«الخفافيش الزرقاء» تحط الرحال بغار الجماعة
صنع براعم فريق الرياضة القتالية الفيتنامية «فوفينام فيات فودام» لبلدية الركنية، الحدث بقالمة أول أمس السبت ، عندما اكتسحوا المرتفعات الصخرية الرمادية بجبال طاية الشهيرة الواقعة غربي قالمة، في رحلة مثيرة نقلت براعم المستقبل من القاعات المغلقة إلى أحضان الطبيعة التي تعد موطنا و فضاء مناسبا للرياضات الآسيوية الاستعراضية العريقة.
و أحاط البراعم بالموقع الأثري غار الجماعة، مشكلين صورة نادرة و كأنهم خفافيش زرقاء حطت الرحال هناك و التصقت بالمغارات و الصخور الحادة في مشهد يحاكي مجتمع الخفافيش الحقيقي الذي يعيش بكهوف المنطقة منذ آلاف السنين.
و أثار المشهد النادر إعجاب السياح الذين تدفقوا على المغارات العجيبة في ذلك اليوم و سارع الجميع إلى التقاط صور تذكارية مع الخفافيش الزرقاء و هم يتابعون حركات و خطوات براعم الفوفينام و هم يقفزون من صخر إلى آخر و يلتصقون بالمنحدرات الحادة في استعراض رياضي نادر، امتزجت فيه الطبيعة بالأجساد الصغيرة المرنة، عندما كانت تصنع أشكالا جميلة و حركات مثيرة أسوة بالصينيين القدامى الذين استلهموا الفنون الرياضية القتالية من الطبيعة، فأبدعوا فيها و نشروها عبر العالم.
و قد التصقت الخفافيش بالصخور في نظام بديع و استجابت لتعليمات مدربها القدير طارق لعبادلة الذي قال للنصر، بأن خروج الرياضيين إلى الطبيعة يزيد من قدراتهم الذهنية و البدنية و ينمي فيهم حب الاكتشاف و الروح الجماعية و الصداقة، مضيفا بأن هذا النوع من الرياضة، مرتبط بالطبيعة و يستمد منها الكثير من المبادئ و الفنون.
و قال مسعود بوخروبة الأب الروحي لرياضة الكونغو فو وشو ببلدية الركنية، موطن الرياضات القتالية الصينية بقالمة للنصر بأن الخرجات إلى الطبيعية و التدرب فيها يزيد من قدرات الرياضيين و يبعث فيهم روح التحدي و المقاومة، مضيفا بأن المشهد الذي صنعته البراعم الزرقاء بغار الجماعة، كان رائعا و معبرا عن مدى الارتباط الوثيق بين هذا النوع من الرياضة و الطبيعة.
و بالرغم من قلة الإمكانات المادية و نقص الاهتمام المحلي بهذا النوع من الرياضة، فإن الجمعيات النشطة في هذا المجال بولاية قالمة، تواصل التحدي و تستقطب مزيدا من الأطفال و الشباب و تحثهم على ممارسة الرياضة و المشاركة في دورات تدريب بالوسط المفتوح و القيام برحلات استكشاف إلى المواقع الطبيعية داخل الولاية و خارجها، لتكوين رصيد معرفي هام و ربط علاقات صداقة و تنمية القدرات الذهنية و البدنية.
و تستقطب المنتجعات السياحية و المواقع الأثرية و التاريخية بقالمة، الآلاف من السياح منذ بداية فصل الربيع، في تحول كبير يوحي بعودة قوية للسياحة الطبيعية المحلية بعد ركود طويل، حول تلك المنتجعات و المواقع النادرة إلى فضاءات مهجورة.
فريد.غ