دعوة لوضع مخطط وطني للتكفل بالمصابين باضطراب التوحد
دعا متدخلون في أشغال لقاء حول اضطرابات طيف التوحد، بالجزائر العاصمة، أمس إلى ضرورة وضع مخطط وطني قصد تحسين نوعية التكفل بالمصابين بهذا المرض، مشددين على ضرورة التعاون بين القطاعات المعنية على غرار الصحة والتضامن الوطني والتربية الوطنية، في هذا المجال.
وخلال تدخله في أشغال المؤتمر الثاني لاضطرابات طيف التوحد، الذي احتضنه المركز العائلي بابن عكنون، عشية اليوم العالمي للتوحد المصادف للثاني أفريل من كل سنة، شدد الدكتور عبد الكريم حوبي الاختصاصي في طب الأطفال، على ضرورة ‹› تسطير خطة وطنية متكاملة قصد تحسين نوعية التكفل بالمرضى›› و ‹›بذل مجهودات كبيرة من قبل جميع المعنيين من مهنيي الصحة، من أطباء نفسانيين والاختصاصين في طب الأطفال والأمراض العقلية بالإضافة إلى الأولياء من أجل العمل على اكتشاف أعراض التوحد في وقت مبكر لأن ذلك من شأنه أن يساعد في تحقيق نتائج جيدة.
وبرأي الدكتور حوبي ‹› من المستحسن اكتشاف علامات الإصابة بمرض التوحد ( الذي حير العلماء )، في الـ 18 شهرا الأولى لضمان تكفل أحسن بالمصابين.
وأشار الدكتور حوبي إلى تجربة الروضة الوحيدة المتخصصة باستقبال المصابين بالتوحد في العاصمة ( بالشراقة ) التي تتكفل بأكثر من 30 مصابا، موضحا أن الهدف الرئيسي لهذه المبادرة التي وصفها بالفريدة من نوعها في الجزائر، يرمي إلى إدماج الأطفال الذين يعانون من أعراض طيف التوحد وإدماجهم في مدراس عادية وتهيئتهم نفسيا وجسديا للذهاب إلى المدرسة.
وفي هذا الصدد أشارت السيدة سعاد بوزيد مديرة هذه الروضة، بأن تجربة السنتين مكنت إلى الآن من دمج ثلاثة أطفال في مدارس وزارة التربية الوطنية.
كما دعا الدكتور فاتح طربوق طبيب مختص في طب الأطفال أيضا إلى ضرورة وضع مخطط وطني من أجل ضمان تكفل أحسن بأطفال التوحد، مقترحا في هذا الصدد التركيز على جانب التكوين المناسب لمختلف الفاعلين في الميدان على مستوى القطاعات المعنية وتسريع التشخيص المبكر والتكفل بالمريض بدءًا من ولادته ومرافقته طوال حياته.
من جهته، دعا الدكتور عمر عروة الطبيب المختص في طب الأطفال إلى ضرورة وضع إستراتيجية شاملة متعدد القطاعات ( صحة تضامن وتربية وطنية) كحل وحيد – كما قال، للتخفيف من معاناة المرضى وذويهم، مبرزا أهمية أن يكون تكوين الأسر والحركة الجمعوية وتشجيع البحث العلمي للتعرف أكثر على العوامل المتسببة في مرض اضطرابات طيف التوحد في قلب هذه الاستراتيجية.
ع.أسابع