أزيد من 100 هاو ينخرطون في رياضة مكعب روبيك بالجزائر
تحول مكعب روبيك من مجرد لعبة للتسلية و قضاء وقت الفراغ في العطل، إلى رياضة ذهنية تحصي أزيد من 100 هاو عبر التراب الوطني، منخرطين ضمن جمعيات محلية، رأس مالها الذكاء والفطنة لحل لغز اللعبة . يقدر سعر هذه اللعبة حاليا في الأسواق المحلية بين 200 و 500 دج، حسب نوعيتها وجودتها، لكنها تترك لغزا محيرا لدى مستعمليها بجعل وجه من أوجه المكعب الستة مكتسية بلون معين، يقول مراد م، بائع لعب الأطفال بمدينة عين الدفلى، فالتحدي بالنسبة إليه يكمن في فهمها و طريقة وأسلوب حلها بعيدا عن العشوائية، وهي من الألعاب التي تتطلب، كما قال، الصبر و الفطنة و الذكاء، وعليه فإنه و بالرغم من الكم الكبير من الألعاب المعروضة، إلا أنها لا تزال تحظى بمكانة خاصة لدى عامة الناس، خاصة لدى بعض الأولياء الذين يحاولون تنمية مهارات أبنائهم وتطوير مستوى ذكائهم من جهة، وتقوية ذاكرتهم من جهة ثانية. وتعتمد مراكز الرعاية و دعم فئة المتخلفين عقليا، كما قال المتحدث، على هذا النوع من الرياضات الذهنية التي تمتاز بالخفة و تماهي الألوان وانسيابية الحركة. و يؤكد مبارك علي، 44 عاما، بأن هذا النوع من الألعاب كان مشهورا بالجزائر، خلال ثمانينيات القرن الماضي، وتسمى اللعبة السحرية أو «مكعب روبيك « الذي كان يجلب مع الجالية المقيمة بالخارج، و من الصعب فك اللغز في وقت قصير، فلابد من التكرار و المحاولة عن طريق الخطأ. و ذكر محدثنا، بأنه كان يقضي جل أوقات الراحة، خصوصا في فترة الصيف وهو يداعب المكعب السحري و قلما كان يطير فرحا لحظة حل اللغز .
جدير بالذكر أن لعبة «روبيك» التي اخترعها النحات المجري أندرو روبيك في منتصف سبيعينات القرن الماضي، تحوز اليوم على اهتمام الفئات الشبانية بالجزائر، من خلال انخراطهم في جمعيات و نواد رياضية هاوية، و قدر محمد عزيزي أحد الهواة، عدد المنخرطين على مستوى التراب الوطني بأكثر من 100 منخرط في عدة اختصاصات، من بينها «»ميقا ميكس « و «السوبر ستيكان « البيرامكس» وغيرها.» ويعتبر المتحدث البطولة التي شارك فيها مؤخرا بولاية باتنة مهمة من حيث تعداد المشاركين، إلى جانب المستوى الذي ظهروا به، تمهيدا لاختيار أحسن العناصر التي تمثل الجزائر في البطولة العالمية المزمع تنظيمها بفرنسا الصائفة القادمة. ومن بين الأسماء التي حصدت نتائج مهمة، الطفل إسحاق جراح، 8 سنوات، سارة صوالي و فادي و أيمن عيساوي . وبين لنا محمد عزيزي بأن اللعبة تتضمن 20 قطعة يمكن تحريكها في مكعب روبيك، تختلف كل واحدة عن الأخرى، و إذا قمت بإدارة وجه واحد من المكعب، فسترى أن وسط المكعب يبقى في مكانه، بينما يتغير مكان الحواف لتحل محل بعضها البعض. و أهم ما يميز هذه اللعبة هو التعقيد مما يتطلب الذكاء و السرعة في حلها، و ذلك لن يتأتى إلا بالممارسة الدائمة.
هشام ج