أصبحت قبلة للعائلات الباحثة عن الراحة بين أحضان الطبيعة في الربيع

حديقة الحيوانات بالعوانة تستقبل 70 ألف زائر في أسبوعين
تعرف حديقة الحيوانات بكسير ببلدية العوانة ، غرب عاصمة الكورنيش الجيجلي، إقبالا معتبرا من قبل الزوار طيلة أيام السنة، لكن هذا الإقبال تضاعف خلال العطلة الربيعية، حيث زارها أكثر من 70 ألف زائر من جيجل و الولايات المجاورة، فاستمتعوا بمشاهدة مختلف  أنواع النباتات و الأشجار و الحيوانات و قضوا لحظات جميلة و مريحة و مسلية بين أحضان الحديقة الخضراء.
يلاحظ الزائر بأن سائقي سيارات تحمل ترقيم مختلف ولايات الوطن، خصوصا القادمة من الجهة الشرقية للولاية، يسألون المارة عن مكان تواجد حديقة الحيوانات بالعوانة، و أثناء تواجدنا بالمحطة الغربية للحافلات، سألنا قابضي الحافلات العاملين عبر خط جيجل و العوانة ، عن وجهة ركابهم فأجمعوا ، بأن معظمهم  ينزلون بموقف الحافلات أندروا قرب الحديقة.
النصر زارت الحديقة قبل الساعة الحادية عشرة صباحا، موعد فتح أبواب الحديقة للزوار، فوجدنا المئات منهم ينتظرون أمام مدخلها الرئيسي، و قد أخبرنا مديرها بأن عدد الزوار فاق 70 ألف زائر من مختلف الولايات خلال أسبوعين، تزامنا مع فترة العطلة الربيعية.

و أضاف بأن هذا الفضاء يعرف توافدا كبيرا خلال عطل نهاية الأسبوع،  بمعدل 4 آلاف زائر و ذلك منذ بداية العام الجاري، مشيرا إلى أن الحديقة من بين الأماكن التي يقصدها سكان الولاية و زوارها بكثرة بحثا عن الترفيه و التسلية، كما أنها أضحت فضاء لقاصدي الراحة.
 و أكد من جهة أخرى بأن جل الزوار الذين تحدثوا معه، أثنوا على نظافة هذا الفضاء الأخضر و كذا حسن استقبال العاملين به، مشيرا إلى أن فريق العمل متكامل و منسجم و يصر على أداء مهامه على أكمل وجه، حيث يقدر عدد أعوان الأمن ب20 عونا ، و يوجد 9 عمال متخصصين  في رعـايـة مخـتلـف الحـيـوانـات و حـراسـتـها، و تتكفل بها صحيا بيطريتان.
المسؤول قال بأن الحديقة تغلق أبوابها في موسم الربيع في حدود الساعة السادسة مساء، و بخصوص الدخول أوضح بأن سعر التذكرة 50دج بالنسبة للبالغين و 20 دج للأطفال، كما تستفيد العديد من الجمعيات من الدخول المجاني ، على غرار جمعيات ذوي الاحتياجات الخاصة ، في حين تعرض تخفيضات تقدر بـ 10 بالمئة في حالة تنظيم الجمعيات رحلات لزيارة الحديقة.
و تحتوي على  44 صنفا من الحيوانات تتراوح بين الطيور ، آكلات اللحوم و آكلات الأعشاب ، و عددها الإجمالي 252 حيوانا، و  يتضاعف هذا العدد كل سنة بعد موسم التزاوج ، و أشار مدير الحديقة إلى أنه من الممكن إدخال أنواع جديدة من الحيوانات قبل حلول موسم الاصطياف.
و أثناء زيارتنا للحديقة ، شاهدنا عددا معتبرا من الزوار سواء من العائلات ، أو الجمعيات ، تجمع أغلبهم أمام أقفاص الحيوانات، و قضوا وقتا أطول أمام أقفاص الأحصنة ، الفيلة ، الأسود و القردة .
و أكد الكثير من الزوار الذين تحدثنا إليهم بأن حديقة الحيوانات أفضل مكان لأخذ قسط من الراحة و الاسترخاء، و إسعاد أبنائهم، كما أن زيارة الحديقة، أصبحت بمثابة المكافأة التي يقدمها العديد من الآباء لأبنائهم في حال حصولهم على معدلات عالية في الدراسة.
عديد العائلات التي التقينا بها في هذا الفضاء قدمت من ولايات باتنة، سكيكدة، بجاية، ميلة و سطيف  وحتى ولايات الجنوب الجزائري على غرار ورقلة، الوادي و  بسكرة، لأنها سمعت عن الكنوز الطبيعية المختلفة التي يزخر بها.
 و معظم هؤلاء الزوار افترشوا البساط الأخضر للحديقة لتناول وجبة غذاء، أو أخذ قسط من الراحة، أما الأطفال فوجدوا هناك ضالتهم  للركض و اللعب  و تناول الحلويات.
جدير بالذكر أن الحديقة تضم متحفا للأدوات التقليدية و الحيوانات المحنطة و من بينها حيوانات أصبحت شبه منقرضة مثل أسد الأطلس ، ابن آوى و  الوشق ، بالإضافة إلى العديد من الطيور كالصقر الأوروبي ،  و بعض تلك الحيوانات تجاوزت مدة تحنيطها 20عاما.
أما القسم البحري بالمتحف فيتكون من مجموعة من الأسماك زينت الحوض الذي تجاوز طوله 05 أمتار ، و قد وجدنا بعض العائلات في المتحف من أجل  مشاهدة أنواع الحيوانات المحنطة، و التقاط  صور تذكارية، و علق أحد هؤلاء الزوار بأنه لم يسبق له أن شاهد حيوانات بهذا الحجم محنطة أمامه.
و أشار القائمون على الحديقة بأنه تم تنظيم خلال عطلة الربيع معرض للحرف التقليدية  لقي إقبالا ملفتا من قبل الزوار ، و أكد ذلك العارضون الذين تحدثنا إليهم،حيث قال لنا بائع أزهار بأن العائلات  اقتنت عددا كبيرا من المنتجات المعروضة، و قـد اعـتبـر زوار المعرض الأسعار منخفضة و في  متناول الجميع. و لاحظنا أن المعروضات تقليدية محلية ترمز إلى تراث المنطقة.
مدير الحديقة أوضح من جهته بأنه يتم تنظيم عديد النشاطات داخل الحديقة، و من بينها غرس 50 شجيرة من قبل عمال الحديقة بمشاركة زوار الفضاء الأخضر، و ذلك ، حسب المسؤول، من أجل تعزيز روح المسؤولية لدى الزائر و غرس ثقافة المشاركة الهادفة و الحفاظ على الأشجار.
و أثناء مغادرتنا للحديقة، تواصل توافد الزوار و امتلأت حظيرة السيارات عن آخرها، ما يؤكد بأنها تبقى من بين الوجهات التي تلقى إقبالا من قبل زوار الولاية.  

   ك. طويل