فضاءات خاصة للنساء، غير أنهم فشلوا ، حيث أن هناك من وضع مشروعا و تراجع عن تجسيده خوفا من الفشل، و منهم من جسده كـفضاء « بالماريوم» بشارع المحاربين، و لم تتمكن هذه المشاريع من الصمود ،نظرا للمشاكل التي صادفتها، كما لم ينجح مستثمر آخر في إنشاء مقهى مختلط في حي الكدية بوسط المدينة.
أسماء بوقرن