اكتظاظ المدن و ارتفاع معدلات التلوث من أسباب القلق والتوتر
أجمع مختصون في البيئة و الأمراض الصدرية و التنفسية بتيزي وزو، بأن اكتظاظ المدن و ازدحامها و ارتفاع معدلات التلوث البيئي في المناطق الحضرية، تؤثر سلبا على المجتمع و الاقتصاد و البيئة ، كما تتسبب في تزايد الإصابات بالأمراض المزمنة إلى جانب التوتر و القلق.
و من أهم العوامل التي تزيد من حدة الاكتظاظ في المدن، حسب المختصين، تمركز جل مقرات المؤسسات الإدارية و التربوية و الصحية في قلب المدن، مما ساهم في تفشي المشاكل الصحية الخطيرة و ارتفاع نسب الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة التي تتطلب تكاليف مالية باهظة للعلاج، على غرار ضيق التنفس و أمراض القلب و الشرايين، إضافة إلى التوتر العصبي و القلق.
و في ذات السياق أشار الدكتور إيدير أولعمارة ، على هامش ملتقى نظمته في نهاية الأسبوع الجمعية البيئية «قوس قزح» لولاية تيزي وزو تحت عنوان «نظافة المحيط البيئي شرط لتطوير الاقتصاد» بدار الثقافة مولود معمري ، إلى أن الأمراض الخطيرة التي يتسبب فيها تلوث المحيط و الهواء في المناطق الحضرية و كذا ازدحام المدن، كثيرة و متعددة، ذكر منها أمراض القلب و الشرايين و الأوعية الدموية و الأمراض التنفسية و الصدرية مثل مرض الربو و ضيق التنفس و التهاب الشعب الهوائية ، كما يتسبب تلوث المناطق الحضرية و المدن، حسب المتحدث، في قلق يومي و اضطرابات سلوكية و عصبية.
و أضاف الدكتور أولعمارة، أن النمط العمراني الذي بنيت عليه المدن اليوم ليس صحيحا ، يضاف إلى ذلك الطرقات المهترية و الغبار الذي تفرزه و الاختناق المروري و الازدحام بسبب نقص المحولات و الجسور و الأنفاق التي يمكن أن تقلص الاختناق و تساعد في سهولة حركة المرور، كما تعاني جل المدن الكبرى من الغازات السامة و الدخان المنبعث من المركبات بمختلف أنواعها التي تلوث الجو، و هو ما أثر سلبا على نوعية الهواء المستنشق، هذا إلى جانب عدم التقيد بالمقاييس المعمول بها عالميا في تشييد البنايات، حيث لا تتوفر على التهوية الكافية و التي لها خلفيات سلبية تضر بالصحة العمومية.
و أشار المتحدث إلى أنه كلما ارتفع عدد السكان في المنطقة الملوثة، ارتفعت نسبة تلوث الهواء، و قال أن المخاطر كبيرة على الجهاز التنفسي، حيث ترتفع أعداد حالات الإصابة بالربو وأمراض الحساسية و الاضطرابات التنفسية المختلفة و انخفاض أداء الرئتين و غيرها من الأمراض التي تزداد مع ارتفاع معدلات تلوث الهواء و المواد الملوثة للجو في المدن.
كما دعا المختصون المشاركون في الملتقى حول نظافة المحيط، إلى ضرورة إيجاد حلول لظاهرة تلوث المحيط، خاصة في المدن و المناطق الحضرية و المساهمة في التقليص من خطورة الوضع، مع العمل على رسم خطط للتقليل من الآثار الوخيمة لهذه الظاهرة السلبية، حفاظا على البيئة و على الصحة العمومية.
سامية إخليف